أسقط القانون النسبي الذي ستجري وفقه الإنتخابات النيابية في 6 أيار كل الإصطفافات السياسية وفي طليعتها ما كان يسمى 14 و8 آذار، كما ألغى الثنائيات ومنها الثنائية الشيعية التي باتت تحمل شعار «الوفاء والأمل». كما أظهر هذا القانون بعض الشوائب لجهة صحة التمثيل، لذلك وعد رئيس مجلس النواب إلى إجراء تعديلات عليه بعد الإنتخابات النيابية مباشرة، لكن ما يجب القيام به الآن هو التحرك السريع لهيئة الإشراف على الإنتخابات لوقف التجاوزات التي يرتكبها بعض المرشحين وبعض القوى السياسية.
بالرغم من ضيق الوقت المتبقي حول تشكيل اللوائح وقطع الطريق أمام التخمينات والتحليلات، لا تزال بعض التحالفات، وقبل ساعات من إنتهاء المهلة القانونية لتقديم اللوائح متعثرة، وترى مصادر سياسية أن ولادة تحالفات تياري المستقبل والوطني الحر تتعثر بسبب صعوبة نسج هذه التحالفات، لأن قانون الإنتخابات اثبت أنه نقيض الدراسات الرقمية التي لم تستطع الفرق التقنية لبعض القوى السياسية من ضبطها، لأن الهدف هو في كيفية حصد العديد من المقاعد والحفاظ على العلاقات السياسية بين الأفرقاء التي تسعى للتحالف.
في ظل هذه الأجواء كرت سلسلة إنسحابات من السباق الإنتخابي مؤذنة بتطورات بارزة على صعيد بلورة الإتجاهات النهائية للتحالفات، كما بدأت الإنسحابات تتوالى في بعلبك – الهرمل لصالح لائحة الأمل والوفاء.
وما يؤكد تعثر ولادة بعض التحالفات هوتأجيل إعلان تحالف تياري المستقبل والوطني الحر في زحلة، الذي تردد بأنه سيكون اليوم، إلا أن مصادر قريبة من الطرفين أوضحت بأن إعلان التحالف تأجل لساعات لأسباب تقنية، واللافت في دائرة زحلة الإنقسامات والسجالات الدائرة داخل كل حزب من الأحزاب المسيحية وفي طليعتها حزب الكتائب والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ولكن بنسبة أقل من الإثنين. فإعتماد حزب الكتائب ترشيح النائب إيلي ماروني على المقعد الماروني في دائرة زحلة، بعد أن نجح الماروني في إقناع حزب الكتائب بالتحالف مع القوات اللبنانية، هذا الأمر أثار حفيظة العديد من الكتائبيين في قضاء زحلة ومنهم من تولى رئاسة إقليم زحلة الكتائبي لفترات سابقة قرروا مواجهة ماروني في الإنتخابات من خلال إعطاء أصواتهم وأصوات مقربيهم للمرشح على المقعد الماروني على لائحة الكتلة الشعبية التي ترأسها ميريام سكاف.
أما على صعيد التيار الوطني الحر تسوده الإنقسامات الداخلية العميقة لاسيما بين رموز التيار في المدينة، فالنائب السابق سليم عون يعتبر أن حليفي التيار المرشحين على لائحته سيأكلان من صحن التيار ولا يقدمان قيمة مضافة للائحة، علما أن القانون النسبي من أهم مميزاته هو إظهار الأحجام الحقيقية للقوى والأشخاص، وما من أحد يستطيع أن يأكل من صحن أحد إلا بقدر ما صنعت يداه. هذه الخلافات التي أصبحت على كل لسان في المدينة سارعت قيادة التيار الوطني في بيروت إلى إيفاد لجنة مركزية لمعالجة هذه الإشكالات وإستتبعت ذلك بدعوة الجميع إلى بيروت لتذليل كافة العقبات.
أما القوات اللبنانية واجهت العديد من الإنتخابات من قواتيين زحليين وغير قواتيين على خلفية إنتقاء بعض الأسماء للترشح على لائحتها التي أعلنت نهاية الأسبوع الماضي، وقد أجلت بعض التعيينات في منسقيتها إلى ما بعد الإنتخابات لكي لا تحدث شرخا بين الرموز والمناصرين.
واشارت المعلومات الى ان يوم السبت القادم ستعلن رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف لائحتها التي أصبحت شبه مكتملة من أمام منزل الوزير الراحل الياس سكاف في حي الميدان وقد بدأت منذ البارحة بتوزيع دعوات مكثفة على كافة قرى وبلدات البقاع الأوسط، اضافة الى انه يجري البحث بين مجموعة مرشحين لبلورة نواة لائحة تحافظ على الحد الأدنى القانوني لتشكيل اللوائح.