IMLebanon

محضر جلسة 7 آب الوزارية: إجماع على نشر 15 ألف عسكري جنوب الليطاني

  

أكدت الحكومة استعدادها لإرسال قوة عسكرية قوامها 15000 جندي وانتشارها في منطقة الجنوب «وذلك مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق»

الأحد في السادس من آب كان يوماً قاسياً وصعباً على الجيش الإسرائيلي. صاروخ للمقاومة يصيب صباحاً تجمعاً لضباط وجنود فرقة المظليين في جيش العدو بالقرب من مستوطنة كفرجلعادي، يسقط عدد كبير من القتلى والجرحى. تردّ إسرائيل فتقع مجزرة ليل السادس من آب في الشياح تحصد عشرات الشهداء والجرحى. السابع من آب اجتماع وزراء الخارجية العرب في السراي الحكومي في بيروت. بعده، جرت مشاورات لبنانية وعربية ودولية، تقرر في ضوئها انعقاد مجلس الوزراء ليلاً، من أجل اتخاذ قرار تبدي فيه الحكومة اللبنانية استعدادها المبدئي لإرسال 15 ألف عسكري لبناني إلى منطقة جنوب الليطاني. صدر قرار مجلس الوزراء بشبه إجماع، فيما كان الوفد الوزاري العربي يتوجه من بيروت إلى نيويورك للمشاركة في صياغة قرار دولي جديد بشأن وقف النار. جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها رئيس الجمهورية إميل لحود، اتسمت بمناقشات هادئة، وهذه هي أبرز وقائعها:

 

فؤاد السنيورة: مجلس الوزراء سيتخذ قراراً مبدئياً باستعداده لإرسال 15 ألف جندي لبناني إلى الجنوب، مع وقف إطلاق النار، ومع انسحاب القوات الإسرائيلية من الحدود.

أحمد فتفت: ما المقصود بالجنوب؟

السنيورة: جنوب الليطاني.

شارل رزق: سؤالان تقنيان، الـ 15 ألفاً قبل الاحتياط، أي بغضّ النظر عن الاحتياط، أو يمكن أن يكون أكثر من الاحتياط. السؤال الثاني، هل فكرة تطعيم هذه القوة اللبنانية بقوات دولية واردة؟

السنيورة: إذا أردنا اتخاذ قرار، يجب أن تكون هناك قوة معززة من اليونيفيل.

محمد فنيش: قلتم إننا نتخذ الآن موقفاً مبدئياً بالاستعداد لإرسال الجيش إلى الجنوب، لا نريد الخوض بالتفاصيل، حتى لا نبدأ من جديد نقاشات وخلافات، لنسهّل على أنفسنا بإبداء الاستعداد لإرسال الجيش إلى الجنوب، أما موضوع اليونيفيل، وهي موجودة في الجنوب حالياً، فيكون دورها مساعدة الجيش. العلاقة مع الناس تكون مع الجيش وليس مع اليونيفيل.

السنيورة: أقصد القول، إن الموجودين في الجنوب هم 1900، سؤال، إذا كان هناك من حاجة لعديد إضافي حوالى 2000 عسكري من اليونيفيل من ضمن التفويض الحالي.

فنيش: بالمبدأ، لا مشكلة لدينا، ولكن العلاقة مع الناس تكون مع الجيش.

فتفت: لدينا قوة أمنية موجودة في المنطقة، يجب مسبقاً تحديد وضعها.

السنيورة: صارت من الماضي.

فتفت: صحيح يجب أن تكون واضحة منذ الآن. النقطة الثانية، أعتقد لأنه يجب أن يكون الجيش موجوداً في الجنوب، إذن المهمات في الأمن الداخلي ستصبح صعبة، لهذه السبب، أتمنى على مجلس الوزراء أن يتبنّى القرار الذي تم اتخاذه بالأمس، بمنع المظاهرات ليوم، أن يُمدّد وأن يتبناه مجلس الوزراء، نكون في هذه الحالة نقوم بإراحة الجبهة الداخلية بالنسبة إلى الجيش، وإذا سمح محمد (فنيش) أن أقول إن قوى الأمن الداخلي تشاورت مع الحزب، وهو يؤيد هذه الفكرة مسبقاً.

السنيورة: أخذنا علماً بقرار منع التظاهرات.

فتفت: كان القرار  ليوم واحد، الآن أتمنى….

فنيش: وكأننا نعلن حالة طوارئ، إذا احتجت هذا القرار تصدره. (متوجهاً لفتفت)

السنيورة: يمكنك أن تتخذ هذا القرار متى تشاء. (متوجهاً لفتفت)

نائلة معوض: القرار الذي نتخذه اليوم مبدئياً، غداً سيصدر قرار للأمم المتحدة. يقول معالي وزير الدفاع، إنه عند انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما بعد الخط الأزرق يرسل الجيش، أم هل يرسل الجيش بعد الانسحاب المجزأ؟ ثانياً، اليوم نحن نتكلم فقط عن استعدادنا لإرسال الجيش إلى الجنوب، ألا يجب أن نتوجه إلى ما هو أبعد من ذلك.

السنيورة: نحن نبدي استعداداً لإرسال الجيش إلى الجنوب مع انسحاب بالتزامن.

معوض: فور الانسحاب.

السنيورة: لست عسكرياً ولا أي شخص منا عسكري، هذا مع الانسحاب، عند انسحاب هؤلاء ينتظر الجيش، وهل تكون بينهما اليونيفيل، هذه جميعها إجراءات تُدرس عسكرياً، وبالتالي لا أحد يعلم بها.

معوض: دخلنا بمعركة مع المجتمع الدولي على أساس النقاط السبع، فلنضع القطار على السكة، إلى أين نحن ذاهبون؟

الياس المر: نحن هدفنا اليوم أن نرسل رسالة إلى المجتمع الدولي أن اللبنانيين والحكومة اللبنانية التي تمثل كل الأطراف جديون بقرار إرسال الجيش إلى الجنوب إذا انسحبت إسرائيل، هذا هو العنوان. إسرائيل ليست معجبة بالجيش، أبلغني سفراء الدول الغربية أنهم يعتبرون أن لا ثقة بالجيش، وأن الجيش والمقاومة قطعة واحدة، ليست هناك طمأنينة كبيرة، وقبل الدخول بالتفاصيل، كما قال الوزير فنيش، نقوم بإرسال الرسالة الأساسية ومن ثم نقوم بالتفاصيل سوياً، كيفية إرسال رسالة الثقة، ليس لإسرائيل، بل إلى المجتمع الدولي، أن الشعب اللبناني موحد حول الجيش وأن الجيش ليس هو المشكلة، بل إن المشكلة هي إسرائيل، وهذا مهمّ جداً، ويجب الانتباه إلى هذه النقطة، لا نناقش مشكلتنا وأنه لدينا مشكلة مع الجيش، العنوان هو إرسال الجيش، التفصيل، من الواضح أن مكان وجوده لا وجود فيه للمسلحين، وبالتنسيق مع الشباب بكل محبة وأخوة ووضوح.

 

الياس المر: إسرائيل ليست معجبة بالجيش، وأبلغني سفراء الدول الغربية أنهم يعتبرون أن الجيش والمقاومة قطعة واحدة

 

فنيش: كما قال دولته (المر) الآن نضع رسالة واستناداً إلى الحل الذي سنصل إليه نناقش التفاصيل. نحن ما زلنا لا نعلم إلى أين نحن متجهون.

المر: لنتمنّ أن تقبل إسرائيل بهذا الحل.

مروان حمادة: أنا أقترح الآتي: استعداد الحكومة اللبنانية فور انسحاب الجيش الإسرائيلي لإرسال أو انتشار وحدات الجيش اللبناني عديدها 15 ألف جندي، تؤازرها قوة معززة من الطوارئ الدولية في إطار النقاط السبع التي أقرتها الحكومة، شيء بهذا المعنى.

معوض: كلام عالق بالهواء.

مروان حمادة: كلا ليس كلاماً عالقاً بالهواء، بل يرتكز إلى النقاط السبع، يمكن أن نرسل اليونيفيل قبل أن يصل الجيش.

السنيورة: نعتمد الآتي: استعداد الدولة اللبنانية لإرسال قوة من الجيش اللبناني قوامها 15 ألف جندي إلى جنوب الليطاني، وذلك مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق، والموافقة على الاستعانة أيضاً بقوات إضافية من اليونيفيل عند الحاجة لتسهيل عملية دخول الجيش إلى تلك المنطقة، في إطار النقاط السبع التي وافق عليها مجلس الوزراء.

المر: في موضوع جنوب الليطاني، هناك مناطق ليست في جنوب الليطاني وسيكون فيها انتشار للجيش، أنا برأيي من الجنوب إلى الخط الأزرق، لسبب، كانوا يشرحون في الجيش، هناك مناطق عسكرية ليست جنوب الليطاني، ولكن من الضروري أن تُؤخذ، لنقل من الجنوب إلى الخط الأزرق، بصورة عامة.

طراد حمادة: نحن نعطي شيئاً مهماً ألا وهو انتشار الجيش على الحدود الدولية، لكن شرط أن تقوم إسرائيل بالانسحاب.

بيار الجميل: ما هي الضمانة داخلياً وليس خارجياً أننا إذا أرسلنا الجيش إلى الجنوب بألا يكون هناك اعتداء مجدّداً، وثانياً في حال حصل اعتداء…

السنيورة: نحن نتخذ قراراً، وأي قرار آخر يجب الرجوع فيه إلى مجلس الوزراء.

طلال الساحلي: أنا مع الاقتراح الذي قاله دولة الرئيس ويتوافق مع الاقتراح الذي قاله الوزير مروان حمادة، وهو أنه فور انسحاب الجيش الإسرائيلي خلف الخط الأزرق، لأن «مع» قد يكون فيها التباس، وإذا تم فرض «مع» علينا والأمور غير منتهية، كما قال دولة الرئيس (المر)، يمكن أن تحدث إشكالات، نضع فور انسحاب الجيش الإسرائيلي وراء الخط الأزرق.

محمد الصفدي: هل نحن نتخذ قراراً ملزماً، أو أننا مستعدون.

خالد قباني: أنا أقترح ما يستجيب لكل هذه التساؤلات التي طرحها الاخوان، وهي تساؤلات مشروعة، اقتراحي أنه فور انسحاب الجيش الإسرائيلي المحتل إلى ما وراء الخط الأزرق، ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني بقوة عسكرية قوامها 15 ألف جندي حتى الخط الأزرق، وبمؤازرة اليونيفيل، وفي إطار النقاط السبع التي تبناها مجلس الوزراء.

فنيش: عندما نقول ينتشر معناه أننا نتخذ قراراً، ومن قال إن الجيش الإسرائيلي سيسمح للجيش بالدخول، هناك فارق، عندما يتخذ مجلس الوزراء قراراً معنى ذلك أنه سيرسل الجيش، حتى لو قام بالاصطدام بالإسرائيليين، لا أعتقد أنه الهدف، أنا أتكلم بالصياغات. لدي ملاحظتان، أننا نقدم، بإطار هذا النقاش الدبلوماسي القائم، أننا كحكومة لبنانية لدينا الاستعداد، لا يمكن لأحد أن يقول إنه ليس هناك وقف عدوان ولا انسحاب لإسرائيل، لأنه لا وجود لقوة مهيئة تضمن وقف إطلاق النار، فليستمر العدوان إلى أن نشكل هذه القوة، نحن نرد أنه لدينا الإمكانية بإرسال الجيش مع هذه القوات الموجودة التي تضمن إيقاف العدوان ووقف إطلاق النار وانسحاب الإسرائيليين، ثم يبدأ البحث وهذه الملاحظة الثانية، إذا أردنا القول في إطار النقاط السبع مجتمعة، أو كبند من النقاط السبع وهو وقف إطلاق النار، هل الانسحاب من مزارع شبعا وتبادل الأسرى وخرائط الألغام ووقف إطلاق النار لإرسال الجيش، أو إذا كانت هذه كمرحلة أولى، بانتظار هذه الجهود الدبلوماسية الأخرى التي ستأتي تباعاً، يمكنني أن أرسل الجيش لوقف العدوان.

السنيورة: تؤكد الحكومة على استعدادها إرسال قوة من الجيش اللبناني واستعدادها للموافقة على الاستعانة بقوة اليونيفيل.

فنيش: لا مانع عليه، لكن نريد أن نستوضح، لأنه في النقاط السبع هناك مزارع شبعا.

مروان حمادة: محمد (فنيش) سؤال، أي إذا لم نستعِد مزارع شبعا في الأسبوع المقبل لا نرسل الجيش؟

فنيش: أنا أسأل، إذا قلت لي لا، أنا موافق.

رزق: خطوة إلى الأمام لتحقيق النقاط السبع.

السنيورة: نقول في هذا السياق، تؤكد الحكومة عزمها في تعزيز إمكانات الجيش اللبناني بما يلزمه من عتاد لتمكينه من القيام بالمهام التي يُكلف فيها.

المر: تؤكد الحكومة.

السنيورة: كما تؤكد الحكومة في هذا السياق…

المر : عزمها على تعزيز إمكانات الجيش اللبناني بما يلزمه من عديد وعتاد.

السنيورة: العديد انتهى.

غازي العريضي: تأكيد عزمها.

السنيورة: كما تجدد الحكومة عزمها.

قباني: عندما نقول تؤكد الحكومة استعدادها فهل هذا معناه أن القرار الذي نتخذه نبلغه للمجتمع الدولي ومجلس الأمن؟

السنيورة: نعم.

قباني: نرسل له رسالة لنؤكد استعدادنا، إذن نحن لا نتخذ قراراً للتنفيذ، بل نبلغ مجلس الأمن بأننا مستعدون، أي إننا نعطي وعداً.

السنيورة: لم نرسل الجيش ولم نتخذ قراراً، نحن نقول لالياس (المر) أن يقوم بتحريك المعدات.

قباني: نحن نقول للمجتمع الدولي، إننا على استعداد بحال انسحبت إسرائيل بأن نرسل، هذه هي الرسالة التي نرسلها.

الساحلي: أصر على أن لا تكون «مع»، بل بعد انسحاب أو فور انسحاب.

السنيورة: يا طلال يا حبيبي، القضية لا يمكن أن تسير هكذا.

الساحلي: دولته (المر) قال إن قائد الجيش يقبل بذلك، أنا أتحفّظ على ذلك، أنا أعترض على هذه الصيغة.

سهيل بوجي: دولة الرئيس، الوزير الساحلي يريد أن يعترض.

الساحلي: أنا غير موافق على هذه الصيغة.

وقرر المجلس الموافقة على ما يلي: «تؤكد الحكومة على استعدادها لإرسال قوة من الجيش اللبناني قوامها 15000 جندي وانتشارها في منطقة الجنوب وذلك مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق واستعدادها للموافقة على الاستعانة أيضاً بقوات إضافية من اليونيفل عند الحاجة لتسهيل عملية دخول الجيش إلى تلك المنطقة وذلك كله في إطار النقاط السبع التي وافق عليها مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 27/7/2006. كما تجدد الحكومة في هذا السياق عزمها على تعزيز إمكانات الجيش اللبناني بما يلزمه من عتاد لتمكينه من القيام بالمهام التي يُكلّف بها”.