Site icon IMLebanon

محور التشاور البرتقالي… إنسحاب فرنجية وأزعور 

 

على اكثر من خط متوازن، تسير الحركة السياسية اللبنانية الداخلية والدولية الديبلوماسية، بهدف فرملة اندفاعة “اسرائيل” في اتجاه تنفيذ تهديداتها بشن حرب واسعة على لبنان، عززتها المخاوف من هرب حكومة اليمين من مأزقها الى الامام. اما على خط آخر، فمواكبة داخلية بسلسلة “مبادرات” لمساعي الخارج للدفع نحو انتخاب رئيس للجمهورية، من كتلة “الاعتدال الوطني”، الى “لبنان القوي”، مرورا بـ “اللقاء الديموقراطي”، بحثا عن خيارات وتفاهمات جديدة، معضلتها صعوبة جمع الاضاد.

 

وفيما يواصل رئيس “التيار الوطني الحر” جولاته المكوكية املا منه في احراز خرق، نجح حتى الساعة في تحقيقه “لفظيا”، مع استبدال “استيذ عين التينة” تعبير “حوار” بـ “تشاور، تكشف مصادر سياسية متابعة ان الاستراتيجية المسيحية في خوض هذه المرحلة من المواجهة ناجحة جدا، ففي حال حصل التشاور “بمن حضر” وفقا لموقف “القوات اللبنانية”، وان بمشاركة “التيار الوطني الحر”، يبقى المهم المرحلة الثانية من الخطة، وهي الذهاب نحو جلسة انتخاب بدورات متتالية.

 

وفي هذا الاطار، تؤكد المصادر انه حتى الساعة ووفقا لآخر احصاء، فان فريق الثامن من آذار لن يكون قادرا على ايصال مرشحه في حال تقرر خوض المواجهة على ملعب ساحة النجمة، بل ان الخيار الاكبر سيذهب نحو مرشح المعارضة الحالي جهاد ازعور.

 

فـ “التيار الوطني الحر” والكلام للمصادر، مقتنع وفقا لمصادره، ان التشاور لن يوصل الى اسم مشترك واحد، خصوصا في حال غياب “القوات” ، حيث يضغط فريق الثنائي باتجاه “تمرير” مرشحه سليمان فرنجية ، خصوصا ان الظروف الراهنة تدفع في هذا الاتجاه المتشدد.

 

وعليه، استبعدت المصادر ان تنجح المبادرة البرتقالية في حلحلة العقدة الثانية المتمثلة بجلسات انتخاب متتالية، في ظل موازين القوى المحلية والاقليمية الحالية، والاوضاع جنوبا، مع ما يترتب عليها من تداعيات لا يمكن لحزب الله التساهل ازاءها.

 

من هنا، فان كلام رئيس “تيار المردة” اول من امس جاء ليؤكد ان لا جلسات انتخاب في ظل المعادلات التي وضعها، وهو ما توصل اليه الموفد الفرنسي في جولته الاخيرة، وفقا للتقرير الذي رفعه الى الايليزيه والذي وصف “بالسلبي”، معتبرا ان اي حل يجب ان يبدأ من الساحة المسيحية، التي يجب عليها الانتقال من “الاتفاق السلبي” الى “الاتفاق الايجابي”، وهو ما قاده الى الفاتيكان حيث عقد مشاورات “موسعة وحساسة”.

 

اوساط ديبلوماسية رأت انه مع انهيار المبادرة الفرنسية، ودخول مساعي باريس مرحلة “الكوما” بعد الخسارة المدوية التي مني بها الرئيس ماكرون ودفعته الى حل مجلس النواب، حيث بات الشغل الشاغل راهنا لادارة الايليزيه اعادة تنظيم البيت الداخلي من جهة، وفي وقت بلغت فيه جرأة القطريين او ما يسرب عنهم، حد تقديم مشروع متكامل لكل هرم السلطة ووظائفها الاساسية، ما يجعله قابلا للحرق من جهة ثانية، فان مبادرة ميرنا الشالوحي تكتسب اهمية كبيرة في حال نجحت في تحقيق خرق ما، “، غامزة من ان جدية اي تشاور تنطلق من اعلان المرشحين الرسميين انسحابهما من السباق، والا فان الدوران في الدائرة المفرغة مستمر.

 

واستدركت المصادر، بان نجاح البياضة في ما تقوم به، يفترض على المعارضة توسيع مروحة اتصالاتها ورص صفوفها، وتوحيد موقفها و”شدشدة” نقاط ضعفها، للتمكن من خوض معركة رابحة، كذلك على الصرح البطريركي الذهاب في مواجهته الى الامام، حيث اولى مهامه اصدار الوثيقة التي انجزت والتي لن يكتب لها النجاح، الا في حال صدرت في نداء عن بكركي تماما كما حصل عام 2000.

 

فهل يسمح التغيير في السياسة الاوروبية، والذي لا بد سيترك اثره في “الام الحنون”، بتغيير معادلات القوة في لبنان؟ خصوصا ان ما حصل اوروبيا مرتبط بمكان وبآخر بالانتخابات الاميركية، اذ يكفي ان هزيمة ماكرون جاءت في لحظة استقباله لنظيره الاميركي، التي تشير كل التوقعات الى ان رحلة خروجه من البيت الابيض قد انطلقت صفارتها.