طرح فرنجيّة يصطدم برفض باسيل والأحزاب المسيحيّة الأخرى –
لا يختلف إثنان على ان زيارة وفد حزب الله الى ميرنا الشالوحي كان هدفها الأساسي أولا خفض منسوب التوتر والتهدئة بين الحليفين بعدما أخذ التصعيد بين الطرفين منحى خطيرا في الفترة الأخيرة، إلا ان إجتماع الحليفين لم يخلو بالكامل من الحديث الرئاسي الذي تناقش فيها الطرفان بكل هدوء عارضين وجهات النظر والمقاربات الرئاسية.
لم يكن متوقعا من لقاء الشالوحي اتخاذ موقف نهائي من القضايا الساخنة والملحة أصلا ووفق مصادر سياسية لم يتم التوصل الى أي إتفاق بشأن العناوين التي فجرت الخلاف سواء ما يتعلق بالملف الرئاسي او موضوع الحكومة.
حكوميا، الطرفان على موقفهما في شأن إجتماع الحكومة فالتيار الوطني الحر يعتبر ان مشاركة حزب الله في الجلسات الوزارية أضرت به وأساءت الى تفاهم مار مخايل وضربت الميثاقية والشراكة الوطنية،فيما كرر حزب الله في لقاء الشالوحي دواعي مشاركته لأسباب تقنية ولتسيير أمور الناس الحياتية.
وتتقاطع المصادر السياسية عند نقطة ان الأمور على حالها بين الطرفين ومتوقفة عند نقطة ممانعة النائب جبران باسيل لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فالخلاف الأكبر يتركز حول هذه النقطة بالذات فباسيل على موقفه الرافض لهذا الترشيح وتهميش التيار وعدم الأخذ برأيه فيما يصر حزب الله على ترشيح فرنجية الذي يوفر المخرج الآمن في هذه المرحلة للخروج من النفق الرئاسي .
من هنا يمكن الجزم ان اجتماع حزب الله – باسيل ساهم في كسر الجليد الذي أحاط بالعلاقة بينهما لكنه لم يوفق في إيجاد قواسم مشتركة او نقاط التقاء فلم يتحقق اي إختراق في موضوع ترشيح فرنجية مع باسيل حيث لا يزال هذا الترشيح يصطدم بتأييد الكتل المسيحية من جانب التيار وحزب القوات والكتائب ومن هذا المنطلق أيضا سعى حزب الله الى البحث في ترشيح فرنجية مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لكن من دون التوصل الى نقاط تلاق أيضاً.
بخلاصة إجتماع الشالوحي ان الحزب لم يستطع إقناع باسيل بترشيح فرنجية كما ان باسيل لا يمكنه اقناع حزب الله بمرشح أخر راهنا، فرئيس التيار الوطني الحر يفرض نفسه المعبر الإلزامي لأي مرشح رئاسي كونه الأكثر تمثيلا مسيحيا وهذا ما يفسر الجفاء الذي حصل مع حلفائه إضافة الى هجومه المتكرر على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون.
لقاء ميرنا الشالوحي لم يساهم في تقريب وجهات النظر بين باسيل وحزب الله والقناعة الأكيدة ان باسيل لن يغير رأيه في موضوع ترشيح فرنجية او القبول بالتسوية الإقليمية لوصول قائد الجيش بدليل استمرار الإشارات السلبية من ميرنا الشالوحي باتجاه القيادة العسكرية وبالعكس أيضا من اليرزة باتجاه التيار في اطار التجاذب في التعيينات والتشكيلات الأمنية بين عون ووزير الدفاع موريس سليم وعدم توقيع وزير الدفاع قرارات اليرزة في ملفات تتعلق بملفات عسكرية .
فحتى اللحظة النائب باسيل على موقفه حيال الشخصيتين في اليرزة وزغرتا، فهو يعلن رفضه الترشيحيين من دون مواربة علما ان جميع اللاعبين المؤثرين في الاستحقاق حددوا خياراتهم الرئاسية فحزب الله إختار مرشحا تنطبق مواصفاته على رئيس تيار المردة من دون التعليق من قريب او بعيد على ترشيح قائد الجيش ، فيما يعتبر فرنجية المرشح المفضل لعين التينة ولا يمانع الرئيس نبيه بري وصول قائد الجيش باستثناء ملاحظاته المتعلقة بالتعديل الدستوري فيما رئيس الحزب الإشتراكي أطلق مبادرة رئاسية وسمى ثلاثة مرشحين للرئاسة وقد يذهب أخيرا الى تغليب المصلحة الوطنية رئاسيا في حين ان الخطوط ليست مقفلة بالكامل بين معراب وزغرتا و ان كان خيار معراب أقرب الى قائد الجيش .
المشكلة الرئاسية لا تزال عند عتبة فريق ٨ آذار بسبب التجاذب بين حزب الله وباسيل فرئيس التيار متشدد برفض ترشيح ويعلن دون تحفظ رفضه وصول قائد الجيش الجنرال جوزاف عون مما دفع حزب الله العالق بين حليفيه المسيحيين الى تذكير حليفه بأنه ليس ملزما إكمال الطريق معه إذا كان محرجا ، حيث يؤكد كثيرون ان حزب الله لن يتخل عن ترشيح فرنجية إلا عندما يحصل انسداد كبير بالأفق السياسي وبالتوافق مع فرنجية نفسه.
الى ذلك يؤكد العارفون بالملف الرئاسي ان تراجع باسيل عن موقفه غير مطروح على جدول الاجتماعات مع أي طرف ، فمخاصمة باسيل لكل من عون وفرنجية مبنية على حسابات مسيحية وسياسية خاصة، خصوصا ان باسيل لديه تحفظات على مواقف فرنجية في مرحلة العهد كما ان وصول فرنجية الى الرئاسة يؤثر على مستقبله السياسي والحزبي، والأمر نفسه ينسحب على العماد جوزاف عون الذي يطرح اسمه في المنتديات الإقليمية كمرشح تسوية مما يجعل من قائد الجيش رقما صعبا في الاستحقاق الرئاسي عدا ان وصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة يؤثر على شعبية التيار المسيحية خوفا من انتقالها الى جنرال اليرزة وتكرار الحالة الشعبية للعماد عون.
أغلب الظن كما تقول المعلومات ان الملف الرئاسي بين حارة حريك وميرنا الشالوحي سيبقى معلقا حتى لو حصل مئة لقاء بين الطرفين خصوصا ان الطرفين على قناعتهما الرئاسية فباسيل لن يتراجع فيما حزب الله «يقدم» فرنجية على غيره لأن رئيس تيار المردة الخيار الأفضل للمرحلة لأنه قادر على الانفتاح والتواصل مع الآخرين وقد أعلن حزب الله صراحة انه «لن يجبر أحدا على التحالف او التفاهم او الصداقة « في إشارة محرجة الى رئيس التيار لا تخلو من التلميحات الرئاسية.