Site icon IMLebanon

محمد ميشال عون

 

عشيّة ميلاد المخلّص الإلهي يتعالى الإبتهال إليه تعالى ليمنَّ علينا بمخلّص وطني.

المخلّص الوطني هو الذي يتنقّى من العيب والدنَس، ويحمل هوية كلِّ أديان السماء، فيمنحه أشياع الأنبياء ولاءَهم.

محمد ميشال عون هو الإسم الثلاثي الذي أطلقه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على الرئيس ميشال عون في القمة المسيحية – الإسلامية التي عقدت أخيراً دعماً للقدس في بكركي.

وعندما يكون الرئيس عون «بَيْ الكلّ»، فقد يصبح حُكْماً محمد ميشال عون، وهو بالأخصّ رئيس بلدٍ أكثر من وطن بل رسالة.

ثمة سابقة مماثلة شهدتها بكركي في الستينيات، حين أُطلقَ على سيدها إسم محمد بولس المعوشي، فإذا هو وبهذه التسمية، يصبح بطريرك أنطاكية وسائر المشرق العربي والإسلامي.

بعد التجارب التاريخية المتراكمة بالمحن، وبالمواجهات الطائفية والمذهبية المخضَّبة بالدم، لا يعقل أن تتكرر التجارب المأساوية الخائبة.

وفي انتظار الحلّ الخلاصي الأمثل الذي هو علمنة الدولة، لا بدّ من علمنة الرؤساء، ويصدف أن يكون عندنا اليوم على سدَّة المسؤوليات العليا، مثلَّثٌ رئاسي أثْبتَ كلٌ منهم – مع انتمائه الروحي – براءة الإنغماس في الغريزة الطائفية والمذهبية، واستعداداً للإنخراط الإيجابي في تطوُّر التاريخ.

محمد ميشال عون يستطيع أن يحقق للبنانيين مسيحيين ومسلمين فوق ما يستطيع تحقيقه ميشال عون، وهكذا شأن الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، فيما هناك رجال سياسة يقومون بوظيفة دينية، ورجال دين يمثلون دوراً سياسياً.

والمثلث الرئاسي الذي تتوحد فيه الذات الدينية المطلقة بالله، هو الذي يوحد الذات الإيمانية بالوطن المطلق، والوطن المطلق هو الذي يؤمن به العرب ويبشّر به المجوس.

من غريب البدائع الجاهلية ما سمعناه على أجنحة الهواء الإعلامي، أن هناك من يكفّر المسيحي الذي يستعمل كلمة عيسى بدل المسيح، هؤلاء المتخلّفون عن حقيقة التنوير بغباء التفسير، يجهلون أن عيسى القرآني هو نفسه المسيح الإنجيلي إبن مريم التي «أرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويّاً» (سورة مريم).

وثمة جَهلَةٌ في المقابل تصل بهم النزعة الطائفية والسذاجة اللغوية الى اعتبار كلمة «الميلاد» لفظة مسيحية تختص بولادة المسيح، وكلمة «المولد» لفظة إسلامية تختص بنبيّ المسلمين.

هذا التكفير الديني واللغوي يتوافق مع الإلحاد الشيوعي تنكّراً لأُلوهيَّة السماء بالقول: «ليس هناك كلمة سماوية، بل إِنَّ الكلمة تصعد من الأرض الى السماء ولا تهبط من السماء الى الأرض…»

من العبث مواجهة هذا الإنحراف الديني إلا بالقدوة، بالقدوة السياسية الشرعية والقدوة الدينية الشرعية معاً.. والشكر للشيخ عبد الأمير قبلان الذي أعلن عن دائرة نفوس وطنية في قمّة دعم القدس في بكركي.

بلْ لعلّ أفضل أمثولة لدعم القدس، هي تلك المبادرة التي أعلنها صلاح الدين الأيوبي في الحملات الصليبية، حين اقترح زواج شقيقته بشقيق الملك الإنكليزي ريكاردوس وإهداء أورشليم الى الزوجين لإنهاء خلاف المسيحيين والمسلمين حول القدس، وبهذا يصحّ أيضاً أن يُطْلق إسم عيسى على صلاح الدين الأيوبي لما فيه من صلاح الدنيا والدين.