Site icon IMLebanon

مستر لستيرين!

ما الذي أيقظ باراك أوباما على القضية الفلسطينية والمفاوضات مع اسرائيل، وهل نسي ما فعل به بنيامين نتنياهو سواء عندما حاصره داخل الكونغرس أو عبر الحملة الإعلامية الأميركية التي نظّمها ضده؟

اذا كان الرئيس الأميركي قد عجز في خلال سبعة اعوام ونصف عام من ان يوقف مصادرة أو هدم بيت فلسطيني واحد، فهل يظن الآن ان في وسعه ان يفعل شيئاً في خلال المدة المتبقية له في البيت الأبيض وهي لا تتجاوز بداية السنة المقبلة، أما إذا كان يريد وضع خريطة يعتمدها خلفه في البيت الأبيض حيال القضية الفلسطينية فليس هناك ما يشجع!

بعد فشله المتكرر في تنفيذ وعده بتطبيق شعار”التغيير” الذي أوصله الى الرئاسة، بدا كأنه أشبه ببطة عرجاء امام اسرائيل واللوبي الصهيوني، لهذا لن يكون في وسعه الآن ان يحدث فرقاً حيال عجزه عن حل أزمة الشرق الأوسط.

هذا الكلام يأتي على خلفية الأنباء التي تتحدث عن توجه إدارة أوباما الى إطلاق تحرك جديد بهدف إخراج عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين من السبات الذي يطبق عليها، وخصوصاً بعد إنفجار مسلسل الثورات والحروب في بعض الدول العربية، وهو طبعاً ما دفع نتنياهو أخيراً الى الإعلان ان اسرائيل ضمت الجولان اليها وأنه خط أحمر لن تتخلى عنه قط، وقد أبلغ فلاديمير بوتين صراحة هذا!

هل يستطيع أوباما ان يدفع نتنياهو الى إستجابة شروط التسوية العادلة مع الفلسطينيين التي تتطلب مثلاً إنسحاباً من القدس الشرقية لتكون عاصمة الدولة الفلسطينية، وهو الذي يهوِّد هضبة الجولان ويصرّ على إعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة الإسرائيلية ما يمهّد لتهجير فلسطينيي ١٩٤٨ في أول فرصة؟

دعونا من عراقيل نتنياهو وعقده ورفضه المطلق للتسوية العادلة، ولنتذكر ان ٣٩٤ عضواً في مجلس النواب الأميركي وجهوا الى أوباما فور الإعلان عن رغبته في تحريك القضية الفلسطينية، رسالة تؤكّد انه لا يمكن فرض حل النزاع من الخارج وان الفلسطينيين والإسرائيليين وحدهم قادرون على انهاء النزاع، إضافة الى هذا قدم عضوان من المجلس هما جون يارموت وديفيد برايس مشروعاً الى الكونغرس يدعم أمن اسرائيل ويرفض أي تحرك فلسطيني لإدانة نشاط اسرائيل الاستيطاني أمام محكمة الجنايات الدولية.

لست أدري اذا كان أوباما سمع بإعلان “لستيرين” وهو سائل لغسل الفم يمنع تساقط الأسنان، ولكن حين يصفه طبيب لرجل فقد أسنانه يصيح الأخير : هلق عم تحكيني عن “لستيرين”؟

لقد تساقطت أسنان اوباما أمام لكمات نتنياهو والكونغرس، وحديثه عن تحريك التسوية في ربع الساعة الأخير من عهده، والآن مع سطوة الصوت اليهودي في الإنتخابات، مسخرة تضاهي إنجازاته المسخرة سواء بالإتفاق مع ايران أو باكتشافه كوبا!