IMLebanon

ميراي عون: مستشارة أولى للرئيس

في الأيام المقبلة، تتسلم ميراي عون الهاشم منصب المستشار الأول لرئيس الجمهورية ميشال عون. ويفترض بهذا المنصب أن يضعها تحت المجهر الاعلامي والشعبي الذي سيراقبها ويحاسبها أكثر من غيرها، لا لشيء سوى لأنها إحدى بنات الرئيس ميشال عون

عادة ما تكتسب علاقة الأب بابنته منحى عاطفياً خاصاً، فتصبح سريعاً «غنّوجة بيّا». غير أن ميراي عون الهاشم، ابنة رئيس الجمهورية ميشال عون الكبرى، اختارت منذ صغرها أن تكون يد والدها اليمنى، لا «غنوجته».

تفكيرها العملي ودراستها إدارة أعمال المصارف في فرنسا، خوّلاها فرض نفسها على والدها لكسب ثقته عبر تسلّم المهمات التنفيذية في الرابية. فبعد تركها منصبها كمسؤولة الموارد البشرية في محطة «أو تي في»، عيّنت مديرة لمكتب عون والمسؤولة عن ملفاته الدبلوماسية والقضائية، وحتى الأمنية، لفترة من الوقت. حرصت على الإمساك بكل شؤون والدها الادارية، فأسّست أرشيفاً كبيراً له. لاحقاً انطلقت من تجربتها في المحطة البرتقالية لتهندس إطلالات الجنرال الاعلامية والتلفزيونية، قبل أن تبتعد أو تُبعد عن هذه المهمات، وتتولى منصباً إدارياً في «سيدروس بنك»، وإعداد برامج تنظيمية لعدة مصارف أخرى. ويقول المقرّبون منها إنها لعبت دوراً كبيراً مع حاكم مصرف لبنان لإتمام صفقة شراء «الستاندرد تشارترد» الذي تحوّل إلى «بنك سيدروس».

تفكيرها العلمي ودراستها لإدارة الأعمال ساهما في تعيينها مديرة لمكتب عون

تغيب العاطفة لتحضر «الورقة والقلم». ما سبق دفع عون الى توكيلها مهمة مساعدة العميد بول مطر في صياغة نظام داخلي للتيار الوطني. وفي الانتخابات الحزبية الأخيرة، فازت بعضوية المكتب السياسي حاصدة العدد الأكبر من الأصوات، استكملته بسعيها الى تقوية العلاقة الباردة بينها وبين عدد من الحزبيين عبر تجوالها على هيئات الأقضية وحرصها على التفاعل مع الشباب. أما اليوم، ومع فوز والدها ميشال عون برئاسة الجمهورية، فتستعد ميراي لتسلم مهمة جديدة الى جانب والدها، أكبر من كل المهمات التي تسلمتها سابقاً، اذ تتحدث دوائر القصر الجمهوري عن تعيينها مستشارة أولى للرئيس، بعد أن حسمت قرارها بالبقاء قرب عون كما دائماً، لا بتسلّم حقيبة وزارية. وتضيف المصادر أنها على غرار والدتها نادية الشامي التي رفضت الوصول الى القصر الجمهوري بالموكب الرئاسي، ترفض البنت الكبرى استعمال سيارات القصر المتوافرة لها. الوجه الجدّي تقابله فتاة تكرّس الجزء الأكبر من وقتها في إيفاء النذورات ولو تطلب الأمر السفر الى بلد آخر (كما حدث عندما ذهبت الى سانت تيريز في فرنسا عقب تعافي زوجها روي الهاشم، رئيس مجلس إدارة «أو تي في»، من حادث سير في أفريقيا). هي أم لولدين، ماريا وإيلي، «ستّ بيت»، وطباخة ماهرة، خصوصاً إذا تعلّق الأمر بالبرغل ببندورة والملوخية. إحدى نقاط ضعفها هي كلبها «ميلو». لباريس مكانة خاصة في قلبها تدفعها الى زيارتها باستمرار، وأصدقاؤها هم أنفسهم منذ التسعينيات لغاية اليوم.

حتى بداية العام الجاري، كانت ميراي تعمل في ظل والدها سياسياً وإدارياً، لكن منذ انتخابها عضواً في المكتب السياسي للتيار الوطني الحر، باتت تحلّ ضيفة في البرامج السياسية. وكادت تشعل في أيار الماضي «حرباً» بين الرابية وبنشعي عبر سؤالها «عمين بدو يعمل سليمان فرنجية رئيس». في موازاة ذلك، باتت أكثر حدة في التعبير عن آرائها السياسية على صفحاتها الافتراضية، وأكثر تفاعلاً مع الشباب العوني، أكان من خلال الرد على تعليقاتهم أم من خلال حرصها على نشر صورها معهم في مختلف النشاطات. يفترض بالمنصب الرفيع الذي تتسلمه اليوم أن ينقلها من ضفة الى أخرى، وأن يضعها تحت المجهر الاعلامي والشعبي منذ اليوم الأول، لا لشيء سوى لأنها إحدى بنات عون. والأهم أن كل ما كان يجري تناقله كشائعات عن صورتها وقدراتها الفعلية، سيتظهّر في العهد الرئاسي، خصوصاً بعد ما تردّد عن أنها أصرّت على تسلمها هذا المنصب وإدارتها ملفات والدها بنفسها.