الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل هاتفياً برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وبحث معه الوضع في سوريا، هذا كان أمس، أمّا قبل ذلك فكانت هناك زيارة قام بها نتانياهو الى روسيا واجتمع مع بوتين وبعدها مباشرة حصلت اعتداءات إسرائيلية عديدة على قواعد عسكرية تابعة مباشرة للحرس الثوري الايراني ومستودعات أسلحة وذخيرة لـ”حزب الله”، فماذا يعني هذا؟
بكل بساطة انّ هناك اتفاقاً بين إسرائيل وروسيا ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وأنّ روسيا أيضاً متضايقة من الوجود العسكري الايراني في سوريا، أي يريدون أن تكون سوريا لروسيا فقط على مختلف الصعد:
أولاً- أهمية قاعدة طرطوس البحرية التي هي بالنسبة لروسيا قاعدة عسكرية على البحر الأبيض المتوسط للأسطول البحري الروسي.
ثانياً- قاعدة حميميم كمطار عسكري وقاعدة للصواريخ.
ثالثاً- وهو الأهم أن تكون لروسيا حصة كبيرة في إعادة إعمار سوريا.
رابعاً- سوريا سوق مهمّة لتجارة السلاح الروسي.
خامساً- الإستفادة من النفط والغاز السوريين.
هذا ما تريده روسيا ولهذا السبب دخلت الى سوريا لإنقاذ النظام وليس لإنقاذ شخص المجرم بشار الأسد.
همّ روسيا في سوريا مصالحها.
الايرانيون، وبعد التقديمات العسكرية والمالية والنفطية والغاز ومئات مليارات الدولارات التي سرقتها طهران من العراق أيام نوري المالكي رئيس الحكومة السابق كان لها الأثر في تمويل الحرب في سوريا أي أنّ المال العراقي المسلوب إيرانياً هو الذي موّل الحرب السورية.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية السؤال الذي يطرح ذاته هو كيف تنفّذ إسرائيل الإعتداءات بالصواريخ والطائرات التي تحمل جميع أنواع القذائف وترميها على الايرانيين في سوريا وروسيا تقف متفرّجة؟ ماذا يعني ذلك؟
يعني بكل بساطة أنّ روسيا موافقة على هذه الإعتداءات.
نذهب الى العراق وفي نظرة سريعة الى نتائج الانتخابات الأخيرة يتبيّـن أنّ التيار الصدري هو الذي حقق أكثرية المقاعد في المجلس النيابي ومعه أهل السُنّة ومعه بشكل مباشر أو غير مباشر أياد العلاوي وائتلافه.
ماذا تعني نتائج الانتخابات؟
تعني أنّ هناك شعوراً وطنياً عراقياً بدأ يظهر جهراً أو في السر بأنّ الشيعة بخطهم الوطني عادوا الى الوطن وإلى الأصالة العراقية التي لم تكن يوماً من الأيام طائفية.
هناك طرح في إعادة الانتخابات وطرح آخر في إعادة احتساب الأصوات وغيرها من المقترحات، هذا كله يشير في النتيجة الى أنّ النفوذ الإيراني في العراق بدأ بالإنحسار، وسيعود العراق الى العرب والعروبة، وأمّا بعض المرتبطين بالفرس فلن يكون لهم دور في العراق، لا أمنياً ولا سياسياً ولا على صعيد الحكم.
وفي اليمن يبدو أنّ الصورة أيضاً تغيّرت، فبعد انتصارات الجيش الوطني اليمني واقتراب تحرير منطقة الحديدة أصبح وضع الحوثيين صعباً جداً، بل إنهم بدأوا يتحضرون للاستسلام ويلملمون أوراقهم، علماً أنّ منطقة الحديدة تبعد 230 كيلومتراً عن العاصمة صنعاء وفيها مطار وميناء وتمر عبرها غالبية المساعدات والمواد الغذائية… وبالمناسبة فإنّ الحوثيين يستعملون مرفأ الحديدة لشن عمليات عسكرية على السفن في البحر الأحمر الذي يعتبر معبراً لتهريب الصواريخ الايرانية التي تطلق على السعودية المجاورة للأراضي اليمنية.
أخيراً، على إيران أن تدرك أنّ دورها الذي خططت له أميركا ونفذته إيران ألا وهو تخريب العالم العربي قد حقق أهدافه، وأنّ المهمة والدور اللذين خطط لهما الايرانيون أيضاً قد انتهيا، بمعنى أدق المهمة انتهت، فهل يفهم الفرس؟
عوني الكعكي