Site icon IMLebanon

المعجزة… من دون «الترويكا»  

أي سرٍ في العهد العوني لكي يجمع حوله الأضداد؟!. بل أي سرّ فيه لكي لا ينطق المنزعجون منه (وليسوا قلة في الداخل) بما في صدورهم من غيظ وقيظ؟ وأي سرٍ فيه كي يصبح المستحيل متيّسراً: فالموازنة الممنوع إقرارها باتت قاب قوسين أو أدنى من أن يوافق عليها مجلس الوزراء خلال الأيام المقبلة؟!.

هذه المقدمة – الأسئلة طرحها أمس، سفير دولة غربية خلال مناسبة إجتماعية للتعزية بأحد المربّين الكبار… وفي حلقة جانبية ضيقة جمعت السفير مع نائبين وصحافي ومسؤول كنسي بارز قال الديبلوماسي الغربي: أنا أعرف لبنان منذ سنوات، أقله منذ عقد من السنين، ولقد كنت أعمل ديبلوماسياً في سفارة بلدي قبل أن تُسند اليّ مهمّة السفير عندكم… وأود أن أقول بوضوح كامل أنّ الأمور تغيّرت كلياً. ولست مبالغاً إذا إدعيتُ أنّ ما يجري بمثابة معجزة.

وقبل أن يسأله أحدٌ إيضاحاً، بادر الى القول:

1- قبل سنوات من كان يتصوّر أن هناك إنسجاماً يمكن أن يحصل بين مخابرات الجيش والأمن العام من جهة و»المعلومات» من جهة ثانية؟!. وهذا حاصل اليوم، وعلى نطاق واسع ونتائجه مهمة جداً وملموسة على الأرض، وهي في مصلحة لبنان واللبنانيين.

2- قبل سنوات كان لبنان يعيش إضطراباً سياسياً يهز أركان وطنكم الصغير والجميل. واليوم أنتم في استقرار سياسي ملحوظ… حتى الخطاب السياسي عندكم تغيّر بشكل ملحوظ فغابت التحديات، وتبخرت الكلمات المقذعة، وخفّ الشك بين الأطراف ولا أقول زال، ولم نعد نرى ونسمع تبادل الشتائم والكراسي واكواب الماء في المقابلات التلفزيونية.

3- وذروة التطور أن قطبي الصراع الإقليمي الحاد المملكة العربية السعودية وإيران، اللذين لا يلتقيان على أمر، قد التقيا وها هما يلتقيان باستمرار أيضاً على دعم عهد الرئيس العماد ميشال عون، ويتباريان في كيل المدائح له. فهل كان هذا ممكناً قبل سنوات؟!. بل هو ممكن (بينهما) خارج لبنان؟!.

4 – حتى العالم العربي، المشرذم، الغارق في مشاكله وهمومه وحروبه ودمائه (…) تُجمع دوله على إظهار الدعم لسيّد العهد (…)

أسهب السفير في هذه النقطة، ثم توجه الى المسؤول الكنسي الذي كان من ضمن الحلقة الضيقة وقال له: يبدو أن بركة غبطته (إشارة الى الكاردينال البطريرك الراعي) شغّالة.

فحبكت مع المسؤول الكنسي وقال: صحيح… ولكنها لم تكن متوقفة أبداً في السابق… إنما كانت تنقصها «الأسباب الموجبة»… وهذه توافرت مع العهد الجديد الذي تقوم سلطته التنفيذية على دعامتين كبيرتين تشكلان  السيبة الضرورية مع دعامة السلطة التشريعية…

وأضاف مستدركاً : من دون أن تكون «ترويكا»!