IMLebanon

موسكو ردّت على الغارة بتزويد طهران منظومة صواريخ SS-300 ؟

موسكو ردّت على الغارة بتزويد طهران منظومة صواريخ SS-300 ؟ إسرائيل نفذت عمليّتها بالتعاون مع «النصرة» و«لواء الحرمين الشريفين»

تستقر معادلة الوقت الضائع اللبنانية عند التزامات بالحوارات من جهة والخطط الامنية التي وصلت الى البقاع الشمالي من جهة ثانية، مع بروز قضية رد حزب الله على غارة القنيطرة محليا .فرغم البعد الاقليمي للحدث لجهة المكان الذي هو الاراضي السورية، والزمان الذي ربط بمرحلة المفاوضات الحساسة في الملف النووي الايراني، زاد صمت حارة حريك القائم على ارباك وخوف تل ابيب من خلال «الغموض البناء»، كما يحلو للحزب ان يسميه من قلق الاسرائيليين.

منذ عملية اغتيال القائد العسكري عماد مغنية، أصبحت الحرب بين اسرائيل والحزب حربا مفتوحة تقول مصادر في 8 اذار، تتجاوز ساحتها وميدانها المنطقة الحدودية بين لبنان واسرائيل والمنطقة وتمتد الى مختلف دول العالم في «حرب عقول» غير سهلة للطرفين، شكلت فيها المواجهة المخابراتية، احد معالم الصراع الاساسية، ضمن التزامهما بقواعد لعبة ابقت الحدود الشمالية هادئة ومستقرة حتى الآن، بضمانة دولية – اقليمية. من هنا تعتبر المصادر ان ما حصل في القنيطرة يندرج في سياق العمليات المخابراتية – الامنية، التي سمحت لاسرائيل هذه المرة باغتيال المجموعة القيادية المشتركة، موجهة اليها رسالة مثلثة الاضلاع الى طهران – حزب الله – سوريا، مفادها أن تحويل جبهة الجولان الى «جنوب لبناني ثانٍ»، هو خط أحمر لن يسمح بتخطيه بحسب الاعلام الاسرائيلي.

وفي غمرة كل ذلك، يبرز إلى الواجهة دور ميليشيات المعارضة السورية، خصوصاً «جبهة النصرة»، «لواء تحرير اليرموك» و«لواء الحرمين الشريفين»، الذي يشبهه الكثيرون «بجيش لبنان الجنوبي»، ناشطين في تلك المنطقة، حيث كشفت صحيفة «هآرتس» عن ان «اسرائيل « تتعاون مع المعارضة السورية في جبهة الجولان ومقاتلي «جبهة النصرة» الذين يوفرون لها معلومات استخبارية لكل ما يدور في سوريا وتحركات عناصر «حزب الله»، مشيرةً الى أنّ «تل ابيب تنشئ منطقة حزام أمني في الجانب السوري للجولان، وتدرب مقاتليه وتمدهم بالسلاح» .وعن تفاصيل الهجوم الأخير، اعتبرت الصحيفة أنه «ليس هناك شك في أن الهجوم لعب جيداً الى أيدي «جبهة النصرة» التي يسيطر مقاتلوها على جزء من معبر القنيطرة واجزاء من هضبة الجولان السورية».

واكد المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت احرونوت» أليكس فيشمان، الذي اعتبر أن «من خطط لعملية الاغتيال في الجولان لم يكن يحلم بهذا النجاح الكبير، إذ أنه بصاروخين تم اصطياد ثلاثة عصافير بضربة واحدة: ضرب السيادة السورية، وضرب رمز لحزب الله وتصفية جنرال ايراني. بمعنى آخر إن كل محور الشر من ايران الى سوريا وحزب الله قد تلقى دفعة واحدة ضربة مؤلمة تسببت باحراج كبير»، مضيفا انه «لا عجب أن لا يساور القلب شك بأن منفذي عملية التصفية لم يعلموا تماما من يتواجد داخل الموكب الذي تمت مهاجمته. يمكن الافتراض ايضا أنهم خططوا لتصفية قائد منطقة الجولان في حزب الله جهاد مغنية ومساعديه، لكن حقاً من غير المؤكد أنهم كانوا يعلمون على الوجه الاكيد أن بين المجموعة ايضا جنرالاً ايرانياً كبيراً في الحرس الثوري»، متابعا « على ما يبدو تم التخطيط لعملية تكتيكية على الحدود من اجل احباط هجوم، لكن النتيجة محرجة، وليس فقط «اسرائيل» تلزم الصمت، بل ان كل وزارات الخارجية في العالم يلتزمون الصمت! وفي الوقت الراهن الكل ينحني ويطمر رأسه بالتراب على امل أن تمر هذه الحادثة، أما اذا حصلت عاصفة معينة، من جهة ايران وسوريا وحزب الله أو الثلاثة معا فيأملون أن تكون قصيرة؟».

ايا يكن فان المصادر في 8 آذار، لفتت في هذا المجال الى ان الاخير يركز اهتمامه حاليا على التحقيقات الجارية حول ظروف وقوع الاعتداء، بمشاركة ضباط كبار في المخابرات الايرانية، على اعتبار ان ما حصل يكشف في احد جوانبه عن امكانية وجود اختراق ربما في صفوف الحزب أو في الجانب الإيراني، من دون استبعاد احتمال تسريب انتقال الموكب في ثلاث سيّارات بلا تمويه أو احتياطات امنية في ظل تحليق مُكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية.

في وقت كان وزير الحرب الاسرائيلي موشيه يعالون يخفض من سقف المخاطر والتوقعات، كانت موسكو وبموازاة المفاوضات الايرانية – الاميركية، ووسط احتدام المعارك في صنعاء بين الجيش والحوثيين ، في ضربة جديدة للنفوذ السعودي في المنطقة، توقع مع طهران اتفاقية للتعاون العسكري والدفاعي تتضمن تسليم الاخيرة منظومة صواريخ SS-300 ، ذاتها التي ارجأت موسكو في العلن تسليمها الى دمشق بسبب ضغوط اوروبية واميركية وعربية.

واكدت المصادر ان من يعرف الديناميكية الاقليمية ويعرف قدرات حزب الله في الانتقام، يجب ان يأخذ بالحسبان كل الاحتمالات. فحزب الله الذي يقاتل على جبهتي «التكفيريين» والاسرائيليين، يتعرض لأعنف حملة خليجية بعد كلام السيد حسن نصر الله عن البحرين الاسبوع الماضي، على وقع التصريحات الايرانية المتدرجة صعودا وصولا الى دعوة للقائد العام للحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري اسرائيل الى ان «تنتظر عاصفة مدمرة بعد جريمتها في القنيطرة السورية»، رغم التبرير الاسرائيلي، ما يستدعي أكثر من سؤال. فاذا كان هبوب العاصفة اضحى محتما كما تؤشر التصريحات والمواقف فمن اي بلد ستهب العاصفة الآتية؟ هل من لبنان أم من اي بلد آخر في العالم؟

أسئلة ومواضيع مصيرية ستحضر بقوة على طاولة مجلس الوزراء في ظل انقسام وزراي بدأ يتبلور طارحا بقوة جدوى استمرار الحوار بين حزب الله و«المستقبل» طالما أن القضايا المصيرية والأساسية لا تطرح فيه؟