باسيل لن يتنازل وحزب الله لن يتخلىّ عن فرنجيّة: بدنا نتعاتب وبعدا بنشوف جنبلاط استفسر عن العلاقة بين الحزب والتيار وهذا ما سمعه!
هل يلفظ «تفاهم مار مخايل» آخر انفاسه أو أن ما كتب بين الحليفين أعمق من أن يُكسر والترميم وارد في أي لحظة؟
سؤال مشروع بعد التطورات التي طرأت وكانت بدايتها كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي قالها صراحة انه لا يسحب يده لا من حليف ولا من صديق وانه لا بد من معالجة الخلافات بين الحلفاء في الغرف المغلقة، والتي استكملت بعدم تصعيد من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي وعلى الرغم من مشاركة الحزب في الجلسة الثانية لمجلس الوزراء ولو أنها اتت مشروطة ببند وحيد هو الكهرباء، أوعز للمعنييين في التكتل والهيئة السياسية كما جمهور التيار بعدم التهجم على الشيعة وعدم اصدار تغريدات او رسائل نارية مع الابقاء على الموقف نفسه الرافض للجلسات الحكومية واعتبارها ضرب للميثاق والعيش المشترك وصلاحيات الرئاسة.
ففيما كان يترقب حزب الله كيف سيقارب باسيل مشاركة الحزب في الجلسة الثانية وأي موقف قد يخرج به وما اذا كان سيتجه باتجاه التصعيد، كان مفاجئا ان رئيس التيار لم يصعّد على الرغم من موقفه المعلن بشكل واضح وعبر أكثر من تصريح بأن ما يحصل لجهة الاستمرار بعقد جلسات الحكومة بظل غياب مكون اساسي هو «الشريك المسيحي»، قد يأخذنا الى أبعد بكثير من ضرب التوازنات والتوافقات…
«الهدوء الباسيلي» قرأه حزب الله بحسب ما تكشف اوساط مطلعة على جو الطرفين برسالة ايجابية ، علما ان المعلومات تؤكد أن رسائل السلام العام الهاتفية من «مرحبا وكيفك» لم تنقطع بين الحاج وفيق صفا والوزير باسيل ولا سيما ان علاقة طيبة تجمع الرجلين لدرجة ان البعض يقول ان صفا هو أكثر من يدافع عن باسيل ضمن دائرة حزب الله، لكن اي لقاء لم يكن قد نسّق بين الطرفين.
الجديد في هذا الاطار هو ما كُشِف من معلومات تفيد ان وفدا من حزب الله سيزور اليوم رئيس التيار في ميرنا الشالوحي عند الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر.
هذا التطور الذي طرأ على خط التواصل بين الحزب والتيار، قرأت فيه مصادر مطلعة على جو الطرفين عبر «الديار» انه مؤشر ايجابي تجاه تخفيف الاحتقان وكسر الجليد الذي بدأ يتراكم منذ اللقاء الذي جمع باسيل بالسيد نصر الله والذي تخلله كلام واضح من نصر الله بان شخصين يثق بهما ولا يطعنان المقاومة هما باسيل وسليمان فرنجية وما دامت حظوظ باسيل غير متوافرة فيبقى خيار فرنجية، وما اعقب ذلك من موقف واضح لباسيل الذي أشهر «لاءه القاطعة» بوجه فرنجية لتاتي بعده مشاركة حزب الله بجلستي مجلس الوزراء فتزيد الطين بلة، وتعقّد الامور الا أن تصرف باسيل الهادئ كما وصفته مصادر في حزب الله دفعت بالحزب وتحديدا السيّد الى ملاقاة هذا الامر برسالة ايجابية.
وبالعودة الى تفاصيل اللقاء المرتقب اليوم، تفيد معلومات من مصادر موثوق بها بان باسيل لم يطلب الموعد ولا اللقاء انما رسائله التي اتخذت منحى التهدئة بلغت آذان السيد الذي كان مرّر أكثر من رسالة ايجابية لباسيل خلال اطلالاته الاخيرة ولا سيما عندما وصف منذ ايام قليلة باسيل بالصديق، ما ادى الى طلب الحاج حسين الخليل أن يلتقي باسيل مع الحاج وفيق صفا وهكذا حصل فتم ترتيب اللقاء المتوقع اليوم في ميرنا الشالوحي.
طلب اللقاء فيه أكثر من رسالة من حزب الله للتيار، فهو يؤكد بحسب ما تقول مصادر مطلعة على جو الحزب بأن نصر الله حريص على العلاقة مع الحلفاء مهما كبرت الخلافات. ولكن ما التوقعات من اللقاء؟ وهل يعيد بناء ما تهدّم؟ على هذا السؤال ترد مصادر مطلعة على جو الطرفين بالقول :
«الله وأعلم، بدنا نقعد ونتعاتب شوي وبعدا بنشوف».
وتختم المصادر بالقول: «بكرا صندوق مسكر وما حدا عارف شو ممكن أن ينتهي به اللقاء».
وفي هذا السياق ، شددت مصادر مطلعة على جو حزب الله على أن ما يجب أن نفهمه نحن كما التيار هو أننا لسنا حزبا واحدا وليس من الضروري أن نكون متفقين على كامل القضايا لتختم : من جهتنا حريصون على العلاقة مع التيار.
اما على خط التيار، فترفض اوساط نيابية في التيار استباق نتائج اللقاء وتقول: نحن نتحدث مع الجميع حتى مع الخصوم فكيف الحلفاء ولننتظر النتائج.
لكن مصادر مطلعة على جو رئيس التيار ترى أن «تأتي الزيارة متأخرة أفضل من الا تأتي ابدا»، ولا خلاف شخصيا ابدا انما من ناحية مقاربة الامور وتضيف: الاكيد أن باسيل لن يتراجع عن الثوابت التي سبق وان تحدث كما ان لا تنازل لا شكليا ولا بالمضمون في ما يتعلق بمسالة الشركة التي هي ملك للمسيحيين. وفي هذا الاطار اعتبرت مصادر متابعة انه ما دام لم يطرأ اي تعديل جوهري على الثوابت التي يتمسك بها حزب الله لناحية التمسك بفرنجية والاستمرار في جلسات الحكومة فلا شيء سيغيّر من المشهد بين حارة حريك وميرنا الشالوحي…
وتعتبر الاوساط ان لا شيء تبدل وتدعو لعدم المراهنة كثيرا على لقاء ميرنا الشالوحي ولا سيما ان حزب الله يلتقي كل الاطراف وكان آخر لقاء مع جنبلاط الذي زاره في كليمنصو، وتحيلك الاوساط الى مقدمة المنار التي جددت الاحد بما يشبه الرد على طروحات جنبلاط التمسك بسليمان فرنجية.
كما تستغرب الاوساط كيف أن حزب الله لم يزر بعد الرئيس السابق ميشال عون في دارته في الرابية بعد مغادرته بعبدا كما انه تأخر في طلب اللقاء مع الحليف (التيار) الذي سجل اكثر من اعتراض على ما يحصل فيما بادر الحزب الى لقاء الخصوم (جنبلاط) قبل الحلفاء.
وبانتظار ما قد يحمله لقاء ميرنا الشالوحي ، تعلق اوساط متابعة عبر الديار بالقول: الخلاف بين الحزب والتيار خلاف جوهري اساسه انتخابات الرئاسة وتمسك حزب الله حتى اللحظة بسليمان فرنجية، وعليه ما دام لم يتبدّل شيء لجهة تمسك الحزب بفرنجية فلقاء اليوم لن يبدّل شيئا وما حصل لن يرمم الا عند لحظة تخلي الحزب عن فرنجية او عند اللحظة التي يخرج فيها فرنجية ويعلن أنه لم يعد مرشحا لرئاسة الجمهورية.
علما انه، وبحسب المعلومات، حضرت العلاقة بين الحزب والتيار في اطار الحديث عن الملف الرئاسي بين وفد حزب الله ورئيس الحز ب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو حيث كشفت مصادر مطلعة على جو اللقاء لـ «الديار» ان جنبلاط سأل على الهامش وفي اطار الحديث الرئاسي عن العلاقة مع باسيل فاتى رد الحزب بان باسيل يبقى صديقا واخا مهما كبرت الخلافات.