رسمياً، تولّت ميريام طوق سكاف «أمانة» حزب «الكتلة الشعبية»، خلفاً لزوجها الياس سكاف. في إطلالتها الأولى شدّدت على «أننا لن نسمح بمصادرة القرار الزحلي»، وهاجمت من «خطّطوا لحصر إرث» الراحل
لم تنفذ توصيات رئيس أساقفة الفرزل وزحلة لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بمنع السيدة ميريام طوق سكاف من إلقاء كلمة داخل كنيسة مقام سيدة زحلة، حيث أقيم أمس قداس وجناز في أربعين زوجها الوزير والنائب السابق إلياس سكاف. وانتهى القداس بإعلان «الكتلة الشعبية» رسمياً تولّي أرملة الراحل رئاستها تنفيذاً لوصيته.
فبعد انتهاء مراسم القداس بحضور ممثلين عن الرئيسين نبيه بري وتمام سلام ووزراء ونواب حاليين وسابقين وحشود شعبية، طلب كاهن رعية كنيسة مقام سيدة زحلة من المشاركين التوجه الى صالة جانبية لتقبّل العزاء والاستماع الى كلمة أرملة الراحل. وقبل أن ينهي الكاهن كلامه، علت هتافات مناصري الكتلة الشعبية الذين طالبوا سكاف بإلقاء كلمتها أمام المذبح، وهذا ما حصل بالفعل. وألقت سكاف كلمة لم تخل من الحدّة، استهلتها بالقول: «أجدني أضطر إلى تكرار جملة قالها إيلي سكاف: زحلة حيطا مش واطي. انتبهوا للسياج الذي تحاولون قطعه، فخلفه شعب يدافع عن أرضه وكرامته، ولن نسمح بمصادرة قراره وعدم تمثيله (…) زحلة للجميع، وبيت إيلي سكاف المفتوح دائماً يستمدّ قوته من أهل زحلة الطيّبين. ونودّ أن يطمئن الجميع إلى أنّ في حوزتنا مخزوناً لن ينفد، وقادراً على جمع خيوط كلّ أطياف الوطن». وأشارت الى «جهات اندسّت من خلف الحزن وراحت تخطط لحصر إرث سياسي»، مؤكدة أن هذه «مهمة أهل زحلة لا منتحلي الصفات مهما تخفوا بوساطة السماء واستثمروا في موت الكبار، ووزعوا المغانم السياسية بإيحاءات خارجيّة».
وألقيت كلمات للأب طلال ثعلب مترئساً القداس، فالرقيم البطريركي تلاه المطران سمير مظلوم، ثم كلمة السفير البابوي لدى لبنان غابرييل كاتشيا، شددت جميعها على الصفات التي تحلى بها الراحل. وألقى روجيه سكاف أخيراً كلمة «الكتلة الشعبية» التي أعلنت فيها رسمياً «تبنّيها توصية المغفور له الياس بك، لتولّي السيدة ميريام سكاف عقيلته رئاسة حزب الكتلة الشعبية، متّبعة النهج السياسي عينه وتطويره حسب الحاجة».
وكان المطران درويش قد عقد، قبل يومين، لقاءً إعلامياً نفى خلاله كل ما يشاع عن رفضه إقامة جناز الأربعين في مركز المطرانيّة في كنيسة سيدة النجاة. وعن عدم مشاركته في قداس الأربعين، أجاب بأنه لم يتلقّ دعوة، وأنه «على ارتباط مسبق بمناسبة دينية أخرى». وعن عدم موافقته على تبديل مذهب السيدة سكاف من ماروني الى كاثوليكي، قال: «لم يأت رفضي بالمطلق، وقد طلبت من السيدة سكاف إعطائي بعض الوقت لاستشارة المراجع الروحية المختصة، فأجابت بأنها ستوكل محامياً في هذا الخصوص». وتطرق درويش الى ما أثير عن تهديدات وجهها الى سكاف بعد وفاة زوجها، فقال: «كل ما في الأمر أنني قلت لها بشكل واضح: لا يمكن أن تبدئي حياتك السياسية بعداء مع المطرانيّة، لذلك أرجو أن تنتبهي الى هذا الأمر. لكن للأسف أخذ هذا الكلام كأنه تهديد». وعن الغداء الذي شارك فيه في السفارة السوريّة، قال: «ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي أتناول فيها طعام الغداء مع السفير السوري، ومع غيره من سفراء الدول، علماً بأننا لم نأت يومها على ذكر من سيرث إيلي سكاف، بل أجمع الحضور على أن بيت سكاف يجب أن يبقى مفتوحاً، ويجب أن يتابع دوره الوطني في العمل السياسي»، مرحّباً بأيّ مساع تبذل للوصول الى المصالحة.
وفي السياق، أكّدت مصادر متابعة لـ»الأخبار» أن الوزير ميشال فرعون كان وراء تسريب الصورة التي التقطت في مركز السفارة السورية، وضمّت السفير عبد الكريم علي والمطران درويش وعدداً من السياسيين. واتهمت المصادر فرعون بالوقوف وراء التسريبات حول ما تداوله المشاركون في غداء السفارة من أحاديث تتعلق بإرث إيلي سكاف، وكذلك بالوقوف وراء «تخريب العلاقة بين ميشال سكاف (ابن عم الراحل) وأرملته، بعدما حذّر الأول الثانية من مغبة تحدّي السلطة الكنسيّة، وحضّها على الوصول الى تسوية مع درويش بدلاً من مواجهته».
يذكر أن ميشال سكاف كان قد ترشح عن المقعد الكاثوليكي في دائرة زحلة في الانتخابات النيابية عام 2005.