Site icon IMLebanon

هل تملأ الفتنة المتنقلة الفراغ إذا تعثّر تأليف الحكومة؟

 

 

تتعدّد الأسباب يومياً التي تؤدي إلى حصول حوادث وإشكالات أمنية متنقّلة في المناطق، والتي يأخذ بعضها طابعاً طائفياً أحياناً، ومذهبياً أحياناً أخرى، لكنها تلتقي عند سبب واحد هو أن الفراغ يؤدي إلى الفوضى، وذلك، كما يقول وزير سابق ومواكب لشريط الأحداث الأمنية المتنقّلة التي تحصل في أكثر من منطقة، ويوضح أنه انطلاقاً من التعقيدات المحيطة بعملية تشكيل الحكومة، وملء الفراغ في السلطة التنفيذية، فإن الأزمات سوف تسلك مساراً تصاعدياً، ومن البديهي أن تؤدي تداعياتها إلى تسجيل حال من الفوضى، تبدأ من خلال إشكالات متنقّلة، ولا تنتهي بالحوادث الخطرة، كما تلك التي حصلت في عطلة الأسبوع في بلدة مغدوشة، حيث حصلت مواجهات دموية بين أهالي البلدة وأهالي بلدة عنقون المجاورة، بسبب خلاف على تعبئة البنزين.

 

وفي هذا السياق، يؤكد المصدر الوزاري السابق، أن الساحة الداخلية تتّجه الى المزيد من التشنّج، في ظل مجموعة الإنقسامات التي باتت تُسجّل على المستوى السياسي في الآونة الأخيرة، وتحول دون ولادة الحكومة العتيدة، وذلك على الرغم من القناعة الثابتة لدى كل الأطراف السياسية، بأن الغليان في الشارع بسبب الغلاء والفقر سيصل إلى درجة متقدمة وبالغة الخطورة، ما قد يؤدي إلى حصول حوادث أمنية سرعان ما تتحوّل إلى فتنة تنذر بانفلات زمام الأمور، بالتالي خروج الواقع الأمني عن السيطرة.

 

وعليه، يتابع الوزير السابق نفسه، أن ما حصل في مغدوشة يجب أن يكون كإشعار وكرسالة إلى كل القوى والمرجعيات السياسية والحزبية، حول دقة وخطورة المرحلة المقبلة، وذلك في حال تمدّدت حالة الشلل الى كل المؤسّسات العامة، وتراجعت الخدمات الحيوية، كما هو حاصل في أكثر من منطقة اليوم، حيث تغيب الكهرباء والمياه والإتصالات، فيما ينشغل المعنيون بمعالجة السجالات السياسية، وبالخلافات حول الصلاحيات والحصص الوزارية وهذه الحقيبة وتلك.

 

ويدفع واقع الحال هذه، تابع المصدر الوزاري، إلى رسم سيناريو قاتم لما ستكون عليه المرحلة المقبلة، بعد اعتذار الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، فيما لو حصل هذا الأسبوع، بحيث تنعدم كل فرص الخروج من واقع الانهيار الذي يتهدّد سائر القطاعات، وليس فقط قطاعي المحروقات والطاقة، وعندئذ يتكرّس واقع الفراغ، وبالتالي، تنشط الفوضى في أكثر من مجال، وتدخل على الخط أطراف تسعى الى توظيف هذا المشهد في خدمة مشاريع خاصة لا تؤدي سوى الى زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين الذين يعانون اليوم من الأزمة المعيشية، وربما غداً سيواجهون خطراً مباشراً على حياتهم فيما لو اتسّعت دائرة فقدان المواد الأولية، وزاد منسوب الكارثة المعيشية والإنتاجية والإقتصادية، ووجد المواطنون أنفسهم أمام واقع من الفوضى التي يزرعها تجار السوق السوداء في العديد من المناطق، والذين يعتدون على حقوق غيرهم ويمنعونهم من الحصول على هذه المواد، كما حصل على سبيل المثال في مغدوشة وفي أكثر من منطقة لبنانية، علماً أن كل القوى السياسية والحزبية نفت أي تورّط لعناصرها في مثل هذه الإشكالات، فيما على أرض الواقع حصلت مواجهات وسقط جرحى.