ثمة ترقب لما سيقدم عليه المجتمع الدولي في المرحلة المقبلة بعد التطورات الداخلية من خلال إقدام حزب الله على استقدام النفط الإيراني والمواجهة مع المجتمع الدولي إضافة إلى إنسحاب الولايات المتحدة الأميركية من أفغانستان وسيطرة طالبان على كابل والدولة الأفغانية بشكل عام وما يمكن أن ينتج عن هذه الخطوة من تطورات لاحقة ومدى إنعكاس ذلك على الوضع اللبناني الداخلي في ضوء الصراع في المنطقة إضافة لذلك ثمة تساؤلات: أين أصبحت المبادرة الفرنسية وهل انتهت وتفرملت؟
هنا تؤكد مصادر متابعة أن المعلومات تشير إلى استمرار باريس في دعمها ومساندتها للبنان ولكن ثمة تطورات في الداخل والخارج غيرت من مسار هذه المبادرة التي تخطاها الزمن وفرنسا تعمل اليوم وبتوجهات الرئيس إيمانويل ماكرون على السعي لدعم لبنان وعدم إنجراره إلى حروب وفتن بفعل ما يجري فيه من تدهور مريب على المستويات السياسية والأمنية والإقتصادية والمعيشية والحياتية وما يعانيه الناس وشريحة كبيرة من اللبنانيين من حالات فقر تتخوف منها فرنسا والتي تراها وفي حال عدم معالجتها قريباً تشكل مدخلاً لأي إضطرابات ونزاعات قد لا يتحملها هذا البلد في الظروف الراهنة.
وفي سياق متصل، تؤكد المصادر بأن المعلومات أيضاً تنقل أجواء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي أعرب وخلال استقباله مؤخراً شخصيات لبنانية إلى تواصله مع بعض أصدقائه في بيروت، بأن موسكو قلقة ومتخوفة من أي إنفجار قد يحصل في لبنان في ظل ما يعانيه شعبه من فقر وعوز وغياب المعالجات من قبل المعنيين وعدم وجود حكومة إلى أمور كثيرة تبقي المسؤولين الروس في قلق دائم على هذا البلد، وشددوا أمام من التقوهم على ضرورة أن يعوا هذه المخاطر قبل فوات الأوان، وبالتالي أن موسكو جاهزة للمساعدة على كل المستويات وهي تدعم لبنان ولديها صداقات مع الغالبية من اللبنانيين إضافة إلى تأثيرها على بعض الدول المعنية بالملف اللبناني مثل إيران وسوريا.
وأخيراً وحيال هذه الأجواء فإن القلق من أن يبقى لبنان بلداً مكشوفاً في هذه المرحلة وخصوصاً أمام هذا التدهور الإقتصادي المخيف والإنقسام السياسي الحاد مما يشكل عقبة أمام التوصل إلى حلول وإصلاحات بعدما بات واضحاً ليس ثمة دولة قادرة أو ستوافق على دعم لبنان طالما لم يستجب للإصلاحات المالية والإقتصادية والإدارية، ناهيك إلى أن عامل البواخر الإيرانية دخل كمحور تفجيري في هذه المرحلة في ظل الصراع الدائر بين طهران والمجتمع الدولي ومن الطبيعي سيترك تداعياته على كل المسارات السياسية والأمنية والإقتصادية في لبنان.