منذ بضعة أيام إنطلقت 13 طائرة من دون طيار، من إدلب نحو حميميم وقصفت قاعدة الطيران الروسية هناك وأوقعت قتيلين ودمرت طائرتين مقاتلتين.
السؤال الذي يطرح نفسه: كيف تمكنت هذه الطائرات أن تخرق الأجواء التي تشرف على مراقبتها القاعدة الجوية الروسية خصوصاً وأنها مزوّدة بأحدث الرادارات وبصواريخ 400 S الفاعلة جداً والتي حصلت عليها تركيا وإيران وتتدافع الدول لشرائها باعتبارها من أهم الصواريخ فاعلية على الإطلاق خصوصاً في المجال المضاد للطائرات.
البعض يقول إنّ الأتراك بالاتفاق مع الاميركيين هم الذين نفذوا العملية ليمنعوا سقوط منطقة الجيش الحر في محافظة إدلب، المتاخمة للحدود التركية، وهناك يوجد نحو أربعة ملايين نازح سوري بعدما نزح في الأيام الأخيرة وحدها نحو 250 ألف نازح سوري جديد، وهو ضغط يفوق طاقة تركيا على التحمل.
البعض الآخر يرى أنّ إيران هي وراء هذه العملية الجوية… إذ أنّ إيران خسرت كثيراً في المال والسلاح، وحتى في كبار الضباط والجنود كذلك، صحيح أنّ إيران “ضحّت” كثيراً ولكن الذي قطف النتيجة كان الروسي.
والسؤال الآخر: لماذا أعطت واشنطن هذا الدور الى روسيا؟ في وقت كان بشار على أهبة مغادرة سوريا والأساطيل الاميركية تتجه الى شواطئ شرق المتوسط؟ هناك تفسير واحد وهو: إنّ كل ما يجري في هذه المرحلة في العالم العربي هو نتيجة توافق أميركي – روسي على الوقائع وحتى التفاصيل.
باختصار، اليوم، المصالح هي التي تتحكم بالمشهد: بين إيران وتركيا وروسيا، وبين روسيا وأميركا.
وفي أي حال، يبقى اللغز قائماً في هذه القاعدة العسكرية في حميميم التي تعرّضت للهجوم الجوّي المباغت، الذي ستبقى علامات الاستفهام مرتسمة حوله الى أن يقرّر أصحاب القرار في واشنطن وموسكو أن يكشفوا عنه عندما تقتضي مصلحتهم ذلك.