Site icon IMLebanon

ميريام سكاف.. والشهيات المفتوحة على الوراثة

أمّا وقد اختتمت عائلة الراحل الياس سكاف تقبل التعازي، فقد بات شبه محسوم اختيار ميريام سكاف لتولي زعامة «الكتلة الشعبية»، مع العلم أنّ دخولها المعترك السياسي ليس طارئاً على حياتها، إن كان في بشري وهي ابنة السياسي جبران طوق، او في زحلة وهي زوجة الياس سكاف، وهي لم تكن بعيدة عن المطبخ السياسي لـ «الكتلة الشعبية».

«مستمرون» شعار أطلقته «الكتلة الشعبية» بعد ساعات قليلة على إعلان وفاة سكاف، وذلك في مواجهة الشهيات المفتوحة على وراثة الزعامة التي لا تنحصر بالبيت الداخلي، بل في مواجهة الطامحين المسيحيين لوراثة جزء من هذه الزعامة، وهم كثر.

ويواجه البيت السكافي تحدياً قاسياً من أجل الاستمرارية في الزعامة، في الوقت الذي تتوسع فيه الزعامات الحزبية المركزية والتي لا تعير الاهتمام للزعامات المناطقية، بل على العكس فإن هذه الزعامات الحزبية تعمل بشكل متواصل على تهديم البيوتات التقليدية.

تعرف ميريام الياس سكاف التي نالت التأييد لإدارة البيت السكافي المفتوح، بأن الخطر الداهم على هذه الزعامة يأتي من خارج حدود زحلة، ولا يمكن حصر التدفق السياسي لتأدية واجب العزاء بالمسألة الاجتماعية فقط، إنما يؤكد على مفاعيل وصور سياسية غير بعيدة عن الصراع السياسي على هذه الزعامة ومحاولة وراثتها.

يترجم التدفق السياسي الحزبي على استقبال الجثمان والمشاركة في مراسم الدفن الطموحات السياسية للقوى المسيحية التي لن تألوَ جهدها من أجل نيل حصة سياسية في موضوع الوراثة السياسية التي على ما يبدو لن تكون لقمة سائغة أمام أي من هذه القوى، في ظل الإصرار السكافي الذي تمثله ميريام في الحفاظ على هذا الإرث واستعادة ما خسرته «الكتلة الشعبية» سابقاً، خصوصاً بعدما حصرت نفسها في الرابية في مرحلة سياسية معينة.

مسيحياً، يمكن القول إن «القوات اللبنانية» قد تصدرت قائمة المشاركين في مراسم الاستقبال والدفن، في حين تصدر «التيار الوطني الحر» قائمة الوفود المعزية التي توجت بحضور النائب العماد ميشال عون إلى كاتدرائية سيدة النجاة وتقديمه العزاء لعائلة سكاف.

«تيار المردة» بدوره لم يكن بعيداً وحضر النائب سليمان فرنجية الى سيدة النجاة وقدم العزاء، في حين بقي «حزب الكتائب» خارج السمع أيام العزاء، ويوم الوداع اختصرت المشاركة بالسيدة جويس الجميل بمراسم الدفن، ودخولها الهادئ الى كاتدرائية سيدة النجاة للمشاركة في مراسم الدفن. هذا الابتعاد والغياب الكتائبي لم يكونا محبذيْن حتى من كوادر حزبية انصاعت الى أوامر حزبية زحلية تعاكس الرغبة الكتائبية التي عبّر عنها رئيس الحزب النائب سامي الجميل.

ومع ذلك، يكمن التحدي المقبل عند ميريام سكاف في ترجمة هذا العطف الشعبي الكبير الذي رافق أيام العزاء ويوم الوداع غير المشهود في تاريخ المدينة والبقاع، الى واقع ملموس يمكن الاستفادة منه لمصلحة «الكتلة الشعبية». وهذا يتطلب تحركاً جديداً على أرض زحلة التي يُعرف عنها مزاجيتها المتقلبة التي تتشابه مع ارضيتها غير المتماسكة والتي تتعرض للزحل، ولهذا أُطلق على هذه المدينة اسم زحلة.