Site icon IMLebanon

تفهم روسي لموقف للحريري .. وموسكو تستعجل التأليف

 

هيل للمسؤولين: أبواب الدعم الخارجي موصدة إلا بحكومة إصلاحية موثوقة

استقطبت زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري إلى موسكو، أهمية كبيرة على أكثر من صعيد، بالنظر إلى دقة الملفات التي تم طرحها مع القيادة الروسية، وتحديداً خلال الاتصال المطول الذي جرى بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الحريري، حيث تم استعراض الأوضاع في لبنان والمنطقة بشكل مفصل، وكان بحث في الملف الحكومي الذي توليه موسكو اهتماماً خاصاً، وهو ما عبّر عنه عدد من المسؤولين الروس الذين التقاهم الرئيس المكلف، وآخرهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، لجهة ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة تعبر عن تطلعات الشعب اللبناني، وتحظى بثقة المجتمع الدولي، لناحية الحرص على أن تضم في صفوفها شخصيات مشهود لها بالكفاءة والاختصاص، للعمل تالياً من أجل إنقاذ لبنان من الأزمات التي يتخبط بها.

 

وتعول أوساط سياسية على الدور الروسي في الأيام المقبلة، في إحداث ثغرة في جدار أزمة التأليف، قد يفضي إلى إمكانية تحريك الملف الحكومي، في ضوء نتائج المحادثات التي سيجريها المسؤولون في وزارة الخارجية الروسية مع عدد من الشخصيات اللبنانية التي ستزور موسكو في وقت قريب، حيث سيكون الموضوع الحكومي مادة رئيسية على الطاولة، في ظل إصرار الروس على التدخل في هذا الملف، وممارسة ضغوطات على الفريق المعرقل، سعياً من أجل تسهيل التأليف الذي طال انتظاره، وما يترتب عن ذلك من تداعيات على وضع لبنان واستقراره. حيث من المتوقع أن تكر سبحة الزيارات اللبنانية، بعد زيارة الرئيس الحريري الذي قالت مصادره لـ«اللواء» بأنها كانت «ممتازة على صعيد النتائج المترتبة عنها، والتي ستصب حتماً في مصلحة لبنان». ومن المتوقع أن يلبي رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط دعوة القيادة الروسية في وقت قريب، إلى جانب زيارات لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال إرسلان، إضافة إلى مسؤولين آخرين.

 

وتتزامن الجهود الروسية التي تبذل لتسريع ولادة الحكومة الجديدة، مع رسالة أميركية شديدة اللهجة بعثت بها واشنطن عبر وكيل وزارة الخارجية ديفيد هيل الذي وضع المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في أجوائها، مطالباً بضرورة وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ما يفرض على القيادات السياسية تقديم تنازلات تسهل الولادة الحكومية. وفي الوقت نفسه تحدث المسؤول الأميركي عن جملة تحديات بالغة الصعوبة، ستفرض نفسها على الساحة الداخلية إذا ما استمر هذا الصراع المقيت على الحصص الطائفية والمذهبية التي ستودي بالبلد إلى الهاوية، ومحذراً من أن كل أبواب المساعدات ستبقى موصدة، طالما لم تشكل حكومة غير سياسية تتمتع بمصداقية داخلية وخارجية، لكي تأخذ على عاتقها مهمة تنفي الإصلاحات التي تطالب بها الدول المانحة، دون أن يعيد المسؤول الأميركي التذكير بموقف بلاده من «حزب الله»، و«التنديد» بدوره في لبنان والمنطقة.

 

وإذ شدد السفير هيل على أن بلاده لن توقف مساعداتها للجيش اللبناني الذي يتمتع بثقة المسؤولين الأميركيين، السياسيين والعسكريين، بالنظر إلى الدور البالغ الأهمية الذي يقوم بها، في ظل الأوضاع المتأزمة التي يعيشها لبنان، إلا أنه في الموازاة عبر عن استياء واشنطن من إمعان الطبقة السياسية في ارتكاب الأخطاء وتغليب مصالحها على مصلحة البلد والناس، متسائلاً في اللقاءات التي عقدها  مع عدد من الشخصيات، كيف يعقل وبعد أشهر عديدة من المعاناة بعد كارثة انفجار المرفأ، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب لبنان، أن لا يحصل توافق حول حكومة جديدة، تنقذ البلد من الانهيار؟ وماذا ينتظر المسؤولون اللبنانيون حتى يبادروا إلى البدء بعملية الإنقاذ؟

 

وتكشف المعلومات، أن الدبلوماسي الأميركي، وبخلاف تأكيد دعم بلاده المستمر للمؤسسة العسكرية، لم يعد بأي شيء، وإنما كان في جميع لقاءاته، منبهاً من مخاطر بقاء لبنان دون حكومة جديدة، بحيث أن الولايات المتحدة ومعها الدول المانحة، لن تبادر إلى القيام بتقديم أي نوع من المساعدات، إلا إذا تشكلت حكومة تستجيب لمطالب المجتمع الدولي، ولا تشكل تحدياً لأي طرف. وهذا ما يرتب مسؤوليات على قدر كبير من الأهمية على عاتق القيادات السياسية في لبنان، المطالبة قبل أي دعم خارجي، بأن تضع خارطة طريق للإنقاذ، يفتح الباب في مرحلة لاحقة للمساعدات الخارجية، العربية والدولية. وإن كان الرئيس عون طالب واشنطن بالاستمرار في رعاية مفاوضات الترسيم بين لبنان وإسرائيل.