IMLebanon

موسكو وباريس على خط التأليف… وواشنطن غير مُتحمّسة شخصيات اُلغيت تأشيراتها للدخول الى دول الاتحاد الاوروبي

 

 

عادت الدول المعنية بالملف اللبناني الى رفع منسوب تدخلها، ولوّح بعضها بعقوبات قريبة ستطاول بعض المعرقلين لتشكيل الحكومة، وهذا ما يُنقل عن أوساط على صلة بأحد أبرز مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذين يؤكدون بأن الأيام المقبلة ستشهد، وربما بالأسماء، من هم على لائحة العقوبات، مع العلم أن بعض الشخصيات قد تبلّغت إلغاء تأشيرتها للدخول الى دول الإتحاد الأوروبي. وقالت الأوساط أنه في الوقت الذي تقوم به باريس بدور أساسي، كونها معنية بالمبادرة التي كان قد أطلقها الرئيس ماكرون لحل الأزمة اللبنانية، من خلال تفعيل دورها الذي شهد إخفاقات كثيرة،فإن ثمة آخرين يواكبونها ويعملون على إيجاد المخارج لحلّ المعضلة اللبنانية، فدور الولايات المتحدة الأميركية يتناغم مع الدور الفرنسي لكن واشنطن غير متحمّسة كما السابق تجاه الشأن اللبناني، وتحصر مساعداتها لدعم الجيش اللبناني، إلى تقديمات إجتماعية وإنسانية، وهذا ما يقوم به الإتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية مثل القاهرة التي كانت لها مساعدة للمؤسّسة العسكرية، وبناء عليه كانت زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون لمصر ولقائه بالرئيس عبد الفتّاح السيسي، وشكره على هذا الدعم للجيش.

 

أما اللافت، فيتمثّل بعودة الدور الروسي الذي سبق وشهد حراكاً لافتاً على خط موسكو ـ بيروت من خلال زيارات قامت بها مرجعيات رئاسية وسياسية وحزبية إلى العاصمة الروسية، ولكنه سرعان ما شهد هذا الدور برودة وغياباً، وهنا تعزو الأوساط ذلك إلى الظروف الصحية التي ألمّت بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونائبه المسؤول عن الملف اللبناني ميخائيل بوغدانوف.

 

إلا أنه في الآونة الأخيرة، توالت البيانات الصادرة عن الخارجية الروسية، والتي تعبّر عن القلق والمخاوف من عدم تشكيل حكومة المهمة في لبنان، لا بل ثمة معلومات تُنقَل عن كبار المسؤولين في الخارجية الروسية، تشير إلى أن القيادة الروسية على بيّنة من مخاطر الوضع في لبنان، ولهذه الغاية تم تحذير بعض قياداته من مغبة ما قد يحدث من اضطرابات في حال لم يشكّلوا حكومة في وقت سريع.

 

وأضافت أن اتصالات جرت منذ أيام قليلة مع بعض الرؤساء والمسؤولين اللبنانيين لحضّهم على تسهيل مهام التأليف، وعدم تفويت هذه الفرصة بالعرقلة، خصوصاً وأن المسؤولين الروس يملكون التفاصيل حول أداء بعض القوى السياسية المتّهمة بالعرقلة، كاشفة أن هناك أجواء عن إعادة تفعيل الدور الروسي في الأيام المقبلة، على أن تشهد موسكو استقبالات لبعض القيادات اللبنانية، في وقت يتولّى يتولّى الإتصالات مع المسؤولين اللبنانيين.

 

وأخيراً، يظهر جليّاً أن هناك حراكاً دولياً ومبادرات ودعم، ولكن لم تظهر أي مؤشّرات لتسجيل خرق إيجابي ينبئ بأن الحلول باتت قريبة، إنما، ووفق معلومات مؤكدة،تقول الأوساط نفسها ، أن الجهود الدوليةتصبّ في عملية شراء الوقت ومنع الإنفجار الكبير على الساحة اللبنانية، وتحديداً على خلفية الأوضاع الإقتصادية المتدهورة، لأن أكثر من مسؤول غربي وعربي يمتلكون معلومات عن خطورة ما قد يحصل في لبنان خلال الأشهر القليلة المقبلة، وينقل بأن ملك الأردن عبدالله الثاني، كان قد عرض لهذه المسألة خلال زيارته واشنطن ولقائه مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وبالتالي فإن الدعم المصري والأردني كما الغربي الى الجيش اللبناني إنما يحمل دلالات كثيرة تركز على أهمية دور الجيش في الحفاظ على السلم الأهلي مما يتناغم ويتماهى مع الدول التي قامت بالدعم عينه.