IMLebanon

خلط أوراق في ملف العسكريين وحذر لدى الأهالي

مع دخول التمديد للمجلس النيابي مرحلة التكريس الرسمي وتجاوز الساحة الداخلية هذا الاستحقاق، عاد الملف الأمني مجدّداً اليوم إلى واجهة الأحداث في ضوء ما سُجّل من تطوّرات على صعيد قضية العسكريين المخطوفين لدى جبهة «النصرة» وتنظيم «داعش»، كما على مستوى الوضع الأمني الحدودي مع سوريا بعد اعتقال الجيش اللبناني قيادياً كبيراً في «الجيش السوري الحرّ» بالأمس هو العقيد عبدالله الرفاعي. وقد كشفت معلومات سياسية عن أن هذه التطوّرات أعادت إلى اجواء معاناة العسكريين المخطوفين وأهاليهم المعتصمين في وسط بيروت، خصوصاً بعدما ساهمت في تغيير موازين وقواعد المفاوضات الجارية، كما خلطت الأوراق معيدة عملية الوساطة الجارية إلى نقطة الإنطلاق، وذلك في ضوء تعزيز الموقف اللبناني في المفاوضات مع خاطفي العسكريين، وذلك بصرف النظر عن واقع العلاقات القائمة بين «الجيش السوري الحرّ» من جهة و«داعش» و«النصرة» من جهة أخرى.

وأكدت المعلومات نفسها، أن ما تشهده منطقة عرسال من ممارسات من قبل مسلّحين سوريين مجهولين في موازاة عمليات استهداف عناصر من الجيش اللبناني داخل شوارع البلدة، هي تعتبر مؤشراً على توجّهات المسلّحين في جرود البلدة إلى توتير الوضع الأمني، وإدخال هذا العامل كعنصر مؤثّر في المفاوضات التي ما زالت في طور البحث من قبل لبنان في لائحة المطالب التي قدّمها الخاطفون، ولكن من دون إعلان أي موقف نهائي منها، خاصة أن هذه اللائحة، وخلافاً لما تردّد خلال الأسبوع الماضي، لم تتضمّن أسماء موقوفين إسلاميين في السجون اللبنانية أو السجون السورية. وأضافت أن الثابت اليوم في عملية الوساطة التي ما زالت مستمرّة، هو تأكيد عدم التعرّض من قبل التنظيمات الأصولية الخاطفة للجنود، وإفساح المجال أمام المفاوضات لكي تسير بهدوء بعيداً عن أي ضغوطات.

وفي هذا المجال، لفتت المعلومات السياسية ذاتها، إلى أن دقّة الملف وحساسيته تفترض منح الجهات التي تتولى التفاوض هامشاً واسعاً من الحرية، كما السرّية، لكي تضمن الحكومة كلحظوظ النجاح لهذه العملية المعقّدة. وقارنت ما بين المهلة الزمنية التي استغرقتها مفاوضات تحرير مخطوفي أعزاز في العام الماضي، مشيرة إلى أن الجنود المخطوفين يعانون منذ أشهر فيما يذهب الخاطفون إلى استثمار الحالة النفسية لعائلاتهم، ويعمدون إلى ابتزاز الحكومة وتهديدها وزرع حالة من الخوف واللااستقرار في الشارع. وبالتالي، فإن عنصر الوقت يضغط على عائلات العسكريين المخطوفين، فيما تسعى الجهات الخاطفة إلى التباطؤ والتردّد في عرض مطالبها وشروط المبادلة، علماً أن الوقائع الميدانية تشكّل أوراق قوّة لدى الحكومة بشكل خاص، وهي تتمثّل أولاً بالواقع الجغرافي للمنطقة التي يتواجد فيها الخاطفون، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء، وثانياً بالإجراءات الأمنية التي يفرضها الجيش اللبناني في عرسال، والتي عزلت البلدة عن المنطقة الجردية، وثالثاً بالوحدة في الموقف بين كل القيادات اللبنانية التي اتفقت على وجوب اعتماد كل الوسائل الممكنة لإطلاق العسكريين المخطوفين ووقف معاناة عائلاتهم.

وخلصت المعلومات ذاتها، إلى أن الأجواء في وسط بيروت تشهد حالياً استقراراً، فيما يبدي أهالي العسكريين المخطوفين حذراً مشوباً بالتفاؤل، وذلك بانتظار بلورة نتائج التحرّك الذي يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يبدو مصرّاً على السير في هذه المسألة للوصول إلى خواتيم إيجابية.