Site icon IMLebanon

احتكار السلطة يُسقط الهيكل

 

يسارع من يحتكرون الوطن ومصيره، ومن يحتكرون التحكم بحياة مواطنيه إلى غسل أيديهم من كل ما نحن فيه عندما تقع أي واقعة، ويبدأ هؤلاء مع جوقة المطبلين لهم بترداد ما يتمتعون به من أخلاق وصفات حميدة لم تتجسد يوماً إلا بممارسات فاسدة.

 

هؤلاء لم لو يحتكروا منذ سنوات قرار الدولة، ومناصبها ووزاراتها ووظائفها لهم ولأزلامهم، لكان البلد اليوم بألف خير، ولكنهم راكموا الفشل تلو الآخر والخراب وراء الآخر، ولم يتنازلوا عن إدارة وتعزيز الفساد حيث حلوا، ويحدثونك عن أنهم نقلوا لبنان من الجحيم إلى الجنة ومن التخلف إلى التقدم ومن الإنغلاق إلى الانفتاح وذلك في تجسيد لأكبر وأهم حالة انفصام بين الحقيقة والواقع من جهة والوهم والهلوسة من جهة ثانية.

 

هؤلاء يجب أن ينزع منهم اللبنانيون القرار بأي وسيلة من الوسائل، لأن استمرارهم في موقع المسؤولية والإمساك بالقرار، هو استمرار لمسار الخراب والدمار والإبادة الجماعية للشعب اللبناني، هؤلاء يجب أن تطلق في وجوههم مقاومة بمختلف الأشكال لأن من لا يستجيب لأوجاع ومآسي المواطنين المتفاقمة يكون قد تحوّل إلى وحش كاسر لن يرتدع أبداً، بل سيواصل الضغط على رقابنا لقطع أنفاسنا وزهق أرواحنا كي ينعم بالفريسة ويفعل بها ما يشاء.

 

الاحتكار بكل الأوجه مرفوض وخاصة في بلد يعاني أهله من نقص في كل شيء، ولكن أخطر أنواع الاحتكارات هو احتكار السلطة والتصرف بها وعلى أساسها بديكتاتورية وتأليه الحاكم والزعيم فيعيش هذا في عالم آخر من الاستعلاء والنكران على وقع صرخات التأييد من مؤيديه الجوعى، لا يرف له جفن حتى ولو سقط الهيكل على رؤوس الجميع.