هدنة تسبق الاستحقاق الرئاسي…وبقاء الملفات الخلافيّة على حالها
على الرغم من حركة النائب في التيار الوطني الحر غسان عطالله في اتجاه المختارة، وتردده أكثر من مرة مؤخرا على الدار الجنبلاطية، تحت عنوان “التطبيع السياحي” مع التيار الذي ينص على التهدئة وعدم تعريض الموسم السياحي للخضات والتشنجات، إلا ان الطابع السياسي لم يغب عن هذه اللقاءات بالكامل، لا بل تقول المعلومات كان حاضرا على الأقل في إطار تبادل المواقف والرسائل من المختارة الى قصر بعبدا وبالعكس أيضا، خصوصا ان البلاد مقبلة على استحقاقات ومحطات مفصلية، حيث ترصد التفاعلات والترددات من كل المواقع ومراكز القرار، ومنها المختارة بما يمثل الزعيم الدرزي من حيثية سياسية ، مع الإعتراف التام والاقرار بالتحولات وليد جنبلاط، اذ لا يمكن ان يكون هناك في السياسة اللبنانية نسخة أخرى تشبهه في “التكويعة” والعودة الى التسويات، او لجهة مجاراته التحولات والأحداث، ويصح هذا الكلام على المصالحات التي سار فيها، وقدرته على تطبيق التهدئة مع العهد وتياره وتمرير الخلافات معهما ساعة يريد، فتاريخ المختارة شاهد على معارك سياسية قاسية وتحديات وقدرة فائقة بإنهاء الخصومات.
مع ذلك، تؤكد مصادر مطلعة ان انفتاح الوطني الحر وخطواته باتجاه المختارة منسقة، وبطلب خاص من النائب جبران باسيل من اجل تحسين العلاقة معها، ومن ضمن خطة مركزية للتيار تقتضي التواصل مع كل الأفرقاء مع الدخول في مرحلة العد العكسي للإنتخابات الرئاسية، ومفاعيل الخطة بدأت تظهر في خطاب التهدئة الذي يعتمده التيار من فترة تجاه عدد من المرجعيات السياسية، يقابلها تهدئة لافتة من قبل “الإشتراكيين”، لم يخرقها إلا مواقف النائب أكرم شهيب التي تعتبرها مصادر سياسية من دون فعالية وتردداتها أقل. فالخطاب الذي يعتد به يصدر عن رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” او نجله النائب تيمور جنبلاط وفي شأن الآخرين، يبقى الأمر متعلقا بالخصوصية السياسية للنواب ووضعيتهم الشعبية والخاصة.
أهمية “التطبيع” مع المختارة، في كونها تأتي بعد فترة من الخصومة السياسية، وقد شهدت السنوات الماضية حروبا طاحنة بين الطرفين والعديد من المحطات الخلافية والمواجهات، فما يجمع الطرفين قضايا محددة وملفات تتصل بمصالحة الجبل والحفاظ على العيش المشترك، وتفرقهما قضايا خلافية كبرى، وغالبا ما تقوم العلاقة على ربط نزاع وفترات من الإسترخاء ثم تعود الى التسخين مجددا، وعليه تقول المصادر ان الاستقرار الحالي في العلاقة ليس مرشحا لأن يدوم طويلا، فالكيمياء المفقودة دائما بين الطرفين تجنح بالعلاقة الى التوتر وعودة الاحتكاك في اي وقت، أضف الى ذلك ان جنبلاط الذي خرج منتصرا في الإنتخابات النيابية الأخيرة محافظا على تكتله النيابي، لم يحسم خياراته، ولم يعد الى الاصطفافات الماضية ولم ينتقل الى موقع جديد بعد.