لم يمرّ إعلان الرئيس سعد الحريري ترشيح عثمان علم الدين بدلاً من عضو كتلة «المستقبل» النائب الحالي كاظم الخير مرور الكرام في المنية. والخطوة التي شكّلت صدمة لكثر من أبناء المنطقة، دفعت الخير إلى التمرد على المستقبل والإصرار على خوض المعركة تحت شعار «ردّ الاعتبار».
لم ينتظر بعض المقربين من الرئيس نجيب ميقاتي كثيراً، وسرعان ما لاقوا الخير في منتصف الطريق، حيث بدأت مشاورات واتصالات لبحث إمكانية التحالف مع الخير. وبالرغم من أن المعلومات أشارت إلى أن ميقاتي حسم اسم مرشحه في المنية (رئيس بلدية المنية السابق مصطفى عقل)، لكن يبدو أن الحسابات الانتخابية دفعته إلى التفكير جدياً بنائب المنطقة. لكن قبل الإعلان رسمياً لتبني الأخير، قال ميقاتي لوفد من المنية زاره متمنياً تسمية الخير على لائحته: من باب حفظ كرامة المنية وأهلها، وكرامة آل الخير، فإنني لا أقبل أن أضحي بسهولة بمن أتعامل معهم، عنيت الأخ مصطفى عقل. أضاف: أتمنى منكم، بكل محبة، أن تتمنوا على الأخ مصطفى عقل أن يأخذ القرار المناسب، وبإذن الله لن أردكم خائبين، لأن في ذلك مصلحة لنا جميعاً».
هذا الواقع المستجد، رسم تغييرات جدية على المشهد الانتخابي في المنية. وبعد أن كانت المعركة شبه محسومة لتيار المستقبل، لكون معظم المنافسين الجديين للتيار الأزرق غير مهتمّين بمقعد المنية، باستثناء المرشح كمال الخير، صارت المعركة معركة كسر عظم. فانضمام الخير إلى لائحة ميقاتي يسمح له جدياً في منافسة مرشح المستقبل، وهو ما أكده مسؤول ماكينة ميقاتي في المنية المحامي سامر الحواط لـ«الأخبار»، مشيراً إلى أن انضمام الخير إلى لائحة ميقاتي صار قاب قوسين أو أدنى، حيث يصرّ ميقاتي على عدم السماح بإقفال بيت شمالي، تماماً كما أصرّ على الوقوف الى جانب الرئيس الحريري في الانتخابات البلدية».
بحسب حواط، إن إعلان لائحة الرئيس ميقاتي يتأرجح بين السبت أو الأحد (يرجح أن يكون عند الرابعة والنصف من بعد ظهر الأحد). وهي اليوم باتت مكتملة بانتظار بعض اللمسات الأخيرة، بما فيها مقعد المنية وإرضاء المرشح عقل، الذي طرح أن يكون مسؤول الماكينة الانتخابية التابعة للميقاتي في المدينة.
وعليه، فإن اللائحة ستضم، بحسب معلومات «الأخبار»: عن الضنية كلاً من محمد الفاضل (الحليف القديم لميقاتي) وجهاد اليوسف وعن المنية كاظم الخير. أما في المقلب الطرابلسي، فالمرشحون عن المقعد السني هم الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور محمد نديم الجسر، توفيق سلطان، الدكتور رشيد المقدم، والدكتورة ميرفت الهوز، بالإضافة إلى الوزير السابق جان عبيد عن المقعد الماروني والوزير السابق نقولا النحاس عن المقعد الأرثوذوكسي وعلي درويش عن المقعد العلوي.