لا شيء منتظر لا في بداية الاسبوع او نهايته على صعيد تحريك عجلة الدولة اللبنانية والاستحقاقات وعلى رأسها انتخاب رئيس جديد للجمهورية كما تم الترويج له مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي ايرلوت.
فالمهمة مستحيلة للزائر الفرنسي، اذا كان يريد الاستطلاع على سبيل الحشرية فان غيره من المسؤولين الدوليين وخصوصاً الفرنسيين سبقوه واشبعوا الساحة اللبنانية كلاماً يعرفه اللبنانيون عن ظهر قلب بضرورة تسريع الخطى نحو ملء الفراغ الرئاسي وتحريك المؤسسات الدستورية بحسب مصادر متابعة للزيارة، وكأن اللبنانيون لا يعون هذه المشكلات المتراكمة منذ سنوات عديدة، اما اذا كان يحمل شيئاً جديداً من امكانية التقارب بين السعودية وايران وهذا مستبعد بدوره، فأن جملة من العوائق لا بد من ذكرها بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي وتعددها المصادر على الشكل الاتي:
1- تأتي الزيارة في وقت علت فيه اصوات المسؤولين السعوديين وخصوصاً الامير تركي الفيصل والذي نشرت تصريحاته معظم الصحف السعودية والذين وصلوا الى المطالبة باسقاط النظام الايراني فكيف للموفد الفرنسي ان يختم جولته في لبنان بما تيسر اذا كانت الساحة اللبنانية ملكية خلفية للنفوذ السعودي والايراني؟ وكيف سيحقق نتائج مرجوة وهو لم يلتقِ لا الايرانيين ولا السعوديين؟
2- من الطبيعي ان يعي ايرولت ان الازمة الرئاسية في لبنان مردها الى التجاذب القائم بين الرياض وطهران ودون التقارب بينهما من سابع المستحيلات التقدم ولو بخطوة وحيدة باتجاه حلحلة الوضع الداخلي اللبناني، وتقول مصادر وزارية سابقة ان اعطاء هذه الزيارة آفاقاً ايجابية دون الملموس منها يعطي انطباعاً سيئاً على الساحة اللبنانية على فرضية التعويل عليها فيما حقائق الامور لا تدل ابداً على ان انخفاض التوتر سينخفض بين السعودية وايران بل العكس هو الحاصل.
3- ميدانياً، ان تقدم الجيش السوري مع حلفائه نحو احكام الطوق على ثاني اكبر المدن السورية يعطي لداعمي المسلحين هناك رسالة بأن روسيا وايران تلعبان لعبة خطيرة ولا يمكن السكوت عنها وان الرد سيكون اما في الاراضي السورية او امكنة اخرى خصوصا وان حزب الله اللبناني يحارب الى جانب النظام في حلب بالذات، لذلك تعتبر هذه المصادر ان الرد السعودي والتركي لن يتأخر مما يطرح علامات استفهام حول الامن في لبنان بعيدا عن زيارة الوزير الفرنسي وهذا هو الاهم ذلك ان المعطيات الامنية المتوافرة لدى هذه المصادر تشير الى ان الهجوم الذي شنته جبهة النصرة الارهابية وبعض الفصائل على احدى نقاط الجيش السوري وحزب الله عند نقطة حاجز الصفا في منطقة القلمون الغربي تحمل دلالات عدة حول نوايا هؤلاء الارهابيين تجاه المنطقة الشرقية للبنان خصوصا بعد سلسلة من الضربات التي تلقتها في العديد من المحافظات السورية وان الحاجة الآن مطلوبة لديهم ولدى داعميهم بضرورة التعويض عن هذه الخسائر والهزائم المتواصلة.
وتعتقد هذه المصادر ان نوايا التفجير قائمة في كل لحظة على الساحة اللبنانية على خلفية الخاصرة الرخوة التي يشكلها لبنان كبديل عن الساحتين العراقية والسورية وان امكانية حصول ضغوط عسكرية في جرود القاع وراس بعلبك امر قائم الى حد بعيد انطلاقا من اشعال منطقة القلمون الغربي بوجه الجيش السوري وحزب الله بفعل متانة القواعد العسكرية للجيش اللبناني على طول السلسلة الشرقية وتكشف هذه المصادر ان جبهة النصرة ليس لديها حرج في هذه الآونة الصعبة بالتعاون مع تنظيم داعش لشن هجوم مشترك في تلك المنطقة وان هناك استعدادات عسكرية قائمة على خلفية الاستراتيجية الهامة التي تتمتع بها المنطقة ذاتها.
وفق هذه الوتيرة العسكرية المتصاعدة ماذا باستطاعة الموفد الفرنسي ان يقوم به؟
هذه المصادر تعتبر ان فرنسا ومع إلغاء المؤتمر الدولي الذي كانت تحاول انعقاده ولم ينجح تريد التعويض عن هذا الامر بهذه الزيارة او الايحاء بإعادة الدفع نحو امكانية تأمين الهبة السعودية العسكرية للجيش اللبناني وهذا اكثر المستطاع اذا ما تم تأمينه بفعل حاجة المؤسسة العسكرية لها وذهبت هذه المصادر بعيدا في ربطها لموعد الزيارة كون التوافق اللبناني الذي حصل على موضوع الغاز في البحر يمكن ان تكون لفرنسا وشركاتها دورا في التنقيب عنه بعيدا عن الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو في ثلاجة الانتظار الى امد بعيد وموازين القوى الاقليمية لم تتحدد بعد.