IMLebanon

مبادرة “الاعتدال” تنتظر جولتها الثانية لتقرّر مصيرها بين القبول والرفض أحمد رستم لـ ” الديار”: من يهاجمنا وينتقدنا عليه إيجاد البديل… فأين طروحاته؟ 

 

حين تسأل اي نائب في كتلة “الاعتدال الوطني” عن مبادرتهم الرئاسية، ومدى تأييد الافرقاء السياسيين لها، يبدي على الفور تفاؤلاً في إمكانية خرقهم للدرب الذي يوصل الى بعبدا، وهذا لم نشهده في اي مبادرة خارجية او داخلية، اذ لم تصل أي منها الى نتيجة، والفراع الرئاسي ما زال يتقدّم في “مشوراه” الطويل على ما يبدو، ويكاد يتخطى الـ 15 شهراً، فيما يتمسّك أعضاء تكتل “الاعتدال” بطرحهم ويؤكدون موافقة اغلبية الاطراف السياسية عليه، ويتفاءلون بالخير بسبب موافقة المرجعيات الدينية، خصوصاً بكركي ودار الفتوى، كما نالت تأييد رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، وابرز أركان المعارضة، وإنطلاقاً من هنا فهي ما زالت قائمة ولم تترنّح بحسب ما يشير البعض، ويقول انها ولدت ميتة ولن تصل الى مبتغاها، ولم تثمر أي خرق، في انتظار بعض الرود عليها خصوصاً من قبل كتلتي “المردة” و “الوفاء للمقاومة”، اللتين طلبتا بعض الوقت للاستيضاح حول الآلية وبعض النقاط، ومع ذلك أبدى معظم نواب “الاعتدال” تفاؤلاَ من خلال لقاء تشاوري يعتقدون انه بات قريباً، سيجمع النواب تحت قبة البرلمان وسيؤدي في نهاية المطاف الى انتخاب رئيس، لانّ المساعي مستمرة ولن تتوقف.

 

وفي هذا الاطار أشارعضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب احمد رستم في حديث لـ” الديار” الى انّ المبادرة لاقت تجاوباً كبيراً ، وقال:” نحن في انتظار رد حزب الله وكتلة “التكتل الوطني المستقل” التابعة للوزير السابق سليمان فرنجية، كذلك رد النائب فيصل كرامي”، ووصف المبادرة بالخطوة الاساسية التي تهدف الى انتخاب رئيس للجمهورية، لانّ انتخابه ضروري جداً فالبلد في حالة حرب، وأبدى انزعاجه من هجوم البعض على مبادرتهم ، وأضاف :” من يهاجمنا وينتقدنا ويعاتبنا عليه اولاً ان يجد البديل، فأين هي طروحاته”؟، ورأى انّ مبادرتهم أربكت من يريد الاصطياد بالمياه العكرة، مؤكداً انهم لم يسوّقوا لأي مرشح رئاسي، وكل هدفنا ان يصل رئيس الى بعبدا، ويعود الانتظام الى المؤسسات، لذا لا يمكن ان نقف كنواب مكتوفي الايدي وسط كل هذه الهواجس، والمطلوب ان يبحث المعترضون في الجوهر وليس في الشكليات”

 

ورداً على سؤال حول مدى تجاوب الرئيس برّي مع مبادرتهم ، أوضح رستم أنّ رئيس المجلس النيابي كان من اكثر المؤيدين لها، اذ لمسوا منه تقارباً في وجهات النظر وكان متجاوباً، وهو لطالما دعا الى جلسات حوار واليوم نحن نكمل دعوته، وأشار الى أن التفاهم مع الرئيس برّي قد تمّ على مشاركة نائبين في اللقاء التشاوري عن الكتل الكبيرة، ونائب واحد عن الكتل الصغيرة، وقد وعد رئيس المجلس بعقد جلسة بدورات متتالية لانتخاب الرئيس، شرط ألا تزيد عن 4 دورات، عندئذ سيضطر الى رفع الجلسة لأن تكرار العملية الانتخابية يصبح من دون جدوى.

 

وأوضح أنّ التنسيق قائم أيضاً مع اللجنة الخماسية، كما جرى لقاء مع السفير الفرنسي في لبنان، جرى خلاله البحث في آلية العمل والعقبات التي تواجهها المبادرة، معتبراً انها قابلة للحل في حال حصلت بعض التنازلات، ورأى أنّ الامور قد تتجه نحو الخيار الثالث من خلال التداول بأسماء جديدة.

 

ولفت رستم الى انهم ينتظرون نتيجة الجولة الثانية التي سيقومون بها قريباً، على كل الكتل والافرقاء لجمع الردود والمواقف النهائية، والمرحلة المقبلة سوف تشهد استكمال المشاورات واللقاءات لكن بصورة متأنية، نتيجة حلول شهر رمضان المبارك، وابدى تفاؤلاً بإمكانية الخرق وإنتخاب رئيس، لكن كل هذا يحتاج الى بعض الوقت.