IMLebanon

إما تشكل حكومة أو سينهار البلد على رؤوس الجميع

الخيارات أمام «الثنائي» محدودة ومبادرة الحريري تشكّل مخرجاً له من أزمته

 

أمكن رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري من إحداث كوة في جدار الأزمة الحكومية، بعد المبادرة التي أطلقها، حيث صدرت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري إشارات إيجابية من هذه المبادرة، يتوقع أن تتبلور صورتها في الساعات المقبلة، الأمر الذي قد يدفع إلى ترقب حصول انفراجة على صعيد عملية التأليف، وبما يحفظ ماء وجه المبادرة الفرنسية التي واجهت ظروفاً صعبة، كادت تطيح بها بعد الشروط التي وضعت أمامها. وأشارت المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، إلى أن الرئيس الحريري ومن خلال مبادرته وضع «الثنائي الشيعي» أمام حشرة ما بعدها حشرة، باعتبار أنه لم يقم بهذه المبادرة إلا بالتنسيق مع الفرنسيين. وفي حال وافق الفريق الشيعي يكون الرئيس الحريري انتزع ورقتين أساسيتين من الثنائي. الأولى حصول هذا الفريق على وزارة المالية لمرة واحدة وأخيرة، ضمن إطار ورقة رسمية. والثانية، أنه لا يحق له تسمية أي من الوزراء في حال وافق على ذلك.

 

وتشدد المعلومات على أنه لا يجوز في كل مرة التنازل لهذا الثنائي تحت عنوان التعطيل، مرة بفائض القوة ومرة أخرى بالتهديد، باعتبار أن المطلوب تطبيق الدستور بحذافيره وعدم سلوك طريق الأعراف والبدع على حساب الدستور والمؤسسات. وهذه هي المرة الأولى التي يتحقق فيها ما يشبه إجماعاً وطنياً على رفض بدع الثنائي وسعيه لخلق أعراف جديدة، ما جعل هذا الفريق يواجه إحراجاً كبيراً لم يواجهه في تاريخه، مشيرة إلى أن الخيارات بدأت تضيق أمام هذا الفريق الذي سيتحمل مسؤولية أي قرار قد يتخذه لا يصب في مصلحة البلد.

 

وتكشف المعلومات، أن هناك تواصلاً فرنسياً إيرانياً من أجل تسهيل هذه المبادرة، في وقت يبحث الثنائي في كيفية الخروج من هذه المسألة منتصراً، لا مهزوماً. رغم أنه لم ير في مبادرة الحريري أنها تشكل انتصاراً له، لأن عدم ربطها بتسمية الوزراء، ولمرة واحدة، تشكل إحراجاً للثنائي. بانتظار موقف واضح وصريح للفريق الشيعي، فإن رئيس «المستقبل» فعل ما يفترض أن يفعله أمام الرئيس الفرنسي الذي عليه أن يتصرف، إما مع الإيراني أو مع «حزب الله»، بتسمية المعرقل بشكل واضح بعيداً عن أي مواربة.

 

تواصل بين باريس وطهران لتسهيل المبادرة الفرنسية في لبنان

 

وترى أوساط سياسية أن الثغرة التي فتحتها مبادرة الحريري في جدار الأزمة الحكومية، يمكن البناء عليها لحلحلة العقد، وهذا ما يرتب مسؤوليات كبيرة على الفريق الشيعي الذي يواجه أدق مرحلة سياسية في تاريخه منذ الـ2005، وهو يعاني أوضاعاً إقليمية بالغة الخطورة وعلى مختلف المستويات، في ظل عقوبات على إيران وتراجع كل مفاعيل الممانعة والأذرع الإيرانية في المنطقة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى حالة الوهن التي يتخبط فيها فريق الثامن من آذار، ما يعني أن الأوراق باتت معدومة بين يديه، ما يحتم ضرورة تجاوبه مع مبادرة الحريري، لانتشال الوضع من هذه الأزمة التي تعصف بالبلد.

 

وقد خسر هذا الفريق كل عوامل الدعم التي كان يتمتع بها، وبات يخوض معركته الحالية باللحم الحي، وأصبح بنظر الجميع أنه هو الفريق الذي يعطل الحل ويمنع تأليف الحكومة، والذي يحول دون تمكين اللبنانيين من إخراج البلد من هذا المأزق، وبالتالي فإن لا خيارات أمامه إلا الاستفادة من مبادرة الرئيس الحريري لحفظ ماء الوجه وإخراج لبنان من المأزق، كما أنها فرصة لإخراج نفسه من المأزق الذي أوقع نفسه فيه، جراء سياساته على حساب مصلحة الشعب اللبناني.

 

وأشارت المصادر، إلى أن المواقف الأولية التي صدرت عن الرئيس بري، توحي بأن الثنائي لا يمكن إلا أن يتعامل بإيجابية مع مبادرة الحريري، لأنها تشكل له خشبة خلاص من هذا الواقع المأزوم الذي يعانيه، بعدما أصبح في وضع لا يحسد عليه على مختلف الأصعدة. فإما تشكل حكومة، وإما سينهار البلد على رؤوس الجميع.