IMLebanon

ميقاتي ينسى أو يتناسى: حكومته طلبت رفع ال TVA الى ١٥%

 

السياسة احترام وتهذيب ولياقة قبل ان تكون صراعا على السلطة.

والسياسة احترام متبادل قبل ان تكون سياسية عند كل انجاز.

ومن لا يعرف ان يطبق هذه القواعد، تكون السياسة بالنسبة اليه اقتناصا للفرص وردة فعل، وهذا أدنى انواع السياسة.

***

مناسبة هذا الكلام أمور مستغربة في السياسة اللبنانية، فما كاد رئيس الحكومة سعد الحريري يحط في الفاتيكان للقاء البابا حتى بدأت عملية تشويش عليه من بيروت، في اوركسترا منظمة يقودها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي دخل حلبة الانتقاد من باب انتقاد الضرائب المفروضة، وكذلك انتقاد بعض التعيينات ومنها تعيينات المجلس الاقتصادي الاجتماعي. فأطلق سلسلة تغريدات على حسابه على تويتر، ومنها:

تحفظت على الضرائب والرسوم التي تم فرضها لأنني أعتبر ان ما تقوم به الدولة والحكومة بشكل خاص، هي اعمال ارتجالية.

نحن نطالب بأن تكون الضرائب أكثر عدالة، وتكون محفزة لتنمية الاقتصاد، لا ان تكون عائقا أمام نموه وتطوره.

 

***

الرئيس الحريري لم يفاجأ بتغريدات الرئيس ميقاتي، فهو لم يعتبره يوما حليفا بل مقتنص فرص منذ قَبِل ان يسير في الانقلاب الذي أطاح الرئيس الحريري حين كان مجتمعا مع الرئيس اوباما، فقبل بتسميته لتشكيل الحكومة علما انه كان أسرّ الى الرئيس الحريري انه وراءه.

أكثر من ذلك، فإن زيارة حاضرة الفاتيكان بالنسبة الى الرئيس سعد الحريري هي نهج درج عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمر فيه الرئيس سعد الحريري، بما يعبّر عن تعزيز العيش المسيحي الاسلامي وعن نهج الاعتدال الذي ينتهجه الحريري وتياره، في ظرف تعج فيه المنطقة والعالم بالتطرف.

بهذا المعنى، وبدلا من ان تلقى خطوة الحريري تثمينا، فإنها تقابل باطلاق نار سياسي في مواضيع أخرى، لحرف الانظار عن اهمية زيارة الفاتيكان والعودة الى نغمة الضرائب وغيرها.

عند هذا الحد وجد الرئيس الحريري ان لا بد من إعلام الجميع في بيروت ان الرد سيكون قريبا ولكن ليس من الفاتيكان او روما، فغرد قائلا:

الرئيس الميقاتي نازل انتقادات بقراراتنا، لما ارجع على بيروت حا رد عليه أو لما اعمل مجلس وزراء بطرابلس. have a nice weekend.

هذه التغريدة كانت كافية لوضع النار فوق الرماد خصوصا ان الرئيس الحريري لديه الكثير ليقوله بمجرد نفض الغبار عن الذاكرة:

***

الرئيس ميقاتي يتحدث عن الضرائب، فبماذا يمكن للرئيس الحريري ان يرد؟ من خلال المراجعة وعدم الارتجالية، فإن ما ينتقده الرئيس ميقاتي هو صاحبه، بمعنى أوضح:

انها ضرائب الميقاتي التي احالتها حكومته الى مجلس النواب، وحكومته الانقلابية هي التي اعدتها، وكان ذلك في ربيع العام 2013 حين احالت حكومته سلسلة الرتب والرواتب مرفقة بمجموعة من الاجراءات الادارية والضريبية. ومن هذه الاجراءات ما ورد حرفيا في المرسوم الذي احيل من الحكومة برئاسة ميقاتي، الى مجلس النواب، وفيه:

يعدل نص المادة المتعلقة بالضريبة على القيمة المضافة، بحيث يصبح كما يلي: ان معدل الضريبة هو عشرة بالمئة ١٠%، وخلافا لأي نص آخر يصبح ١٥% على بعض العمليات والخدمات.

***

هذا مُثبت. طلبُ رفع الضريبة على القيمة المضافة تم في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ثم لاحقا في حكومة الرئيس تمام سلام، فكيف يقفز رئيس الحكومة السابق فوق ذاكرة اللبنانيين ليطلق النار على حكومة الرئيس الحريري بسبب اجراءاتها الضريبية التي هي مأخوذة من المرسوم الذي أعدته حكومته في ربيع 2013 واحالته الى مجلس النواب في حزيران 2013؟

فقط لانشاط الذاكرة!