IMLebanon

 Mission Impossible  

 

 

نسبوا إلى مسؤول فرنسي قوله: غير مسموح أن يدخل لبنان في الفراغ، فهذا أمر يُلحق ضرراً كبيراً بلبنان. والمؤلم أن اللبنانيين المعنيين بسد الفراغين الحكومي ولا سيما الرئاسي يبدون ويتصرفون كأنهم في وادٍ آخر، بعيد أشواطاً طويلة، عن هذا المسار المصيري. كما ينسبون إليه أنه قال أيضاً: إن بقاء لبنان من دون حكومة «سوية وطبيعية» وكذلك في عدم التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية هو، بالقدْر ذاته، فشل لفرنسا. فمنذ أن ربط (الرئيس) ايمانويل ماكرون نجاح باريس في تشكيل حكومة لبنانية «ذات مَهَمة» لم يعد مسموحاً ألا يكمل مسعاه في لبنان بثلاثة استحقاقات (الانتخابات النيابية، وتشكيل الحكومة، والانتخابات الرئاسية) باتت هذه المهمة محكومة بالنجاح إن لم يكن من أجل «بلاد الأرز» فمن أجل «سمعة» فرنسا ورئيسها شخصياً.

 

صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي («عاشق لبنان»)، قال لي، أمس، في اتصالنا الأسبوعي، عبر تقنية «زوم»، إن المهمة الفرنسية ينطبق عليها، هذه المرة التعبير الفرنسي الشهير: «المهمة المستحيلة» Mission Impossible، الذي تحول إلى سلسة كُتُبٍ وأفلام سينمائية ناجحة، من بطولة الممثل الهوليوودي ذائع الصيت «توم كروز»، وأضاف: إذا كان هذا النجم السينمائي يتخطّى المستحيل في اللحظات الأخيرة، بعد سباق مثير جداً مع الثواني، فإن الرئيس ماكرون ستكون مهمته أصعب، لسببين على الأقل: الأول لأن لديه انشغالات بالغة الدقة، ازداد ضغطها عليه بعد نجاحه المهزوز في الانتخابّين في الرئاسة وفي الجمعية الوطنية (مجلس النواب). فلقد دخلتم في الربع الساعة الأخير، ولا تبدو تباشير أمل عندكم بإمكان سد الفراغين الحكومي والرئاسي.

 

والثاني لأنه ليس صحيحاً أن الولايات المتحدة الأميركية قد منحته «كارت بلانش» مطلٍقة يده في لبنان… فهذه مجرد مبالغات لا أساس لها من الصحة.

 

ومضى يقول: يظن بعضكم أن المصير معلّق على نجاح أو فشل محادثات فيينا حول الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران برعاية (ومقترحات) أوروبية. وهذا، بالرغم من أهميته، لن يكون ذا فعالية وتأثير كبيرين على تأليف الحكومة وانتخاب الرئيس اللبناني…

 

ويجزم الديبلوماسي الغربي الصديق أن الأزمة في لبنان إلى تفاقم، ولن يأتي حلها في المستقبل القريب، وإذا كان ثمة حل فلن تظهر معالمه قبل الربيع المقبل، وهو لن يكون سوى تحت مظلة دولية – أممية، يُشارك فيها غير طرف عربي وإقليمي ودولي…

 

وختم قائلاً: ولكن هل يحتمل لبنان واللبنانيون ضغط الانتظار أشهراً أخرى طويلة ستكون قاسية جداً إنسانياً وأمنياً ومالياً؟!.