Site icon IMLebanon

لبنان الأكثر فساداً وتخلفاً؟

من حديث منسوب إلى الأستاذ داوود خير الله، الخبير لدى البنك الدولي في واشنطن، أنقل الآتي:

«… ولذا فإنه مطلوب من المسؤولين في الإدارة والسياسة حسب الوزير نقولا تويني الذي سمي بوزير مكافحة الفساد ان يخرجوا من صمتهم ويتحركوا لما جبهته رأفة باللبنانيين والوطن كي ينزعوا عن هذا الأخير ما سجل على لبنان انه على لائحة الدول الأكثر تخلفاً وفساداً في العالم.

الأمر يتطلب شجاعة، والشجاعة في هذا السبيل إيمان ونحمد الله ان بين مسؤولينا الكثير من القادرين على مكافحة واقتلاع جذوره الفاقعة، والاتكال دائماً على الله العلي القدير».

أستاذ خير الله،

شكراً على تقييمك مسؤولينا القادرين على مكافحة واقتلاع جذوره الفاقعة. ومع شكري هذا اسمح لنفسي الجزم بأن ليس بين مسؤولينا من هم قادرين على مكافحة واقتلاع جذوره الفاقعة. فلو كان عندنا قادرون لما كنا قد وصلنا إلى ما قد وصلنا إليه من تخلف وفساد.

ان عملية مكافحة الفساد ليست سهلة لأنها تتناول اشخاصاً في الإدارة والسياسة محميين من ذوي النفوذ بحيث لا يتجرأ أحد لمسهم.

في لبنان، أصبح الموضوع مكشوفاً والفاسدون أصبحوا معروفين بدقة عجيبة ولكن عند الجد فهم مجهولون.

الفساد يعيش اليوم في المجتمع اللبناني كأنه أمر واقع لا يحتاج الى التوقف عنده. ولأنه كذلك، يمر المواطن امامه مرور الكرام. هذا الأمر هو ما يحصل للانسان.

نحن الآن امام خيارين: فإما ان نكافح الفساد ونحاربه ونطهر المجتمع منه وإما تركه يتمادى فيصبح حالة طبيعية في النظام لا تحتاج لأي ملاحقة.

الأمر متروك اليوم بين يدي رئيسي الجمهورية والحكومة. فإذا شعر أحدهما بالعجز للانتفاضة عليه، فليعتذر ويستقيل لأن الأمر يطال الشعب بأسره كما سبق وذكرنا. اما ان يستمر الحال على ما هو عليه دون معالجة، فأخشى ما اخشاه ان يُهدّد أسس المجتمع وينهار بالتالي النظام.

ان من يتخلّى عن مسؤوليته في هذا الشأن يرتكب اجراماً متمادياً، وليس في الأفق الا الشعب من يحاسبه إذا حصل تقاعس ما من المسؤولين.

الفساد في الجسم الانساني لا يتوقف عن اكل احشائه حتى إذا ما انتهى منها ولم يجد ما يأكله سقط معه إلى أرض القمامة.

هكذا يكون مصير الفساد وصاحبه.

الإدارة اللبنانية اليوم ليست سليمة. وفي رأيي ان الأمر يحتاج إلى قرار سياسي وتشكيل لجنة من ذوي الخبرة والاخلاق يعهد إليها بإيجاد الحلول لتطهير الحياة السياسية والإدارية منه.

فخامة الرئيس، الأمر متروك لك كأعلى الهرم، فبادر بالاتجاه المطلوب وأمّن له مستلزماته البشرية واللوجستية.

نعم بادر.