هل علينا أن نقول «يا محلى وزير التربية السابق طارق مجذوب عن وزير التربية الحالي عباس الحلبي؟» من المؤسف أن الوزير الحلبي يصرف وقته في المزايدة بعنصريته على عنصرية اللبنانيين بأنّه لن يتسجّل تلميذ سوى واحد إلا بعد انتهاء تسجيل اللبنانيّين، مع أنّ التلامذة النازحون السوريّون يدرسون في دوام منفصل عن اللبنانيين ولا دمج بين اللبنانيين والسوريّين، ما هذه «العنطزة الكذّابة» لمسؤولين يعرفون أنّهم لولا أموال مفوضيّة اللاجئين لكانت وزارتهم أغلقت أبوابها من زمان!!
يتجمّد الدم في عروق التلاميذ الأجانب الذين يتلقّون تعليمهم في المدارس الرسميّة، فهم منذ حلّ على رؤوسهم بدء تسجيل النازحين السوريين في دوام بعد الظهر يدفعون في كلّ عام ثمن انتظار رحمة وزير التربية الذي يتركهم على لائحة الانتظار من دون أدنى اكتراث بحقّهم الطبيعي خصوصاً أنّ أغلبهم مولودون في لبنان ويعيشون فيه بموجب إقامة رسميّة صادرة عن الأمن العام اللبناني، ما ذنب الأردني والتونسي والسوري غير النّازح والفلسطيني من خارج مدارس الأونرا والسوداني والعراقي والمصري والبنغالي والباكستاني أيضاً، متى يتذكّر وزير التربية حق الطلاب الأجانب في المدرس الرسمية مثلهم مثل أي مقيم في دولة أجنبيّة يخضع فيها لكافّة القوانين!!
وكأن كلّ معاناة التنمّر والعنصريّة التي يواجهها التلميذ الأجنبي في المدرسة الرسميّة لا تكفيه، ليواجه عنصريّة وزارة التربية التي تهمس في أذن مدراء المدرسة الرسمية «أوقفوا تسجيل التلامذة الأجانب القدامى» والله عيب على هؤلاء المسؤولين أن يجلسوا في مراكز مسؤولية، وهم في الأساس حملتهم إليها «الصدفة والطائفيّة والمحسوبيّة»!! وتتسوّل الدولة اللبنانيّة ملايين الدولارات بحجة أن التعليم حقّ لكلّ طفل، وتتحمّل اليونيسيف كلفة كبرى من تمويل التعليم الرسمي ولو كان الأمر «تكلة» على الدولة لحرم منه التلامذة اللبنانيّون وكلّفهم الكثير، لطالما تسوّلت الدولة كلفة التعليم من الدول العربيّة ومن الأمم المتحدة، وها هي تسقط في امتحان إعطاء هذا الحقّ لأصحابه!!
بعض مسؤولي هذه المدارس يخجلون من النّظر في عيون التلاميذ الآتين للسؤال يقولون، لا نستطيع أن نقول لهم قد لا تستطيعون الذهاب إلى المدرسة هذا العام؟! يستحقّ لبنان ومسؤوليه لقب الدولة العنصرية الأولى في الوطن العربي، تماماً مثلما يستحقّ أن يقال عنه إنّه البلد الأول في احتقار حقوق الإنسان سواء كان هذا الإنسان من مواطنيه أم من المقيمين على أراضيه، العنصريّة والمزايدة و»بيع المواقف» في هذه البلاد تدفع وزير التربية فيه أن يوقف من يقفون على بابه التلامذة الأجانب ليتسوّلوا منه إصدار مذكّرة لتسجيلهم، ولكن متى تصدر؟!! هذا العام لم يقل بعد معاليه أنّه «وعد بتسجيل الجميع»!!
في هذه العجالة نتوجّه إلى المعنيين في منظمة حقوق الطّفل لنضع بين أيديهم حقيقة مؤلمة هي أنّ وزارة التربية اللبنانيّة التي يقومون بتمويلها بملايين الدولارات فيما هي تمنع وتذلّ التلامذة الأجانب وتمنع عنهم حقّهم في التعليم، ذنبهم الوحيد أنّهم ولدوا في بلد التجارة والعنصريّة، وراحوا بين الأجرين بحجّة اللاجئين من التلامذة السوريّين وهذه أيضاً جريمة كبرى في بلد عنصري وطائفي مثل لبنان!!