IMLebanon

الآتي أعظم

الآتي أعظم

ثلاثة أحداث حصلت مؤخراً لا بد من التوقف عندها لأنه بشكل من الأشكال هناك خيط رفيع يربط بينها.

الحدث الأول كان تفجير كنيسة الروس في القاهرة والتي ذهب ضحيتها نحو 70 بين قتيل ومصاب، واللافت هنا العنوان الأساسي ألا وهو «الروس».

الحدث الثاني في قلب دمشق وتحديداً في حي الميدان إذ أقدمت طفلة عمرها 7 سنوات على تفجير نفسها أمام مقر للشرطة حيث سجل سقوط جرحى.

الحدث الثالث منذ يومين كان قتل السفير الروسي في تركيا على يد ضابط من الشرطة وطريقة القتل وتصوير الڤيديو والإشارة الى حلب.

الأحداث الثلاثة كما ذكرنا مرتبطة مع بعضها البعض وهي بداية أو عنوان لمرحلة قد تكون أخطر وأكبر مما حدث حتى الآن.

وهنا لا بد من التذكير بأنه بعد التدخل العسكري السافر الأميركي في ڤيتنام وبعد الإنحياز الاميركي العلني الى الدولة العبرية ضد الفلسطينيين وممارسات الظلم والقهر والمجازر التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وطرده من وطنه وأرضه وبيته كل هذا أدّى الى إعطاء الاميركي صورة البشع والجشع بالإضافة الى الإنحياز الأعمى في الأمم المتحدة ضد أي قرار تتخذه الجمعية العمومية للأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي لإدانة الاضطهاد الاسرائيلي للشعب الفلسطيني والعدد الكبير من القرارات منذ عام 1948 وإلى يومنا هذا مع استعمال حق النقض (الڤيتو) لإجهاض القرارات من قِبَل الاميركي.

يبدو أنّ صورة الروس أصبحت مثل صورة الاميركيين، لأنّ مَن يقف ضد الحق ويعتبر أنّ الحق هو للقوة وأنّ الاميركيين لا يقيمون لحقوق الشعب أي قيمة أو وزن يبدو أن الروس يتبعون الاسلوب ذاته.

وهذا بدأ منذ التدخل الروسي في سوريا لحماية النظام ضد الشعب السوري، والأعمال العسكرية التي يقوم بها الجيش الروسي بإرسال الطائرات الأكثر تطوّراً في العالم من أجل قصف الشعب السوري الآمن في بيوته… وهذا كله من أجل حماية النظام الذي ما زال يمارس القتل والتهجير ضد شعبه، لأنّ ذنب الشعب أنه طالب بالحرية والديموقراطية… وطبعاً من أجل المصالح الروسية ومن أجل قبض الثمن من الاميركيين، ولكن يبدو أنّ هناك صفقات أسلحة، وبما أنه روسيا دولة مصنّعة للسلاح فإنها بحاجة الى أسواق وهذا متوافر اليوم في سوريا أولاً، إضافة الى طموحات في إعادة الإعمار في سوريا وهذا ثانياً.

أمّا البند الثالث الذي هو الأهم فهو أنّ سوريا عندها ثروة نفطية وغازية كبيرة وتريد روسيا أن تهيمن عليها.

على كل حال، نقول للروس إنهم لم يتعلموا من الدرس الذي تلقاه قبلهم الاميركيون في الڤيتنام وأفغانستان والعراق… بل إنهم لم يتعلموا من الدرس الذي تلقته موسكو نفسها، في العهد السوڤياتي، من تجربة أفغانستان تحديداً.

عوني الكعكي