من يستطيع أن يقول اليوم للبنانيّين أنّ وزارة البيئة ليست هي الوزارة السياديّة الحقيقيّة بل الوزارة الأولى التي يعنيهم مصيرها، خذوا كل الوزارات واتركوا هذه الوزارة لوزير نثقُ بقدرته على انتشالنا من مطامر ومكبّات النفايات العالقين وسط روائحها وأذاها وأمراضها، إرحمونا من سمسراتكم ومحاصصاتكم ومخطّطاتكم لردم البحر وتلزيماتكم لسرقة الأراضي لاحقاً ، إرحمونا…
وعلى هامش الأخذ والردّ في ملفّ تشكيل الحكومة العتيدة، نسأل المعنيّين هل سمعتم بفيروس الرّشح الذي يضرب البلاد، هل سمعتم عن أوجاع العظام الفتّاكة التي يسبّبها؟ هل تشمّون الروائح السامّة التي تضرب المناطق اللبنانيّة كلّما حمت حرارة الشمس كما في الأيّام القليلة الماضية، لقد سرقتمونا حتى في النّفس الذي نشمّه، لذا ما يردُ أدناه في هذا الهامش، هو مجرّد أمنية وخيالٌ يراود طموح اللبنانييّن أن يستيقظوا غداً ليسمعوا نبأ تشكيل الحكومة وإعلان أسماء وزرائها، وأن يرنّ اسم الياس بو صعب وزيراً البيئة اللبنانيّة…
ألا يحقّ لنا أن نحلم ونتمنّى، بل أن نتوجّه إلى فخامة رئيس البلاد متمنّين عليه أن تكون هديّة عهده الأولى للبنانيّين وللبنان توصيته بأن يكون الياس بو صعب بكلّ ما يمثّله هذا الرّجل من ثقل ووزن ومصداقيّة على رأس هذه الوزارة..
هذا الرجل تحديداً على رأس وزارة البيئة وفي غضون أشهر قليلة سيعيد إلى لبنان صفة الأخضر، ولنكن صادقين نحن نطمع هنا ليس في صفات بو صعب الشخصيّة بل نطمع – وكثيراً – في علاقاته العربيّة وتحديداً الخليجيّة – للنّهضة بـ»لبنان الأخضر».
هذا الرّجل في أي وزارة وضع «بيبيّض الوجّ وبيفرّح القلب» وسيجد في كلّ اللبنانيّين عوناً له على ما قد يسعى لتحقيقه، حتى ولو اقتضى الأمر أن يطلب منهم تنفيذ سلسلات بشريّة من أقصى لبنان إلى أقصاه وأن يقوم كل مواطن بزراعة شجرة، وسيترك هذا الرّجل لبنان كحرج صنوبر بيروت التاريخي الذي أمر بزراعته الأمير فخر الدّين المعنيّ»، ألا يتسّع صدر الحكومة لحلمٍ لبناني كهذا، أم أن وزارة البيئة من نصيب الفاشلين؟!
إرحمونا… إنجازات الياس بو صعب في وزارة التربية وسامٌ على صدر لبنان واللبنانيّين فقد جاء على رأس حقبة هي الأسوأ في تاريخ لبنان، فكيف لو جاء في زمن رخاء ويسر؟! إرحمونا.. نريد من يجترح الحلول لنا لا من يكون عبئاً علينا وفاشلاً حتى في التبرير؟! هل تذكرون إغلاق الفم ووضع كمّامة حماية من موجة الحشرات؟!
إرحمونا.. نريد على رأس وزارة البيئة رجلاً شهد له الخصوم في السياسة قبل الحلفاء بالنّزاهة في الكفّ والأخلاق والإخلاص والصدق في العمل أم أنّ هذه مفاهيم لم يعد لها مكان في العمل الوزاري في وزارات تعتبر زيادة عدد و»على عيون العالم»!! يحقّ لنا أن نحلم بوزير يفاجئنا بعمله المتقن في البيئة تحديداً، وزير يُنظّف بحرنا وبرّنا وهواءنا وسماءنا وصباحنا ومساءنا، أليس لبنان هو الذي «بحرّه برّه دُرّة الشّرقين»؟!
إرحمونا، لقد اختنقنا.. أليس لنا الحقّ في فسحة حلم وخيال طموح؟!
قبيل عيد استقلال لبنان، نتوجّه إلى «عماد الجمهوريّة والوطن» و»بيّ الكلّ» وكلّ الصفات التي تعنون الصور المرفوعة في طول البلاد وعرضها رافعين الشّكوى من تحويلنا مع وطننا إلى مطمر نفايات كبير وسائلينه أن تكون البيئة أولى أولويّات وخطط عهده الذي نريده ناجحاً ومن العلامات الفارقة في تاريخ لبنان.. يا فخامة العماد اكفِنا شرّ المطامر وتلوّث البحر والهواء والأنهار والينابيع والجداول والسواقي والأحراج واحتراق غاباتنا ووجوهنا، فخامة العماد.. كلّ الوزارات تليق بالياس بو صعب، ولكن من أجل لبنان وشعبه نريده في وزارة البيئة من أجلنا وأجل العهد وأجل لبنان…