لم يَحدُث أن أُذلَّ اللبناني في دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة التي استحدثت وزارة للسعادة، لكن بعض مَن في السلطة التنفيذية في لبنان تعمَّد أن ينقل «ثقافة الإذلال» من لبنان إلى الخارج، إلى المغتربين اللبنانيين ومنهم المغتربون في الإمارات.
مَن شاهدَ طوابير اللبنانيين في دبي، والتي تجاوزت الكيلومتر الواحد، وتحت شمس حارقة، خالَ نفسه للوهلة الأولى أنه يشاهِد الطوابير في لبنان أمام محطات المحروقات وأمام ماكينات الـATM وأمام الأفران، وهو مشهد يتكرر في لبنان، لكنه لم يحدث يوماً في دبي، لكن وزارة الخارجية، بوزيرها وفريق العمل الموروث من أيام وزير الخارجية السابق جبران باسيل، شاءت أن تنقل الذلّ، عن سابق تصوّر وتصميم إلى دبي، فنقلت طوابير الذل إلى هناك.
بالتأكيد وصلت الصور والفيديوات إلى «رئيس الديبلوماسية اللبنانية» وإلى «الرئيس الأصيل للديبلوماسية اللبنانية»، فماذا عساهما يقولان؟ هل أيضاً يحمِّلان الأحزاب طريقة تسجيل المغتربين؟ هل سمعوا وشاهدوا ماذا قال المغتربون؟
اقترحوا على وزير «ديبلوماسية الإذلال» نقل مركز الإقتراع من مبنى القنصلية في دبي إلى مكان آخر، فرفض! لماذا؟ لأن «معلِّمه» الوزير الحقيقي والأصيل» رفض! ألم يقل الوزير الأصيل، في خطاب له في الأشرفية، في معرض سخريته من خصومه في موضوع تسجيل المغتربين: «أنا مش متلكن غشيم»!
وزير «ديبلوماسية الذل» استبق «التصويت العقابي» في حق «معلّمه»، فعاقب المغتربين في دبي وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية، لكن لماذا نزل عند رغبة الثنائي الشيعي بالنسبة إلى مراكز الاقتراع في ألمانيا؟ هل لأنّ «السحسوح» يؤلِم، ومغتربي ألمانيا لهم في لبنان من يستخدم «السحسوح» الذي يُرغِم الوزير على تنفيذ التعليمات؟
شوائب العملية الانتخابية في بلدان الاغتراب يتحمَّل مسؤوليتها وزير الخارجية مباشرة عبدالله بو حبيب وليس قنصل لبنان في دبي الذي صرَّح بأنه سبق أن طلب نقل مركز الاقتراع، لكن الرفض جاء من وزير الخارجية. لكن مَن يحاسبه؟ بداية المحاسبة تكون في تصنيفه «وزيراً فاشلاً» بكل المقاييس.
المهزلة أنه يقول: «كل الأخطاء تُعالَج». عفواً معاليك، لماذا لم يُعالَج الخطأ الفادح، كدبي مثلاً، قبل حدوثه؟ لا يصح أن تقول: «أنا لمن بكون بأميركا وبدي أحضر سينما، بوقف تحت الشتي حتى أقطع».
هذا استخفاف بعقول اللبنانيين، فشراء تذكرة فيلم السينما، قبل دقائق من بدء الفيلم، مختلف عن تنظيم عملية الاقتراع التي تتم قبل شهور!
للعِلم، ووفق الأرقام، فإن ما يقارب الـ40 في المئة من المغتربين المسجَّلين في دائرة الشمال الثالثة التي تضمّ، في ما تضمّ، البترون، تم توزيع أفراد العائلة الواحدة في أقلام متباعدة مئات الكيلومترات.
متى عُرِف السبب بطل العجب.