Site icon IMLebanon

موسكو أقرب من دمشق  

انطلاقاً من أنّ القرار اليوم في دمشق لم يعد لنظام بشار الأسد المجرم، بل أصبح، بعدما أنقذته روسيا قبل أسبوع واحد من سقوطه المحتوم، في يد القيادة الروسية، وتحديداً فإنّ القرار في سوريا أصبح بيد “القيصر” فلاديمير بوتين.

لذلك نرى أنّ هناك جماعات تطالب الدولة اللبنانية وتحديداً الحكومة التي يرأسها دولة الرئيس سعد الحريري بأنّ على لبنان أن يتفاهم مع النظام السوري لأنّ هناك أموراً كثيرة مرتبطة بسوريا منها:

أولاً: البضائع والمنتجات الزراعية التي يصدرها لبنان ليس لها إلاّ طريق دمشق.

ثانياً: يجب أن يكون هناك تفاهم مع الجهات الأمنية خصوصاً أنّ الجميع اليوم في حرب مع الارهاب.

ونقول لهؤلاء إنّ التنسيق بين المؤسّسات الأمنية اللبنانية والمؤسّسات الامنية السورية يتم بشكل جيّد خصوصاً أنّ اللواء عباس ابراهيم مدير الأمن العام اللبناني هو من يتولّى هذا التنسيق وهو رجل مستقيم وذو خبرة عسكرية متفوّقة ورجل صادق وجدّي ويضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح وعنده خبرة في هذا الموضوع منذ سنوات وأثبت فعالية وصدقية ولا يمكن إلاّ أن يحترمه الجميع.

ثالثاً: إنّ ملف النزوح السوري هو ملف دولي ولا شك في أنّ روسيا تلعب دوراً أساسياً في هذا الملف… لذلك عندما يكون البحث مع الروس يكون أفضل طريق لمعالجة هذه المأساة الانسانية بوجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان، وهذا العدد يمثل تقريباً ثلث عدد سكان لبنان، وبالمناسبة وحسب إحصاءات رسمية فإنّ نسبة الولادات التي حصلت خلال آخر ثلاث سنوات تبيّـن أنّ عدد الولادات بين السوريين أكثر من عدد الولادات بين اللبنانيين وهذه مشكلة إضافية تزيد من مشكلة النزوح الأساسية.

رابعاً: صحيح أنّ جماعة “حزب الله” وحلفائهم يريدون تطبيع العلاقات مع سوريا ولكن بالمقابل فإنّ جماعة 14 آذار ترفض أية علاقات مع نظام بشار الأسد المجرم الذي قتل عدداً كبيراً من اللبنانيين وعلى رأسهم الشهيد الكبير المرحوم دولة الرئيس رفيق الحريري وكثير من الشهداء ولا نريد هنا أن نعود الى هذا الملف الذي سيبقى ملفاً أسود في تاريخ النظام السوري المجرم.

هذا النظام هو نظام سجون وقبور فكيف يمكن لنظام منتخب ديموقراطي برلماني حر أن يتفاهم مع نظام لا علاقة له بالانتخابات الحرّة وهو الذي قتل أكثر من 500 ألف مواطن سوري لأنهم نادوا بالحرية والانتخابات الحرة والديموقراطية وحرية الإعلام! والسؤال: كيف؟ وهل توجد أي طريقة للتفاهم بين نظامين مختلفين في الأساس والمبدأ؟!.

خامساً: زيارة الرئيس الحريري الى موسكو ستتوّج بلقاء مع الرئيس بوتين واللقاء سيكون اليوم مغلقاً حيث خصّص له الوقت الكافي لأنّ الرئيس بوتين يرغب في أن يكون لقاء خاصاً، نظراً للعلاقات التاريخية بين الرئيس بوتين والرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد حرص الرئيس سعد الحريري على هذه العلاقة لا بل لم يترك مناسبة إلاّ ليؤكد على أهمية ومتانة العلاقات مع الرئيس الروسي بوتين وهذا تأكيد على أهمية روسيا كدولة عظمى في أي حل سياسي لسوريا وللمنطقة.

كذلك فإنّ لبنان بحاجة الى كل قطعة سلاح ليسلح بها الجيش اللبناني وبما أنّ روسيا دولة كبرى ومهمّة في تصنيع الأسلحة فلا بد من الاستفادة من المصانع الروسية خصوصاً أنّ روسيا مستعدّة أن تمد لبنان ببعض أنواع الأسلحة.