قد يجد كثيرون غرابةً في كلمة «خائف» لكن من طالع بالأمس كلمة للنّائب محمد رعد جاءت على لسانه جملة واضحة جدّاً: «سلاح المقاومة على كل شفة ولسان، واشتريت وسائل إعلام من أجل الترويج لهذه المسألة»، ومن المؤسف أنّ الشّعب اللبناني لا يزال ساكتاً لم يصدر عنه أي تحرّك ليرفع هذا السّلاح الإيراني عن عنق لبنان لأنّه سبب كلّ الخراب الذي نزل بلبنان فأوصله إلى قعر القعر!
من أوقح ما قال النّائب الذي يُعطّل حزبه الدّستور والحياة السياسيّة في البلاد والّذي يتحكّم بالرّئاسات الثّلاث فيعطّل انتخاب رئيس جمهوريّة ويعطّل تشكيل حكومة ويتحكّم بالمجلس النيابي ويُطبق ما هو أبعد من ذلك بكثير بالأمس لم يستحِ نائبه من اللبنانيّين إذ قال: «نحن نشم رائحة انقلاب على تسوية الطائف وهذا الانقلاب هدفه أن يطمئن الاسرائيلي»، الإنقلابيّون والمعطّلون والذين يختطفون لبنان وشعبه يتّهمون الآخرين بالانقلاب، هذه وقاحة ليس بعدها وقاحة!
ولم يتوقّف تنظير النّائب محمّد رعد وسفسطته عند حدود الانقلاب بل تجاوزه إلى التنظير الاقتصادي فاعتبر أنّ «انهارت عملتنا الوطنية بسبب ارتهانها للعملة الأجنبية» لربّما كان حزب الله يريدنا أن نربط اقتصاد لبنان بالرّوبل الرّوسي أو اليوان الصيني أو التّومان الإيراني، وتبلغ وقاحته ذروتها عندما يتجلّى الخبث في قوله «إذا كان الشعب اللبناني يريد هذا الأمر فله أن يقرر ذلك، لكن نحن نبذل الدماء والأرواح من أجل حفظ كرامة هؤلاء الناس حتى الذين لا يعرفون في هذه المرحلة مصلحتهم»، حزب الوصاية الإيرانيّة على لبنان تجاوز كلّ الحدود ونصّب نفسه عارفاً مطلقاً بمصلحة اللبنانيّين!
كان أمين عام حزب الله حسن نصرالله يواجه رفض اللبنانيّين لسلاح حزبه بأنّه لا إجماع على المقاومة، بقدرة قادر فاجأنا محمّد رعد بالأمس بحديثه عن «الإجماع الوطني» على المقاومة متمادياً بالقول: «دعونا لا ندع فئة من اللبنانيين أن تخدش هذا الإجماع»، أيّ إجماع هذا الذي يتحدّث عنه متجاهلاً أنّ أكثر من ثلاثة أرباع الشّعب اللبناني يرفضون سلاحه ويطالبونه بتسليمه للجيش اللبناني ووضع استراتيجيّة دفاعيّة حتى لا يكون الحديث عن العدوّ الإسرائيلي مادّة يخرج الحزب كلّما ضاق الخناق بالكلام عن سلاحه ومخطّطاته المرتهنة للأجندة الإيرانيّة وحروبها في المنطقة!
لم يعد حزب الله ولا سلاحه شأن لبناني داخلي أو أزمة تحلّ بحوارٍ لبناني لأنّ النتيجة معروفة منذ خديعة «طاولة الحوار» في آذار العام 2006 مروراً إلى كارثة 7 أيار العام 2008 انتهاءً بالانقلاب على اتفاق بعبدا، حان الوقت للتّظاهر سلميّاً على مرأى من دول العالم للمطالبة بتطبيق قرار مجلس الأمن الصادر في أيلول العام 1559، لسحب سلاح الميليشيات، ووحده رفع الصوت ضد حزب الله وسلاحه سيوصلنا إلى لحظة سيتحرّر فيها لبنان من إيران، الكابوس الإيراني الذي يثقل صدورنا حوّلنا جميعاً إلى رهائن لا تجد من يفاوض إيران لإطلاق سراح لبنان، الـ 1559 قرارٌ دوليّ صادر عن مجلس الأمن الدّولي ومسؤوليّة تطبيقه يجب أن تكون على عاتق مجلس الأمن الدوليّ بوضع هذا القرار تحت الفصل السّابع.