IMLebanon

المونسنيور خليل “ثائر” بتروني أصيل… على سلطة الفساد والتعطيل

 

قبل إندلاع إنتفاضة 17 تشرين، كانت هناك مجموعة من الشخصيات وقادة الرأي ورجال الدين تحثّ الناس على الثورة والمطالبة بحقوقهم، ومن بين هؤلاء الثوّار الأوائل النائب العام في أبرشية البترون سابقاً وخوري كفرعبيدا المونسنيور بطرس خليل.

 

في كل إنتفاضة أو تحرّك أو ثورة، للأبونا خليل قصّة، فهو إبن كفرعبيدا البترونية، البلدة التي قاومت في الحرب من أجل الصمود والحفاظ على الكيان ودفعت فاتورة كبيرة من الشهداء من خيرة أبنائها.

 

بعد وصول الدولار إلى ما فوق 10 آلاف ليرة، قاد المونسنيور خليل شباب بلدته للتظاهر والتعبير عن الغضب بعدما لامست الأوضاع الإقتصادية حداً غير مقبول، وبدل ملاقاة المطالب الشعبية، إنطلقت حملة شعواء من قِبل بعض العونيين من “جماعة” النائب جبران باسيل في البترون، متّهمةً خليل بالقيام بالشغب، وإستقدام “مرتزقة” الأسبوع الماضي من طرابلس لقطع أوتوستراد كفرعبيدا وفصل الشمال عن جبل لبنان.

 

ليست المرّة الأولى التي يواجه فيها خليل سهام العونيين والباسيليين، فمنذ إنطلاقة إنتفاضة 17 تشرين تعرّض خليل لحملة مشابهة تحت عنوان ماذا يفعل رجل دين في الشارع، ولماذا يتدخّلون في مثل هذه الأمور، متناسين أن حليفهم الأول، أي الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، رجل دين يتعاطى السياسة “من كعب الدست” ويملك أكثر من مئة ألف صاروخ.

 

يهزأ المونسنيور خليل بالإتهامات التي توجّه إليه من قبل العونيين وأتباعهم، ويقول لـ”نداء الوطن”: “هل أصبح أبناء كفرعبيدا مرتزقة، وهل هؤلاء المناضلون باتوا في هذا المصاف لديكم، فهؤلاء خيرة شباب لبنان وهم من ينتفضون على الأوتوستراد وفي الساحات، ولو سلّمنا جدلاً أنه كان هناك طرابلسيون، وهذا غير صحيح، فهل أصبح أهل طرابلس الشرفاء لدى هذا التيار مرتزقة؟”.

 

ينطلق خليل في تحركاته من عدّة دوافع، فالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قال للجميع لا تسكتوا، “فهل يريدون مني، أنا رجل الدين الذي يجب أن أقف إلى جانب الفقراء والمظلومين أن أسكت، وهل أحمل صواريخ أو إني أتظاهر لمناصرة الفقراء؟”.

 

ومن جهة أخرى، يسأل خليل: “ما الذي يدفعنا إلى عدم الثورة؟ الدولار وصل إلى عشرة آلاف ليرة ولا من يتحرّك، الجوع يضرب المواطنين ولا شيء يبشّر بالخير، الحكومة معطّلة والمسؤولون في غيبوبة، كل هذه الأمور وغيرها لا تدعو إلى الثورة؟”. ويؤكّد أنه لا يتظاهر ضدّ أشخاص “بل ضدّ نهج يحاول تفقير الشعب، فأنا أنتفض ضدّ العونيين وغيرهم ممن يستلمون زمام الحكم، وإذا كانوا يريدون منا ألا نتحرّك فليردّوا الدولار إلى حدوده المقبولة وليحلوا المشكلة الإقتصادية، لكن طالما أن نهجهم هو نفسه، فسنستمر في إسماع صوتنا”.

 

وينفي خليل كل الدعاية العونية من أنه ينتمي إلى حزب “القوات اللبنانية”، ويؤكّد أنه غير حزبي، “فلو كنت أنتمي إلى القوات لافتخرت بذلك، أنا رجل دين أقف مع الناس وهذه مهمتي، وكل تلك الإدعاءات تأتي في سبيل الإستهداف وإسكات الأصوات المعترضة سواء كانت مدنية أو دينية”.

 

يقف المونسنيور خليل منذ فترة إلى جانب أهل بلدته وهو أسّس مشروع محبة الذي يقدّم مساعدات للأسر الفقيرة والمحتاجة من دون تفريق بين أهالي البلدة، لذلك يشدّد على أن صوته “لن يخفت وسيبقى عالياً مهما اشتدّت الحملات، فالسيد المسيح كان الثائر الأول وأطعم الناس وقسّم السمك على الشعب، لذلك فأنا أسير على تعاليم المسيح ولن أخضع للإبتزاز أو التخويف، فأنا ثائر على كل هذه السلطة حتى ينتصر شعبنا”.

 

قد تكون التحركات في البترون تُغضب باسيل، إبن المدينة، لذلك يُطلق العونيون والباسيليون السهام باتجاه الشعب الغاضب على نهجهم سواء كان الثوّار رجال دين او مدنيين، في حين أن أهالي البترون والشمال وكل لبنان يؤكدون الإستمرار بثورتهم على الفساد ورموزه حتى إسقاط السلطة الحاكمة التي أفقرت الشعب وأذلّته.