قد يكون العنصر الأهمّ في انتخابات المحامين في بيروت كما في طرابلس، هو استعادة مشهد تحالفات سياسية سابقة تعود إلى سنوات عديدة، عبر التقاطع في التصويت والدعم من قبل محامي “تيار المستقبل” للنقيب فادي المصري في بيروت، وتأمين فوز مرشح “المستقبل” سامي الحسن بمنصب نقيب المحامين في طرابلس، وهو ما طرح علامات استفهام عن احتمال عودة الحضور السياسي للتيار الأزرق، بعدما كان أعلن رئيسه سعد الحريري، المقاطعة التامة لأي نشاط سياسي أو مشاركة في الاستحقاقات الدستورية والانتخابية. إلاّ أن تعليق العمل السياسي لا يعني بالضرورة التخلي عن الدور النقابي والاجتماعي، وفق ما يؤكد النائب السابق في كتلة “المستقبل” النيابية الدكتور محمد الحجار، الذي يشير لـ “الديار” إلى أن “التيار يشارك وبقوة في كل الانتخابات النقابية وليس فوز مرشّح التيار المحامي سامي الحسن بمنصب نقيب المحامين في طرابلس والشمال، سوى “الدلالة على دينامية التيار وفاعلية دوره على المستوى العمل النقابي وانتخابات نقابة الاطباء أو المهندسين وغيرها من النقابات”.
ورداً على سؤال حول احتمال حصول أي تحوّل في المستوى السياسي لـ “المستقبل”، يقول إن “ما من تغيير على الصعيد السياسي بالنسبة للقرار المعلن من رئيس “المستقبل” لجهة تعليق أي نشاط سياسي وذلك لجهة العمل النيابي أو الحكومي”، مشيراً إلى أن “هذا الأمر غير وارد مطلقاً في ظل الظروف الحالية على الصعيد الداخلي، وبالتالي، وما دامت الظروف التي أملت على الرئيس الحريري اتخاذ هذا القرار بتعليق عمله وعمل التيار السياسي قائمةً، فإن القرار قائم”.
أمّا على المستوى الإغاثي، فيكشف أن “تيار المستقبل قد شكل لجاناً خاصة في منطقة اقليم الخروب، حيث يشارك التيار بفاعلية وبقوة في اللجنة المخصصة للإغاثة التي ترعاها دار الفتوى في جبل لبنان، وكذلك الأمر في صيدا بطبيعة الحال بسبب حركة النزوح من الجنوب، فالتيار لم يتخل أبداً عن دوره الإجتماعي، كما أنه يعمل على إبداء رأيه والتصويت والمشاركة في النقابات أو المشاركة أيضاً في تحمل مسؤولياته تجاه المواطنين في المجالات الحياتية الصحية والتربوية والصحية والاجتماعية، أو القيام بواجباته في حال لا سمح الله، حصل عدوان إسرائيلي على لبنان، حيث أنه من الواجب الوطني والأخلاقي والديني، الوقوف إلى جانب أهالينا”.
وانطلاقاً من هذا الواقع، يؤكد بأن “تيار المستقبل موجود وقريب من جمهوره ومن كل اللبنانيين في كل المناطق خصوصاً في ظل الظروف الحالية، حيث أن العدو الإسرائيلي ما زال يواصل اعتداءاته على المناطق الجنوبية ويدفع بالأهالي إلى النزوح عن قراهم”.
وفي سياق الإجراءات المتخذة التي يتخذها التيار على صعيد ملف النزوح، يوضح الحجار، أن “المستقبل بكل مسؤوليه ومحازبيه ومؤسساته، حاضرون من أجل تقديم الدعم في حال حصلت عملية نزوح واسعة من الجنوب باتجاه المناطق التي يوجد فيها خصوصاً في صيدا وإقليم الخروب والدليل مشاركتنا في كل هذه النشاطات”.