اذا كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، برأي النائب محمد الصفدي «حكيم الحكماء» فاين هو موقع زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري الذي بات التحالف معه من ثوابت سياسة الصفدي الذي اصبحت المسافة بينه وبين الرئيس ميقاتي اكثر ابتعادا من ذي قبل؟.
واذا كانت الصداقة قديمة ومنذ زمن تجمع ما بين جعجع والصفدي حسب ما اكده جعجع اثر اللقاء في معراب التي يزورها الصفدي للمرة الاولى – حسب البيان الصادر عن اللقاء .. فاين ومتى تكونت هذه الصداقة بين الرجلين ولماذا بقيت خلف الكواليس كل هذه المدة؟..
يؤكد جعجع ان ما يجمعه بالصفدي، اضافة الى الصداقة، هو النظرة الواحدة الى لبنان وقد توقفت اوساط سياسية عند دلالات هذا اللقاء اللافت بين الرجلين والاكثر دلالة في التصريحين الصادرين عنهما وما حمله من مؤشرات قد تجد ترجمة لها على الساحة الطرابلسية حيث يبدي حزب القوات اللبنانية مجهودا للولوج الى هذه الساحة عله يحظى بموقع نيابي لا يمكن الحصول عليه الا من خلال حلف انتخابي يتجاهل آل كرامي وجرحهم الذي لم يندمل بعد.
تشير اوساط طرابلسية الى ان النائب الصفدي حسم امره في العلاقة التي كانت تجمعه الى الرئيس ميقاتي، وحدد خياره في التحالف مع الرئيس الحريري متراجعا عن عزوفه عن الترشح وبدا في الآونة الاخيرة اكثر حماسة للعب دور في الحياة السياسية ودائما عينه على كرسي الرئاسة الثالثة ولعل هذا الطموح – حسب مصدر مقرب – احد اسباب الابتعاد عن الرئيس ميقاتي يضاف اليه تقدم ميقاتي في كل استطلاعات الرأي نحو المرتبة الاولى وتراجع الصفدي المريع بحيث لا يستطيع ان يجد رافعة له او يحقق طموحه الا عبر الرئيس الحريري الذي لا يخفي ما يكنه حيال ميقاتي من مشاعر رغم محاولاته (اي الحريري) تزيينها بعبارة (اختلاف لا خلاف).فيما غفر للصفدي الذي تلا فعل الندامة في زيارات متتالية لبيت الوسط متخليا عن الرئيس ميقاتي مما ترك علامات استفهام عن سر ذلك ولعل «حكيم الحكماء» قد كشفها في لقاء امس.
لم يتردد الصفدي كثيرا في زيارة مقر القوات اللبنانية والاجتماع الى قائدها جعجع ..فالعلاقة بينه وبين آل كرامي مقطوعة، هذا من جهة،ومن جهة ثانية لا يتوقف الصفدي كثيرا عند مشاعر شريحة واسعة من الطرابلسيين الذين يرفعون شعار ( لم نسامح ولن ننسى) ولم يأخذ هذه المشاعر بعين الاعتبار على غرار بقية القيادات السياسية لا سيما الوزير محمد عبد اللطيف كبارة الذي بقي اكثر حزما وحسما وصرامة في موقفه الداعم لال كرامي حيال قضية استشهاد الرئيس رشيد كرامي وهو (اي كبارة) ظهر غير مكترث لرأي زعيم الكتلة التي ينتمي اليها بل حرص على ان يكون موقفه دائما نابعا من طرابلسيته، فيما الصفدي لم يجد ما يمنع اللقاء بـ « حكيم الحكماء» وقد نصبه في مرتبة تعلو كل القيادات السياسية اللبنانية وللوهلة الاولى يظن المستمع للتصريح ان الصفدي طلب استمارة انتماء الى حزب جعجع.
قيادي طرابلسي كشف التالي:
اولا – ان الصفدي حسم خياره بالتحالف مع تيار المستقبل بعد تلقيه وعد بحفظ مقعده.
ثانيا – انه يلعب دور الوسيط بين الرئيس الحريري وجعجع لتقريب وجهات النظر حول الاستحقاق الانتخابي وخاصة على الساحة الطرابلسية لا سيما وان عين القوات اللبنانية على المقعد الماروني في طرابلس بديلا عن مقعد البترون.
ثالثا – ان الحريري تحمس للتحالف مع الصفدي بهدف محاصرة الرئيس ميقاتي من جهة واللواء اشرف ريفي من جهة ثانية.