Site icon IMLebanon

محمد بن زايد وبوتين

الزيارة التي قام بها ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان الى روسيا كانت من أهم الزيارات التي يقوم بها مسؤول عربي كبير يتمتع بديناميكية فعّالة وجدية في العمل لتحقيق الأهداف المنشودة خصوصاً أنها أتت بالاتفاق والتنسيق مع المملكة العربية السعودية، وهو الذي تربطه علاقة مميزة مع المملكة وجميع المسؤولين فيها فلا بد لهذه الزيارة من ان تحقق الهدف المنشود…

علينا ان نتذكر أنه بعد خسارة روسيا أسواقها العربية في كل من العراق وليبيا تبحث عن أسواق جديدة، ومن هذه الزاوية لا بد وأن ننظر الى ان روسيا أصبحت بحاجة الى علاقات مميزة مع المملكة العربية السعودية التي تتوقع زيارة ملكها قريباً وان لم تحدد بعد، لكنها أصبحت قريبة جداً..

وبين زيارة ولي العهد الشيخ محمد بن زايد وبين زيارة الملك سليمان بن عبد العزيز تحقق روسيا هدفاً اقتصادياً كبيراً..

من ناحية ثانية، وبعد الدخول الروسي العسكري في سوريا أصبحت روسيا اليوم لاعباً أساسياً في القرار السوري حيث ألغت دور »حزب الله« ودور العراق وميليشياته الشيعية بقيادة قاسم سليماني قائد »فيلق القدس« في »الحرس الثوري« ودور ايران والجنرالات الذين سقطوا كالعصافير في سوريا أمام ضربات المعارضة السورية الوطنية وغيرها، فأصبحت الكلمة اليوم لروسيا.

من هنا نرى ان مباحثات السلام التي تجري بين وفد المعارضة وبين وفد النظام وعلى الرغم من صعوبتها وعلى الرغم من ان الاسد، طبعاً، يرفض التفاوض، فإن الدور الروسي سيكون حاسماً في الحل السلمي المتمثل في إقامة حكومة انتقالية ولن يكون للأسد اي مكان في اي حل مقبل، وهو يعلم ذلك ولكن عقله الصعب وغطرسته لا تسمح له ان يفكر بأي حل إلا حلاً واحداً وحيداً، وهو أنه يجب ان يبقى في السلطة ولو خربت الدنيا وتدمرت سوريا ولم يبقَ فيها حجر على حجر.. فهذا غير مهم، المهم فقط بقاءه على كرسي السلطة وهذا لم يعد من الممكن تحقيقه.. إذ ان خمس سنوات من التدمير وعلى الرغم من كل المساعدات العسكرية والمالية والأسلحة والرجال من العراق و»حزب الله« وايران، لم تنفعه، إذ أصبح يسيطر فقط على 20٪ من مساحة سوريا.

نعود الى زيارة ولي العهد التي لا بد ان تكون ناجحة، والى الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين فالحل السلمي سوف يتحقق برغم أنف بشار الاسد ورغم كل الدعم الايراني وسيسقط مشروع نظام »ولاية الفقيه« الذي كان يحلم بالهلال الشيعي وكلام اية الله خامنئي وقوله اذا سقطت دمشق ستسقط طهران، وهذا سيحصل على الرغم من الحلم والادعاء بأن ايران تسيطر على أربع عواصم دول عربية هي اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

»عاصفة الحزم« حققت الهدف المنشود والسلام آتٍ الى اليمن، كما أعلن ذلك المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ احمد في 10 نيسان المقبل.

أما في سوريا فقد أصبحنا على طريق الحل الذي بدأ بالهدنة الهشة ولكنها ستتطور مع الاجتماعات التي يعقدها المندوب الدولي للأمم المتحدة دي مستورا في جنيف، والسلام أصبح قريباً بل قريباً جداً..