IMLebanon

الأميركي يراقب والفرنسي يضغط والحكومة بين الروس وظريف اليوم

 

أبى سياسيو لبنان وعلى رأسهم “الثنائي الشيعي” إلا أن يجعلوا من مسألة تأليف الحكومة أزمة دولية دخلت فيها الدول الكبرى وزادتها تعقيداً.

 

لم يهز إنفجار بيروت “الثنائي الشيعي”، ولم تدفعه الأزمة الإقتصادية إلى الخروج من منطق الحصص، ولم يعن له مشهد “قوارب الموت” في الشمال شيئاً، بل إن كل هذه الامور زادته تمسكاً بحصصه ومكتسباته التي حقّقها في زمن الإحتلال السوري ونتيجة الإستقواء بالسلاح، في حين أنه لا توجد مؤشرات الى أن طهران تريد تأليف حكومة في لبنان، بل إنها تصعّد في وجه الفرنسيين لتحصل على مكاسب من الأميركيين.

 

وتؤكّد المعلومات المتوافرة من واشنطن أن الأخيرة ليست في وارد التنازل لـ”حزب الله” وطهران في الملفات الكبرى، أما التفاصيل فلا تعنيها، وهي تراقب تطورات المبادرة الفرنسية لكن لن تسمح لـ”حزب الله” بأن يعوّم نفسه وأن يستغل تلك المبادرة للعودة من جديد لبسط سيطرته على لبنان.

 

ورغم إنشغاله بالإنتخابات الرئاسية إلا أن الأميركي لا يترك الملفات الكبرى تسير بلا موافقته، وهذا يعني أن مراقبته للملف اللبناني لا تدل على أنه لا يتحرّك عندما يرى أن هناك شيئاً ما قد يؤثر سلباً عليه، وبالتالي فإن الأمور ما زالت معقّدة ومفتاح الحلّ لن يفتح الباب قريباً.

 

وتوازياً مع الغموض الأميركي، فان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصرّ على إنجاح مبادرته، وهو يمارس أقصى الضغوط على السياسيين اللبنانيين، وما مبادرة الرئيس سعد الحريري الأخيرة والتي يوافق فيها على تسمية شيعي مستقل لوزارة المال إلا نتاج الضغط الفرنسي ورغبة في عدم نسف جهود ماكرون، لكن كل تلك التنازلات من الحريري لن توصل إلى مكان لأن تشبث “الثنائي الشيعي” بالمال ليس لأسباب داخلية فحسب، بل لعوامل خارجية مرتبطة بايران.

 

وأمام كل هذه التطورات، سيحصل تغيير على رأس الديبلوماسية الروسية في لبنان، فقد إنتهت فترة السفير الحالي ألكسندر زاسبكين ويستعدّ لتسليم مهامه إلى السفير الروسي الجديد ألكسندر روداكوف الذي سيصل إلى لبنان قريباً.

 

وفي هذه الأثناء، يزور موسكو اليوم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ليبحث مع الروس ملفات المنطقة وأبرزها الملفان السوري والليبي وبقية المواضيع، ووجهت دعوات من مسؤولين لبنانيين رسميين لروداكوف لكي يتم بحث ملف تأليف الحكومة اللبنانية مع ظريف فأكد الأخير أن هذا الأمر سيتم، لكن الموقف الروسي لا يزال على حاله ويحمّل الموقف الأميركي المتصلّب مسؤولية العرقلة الحكومية وليس طهران.

 

وفي سياق التواصل مع المسؤولين الروس أيضاً، فان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، قد وعد كل من تحدث معه بأن الروس سيتكلمون مع ظريف لتسهيل ولادة الحكومة وعدم العرقلة وتذليل العقبات التي تقف في وجه ولادة الحكومة. لكن على رغم كل الوعود الروسية، إلا أنه تبقى للدول الكبرى مصالحها الحيوية ولن تفرّط بها، لذلك تبقى المحاولات الروسية مع ظريف شكلية ولا تندرج ضمن إطار الضغط الكبير الذي قد ينتج حكومة قريباً، خصوصاً أن الروس لا يرتاحون للدور الجديد للرئيس ماكرون في لبنان على إعتبار أن لبنان وسوريا يدخلان ضمن منطقة النفوذ الروسي والأميركي ولا يحق لفرنسا ولا للأوروبيين الدخول ومحاولة الظهور بمظهر الدول المقررة هناك.

 

وفي السياق، باتت الازمة اللبنانية من الأزمات المعقدة في الشرق، لكن كل ذلك لا يعني أن ولادة الحكومة غير قابلة للحلحلة، خصوصاً إذا استمرّ ماكرون بضغطه، وسانده الاميركيون ولم يقف الروس حجر عثرة في وجه مبادرته، عندها تلين طهران تلقائياً ويسهّل الثنائي الشيعي الولادة الحكومية.