IMLebanon

«الموساد» يُرجّح هجوماً «داعشيّاً» على إيران

كشفت وسائل الإعلام الإسرائيليّة في الساعات الماضية، تقريراً أعدّهُ كلّ من جهاز الموساد والـ»شين بيت» (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي)، يُظهر كيفَ خَطّط عضو «المجلس الحربي» في تنظيم «داعش» عبد الله أحمد مشهداني لاستهداف مواقع نوويّة إيرانيّة، وأرسَل خططه إلى كبار المسؤولين التنفيذيّين في التنظيم.

وفي هذا السياق، أكّد المُحلّل العسكري العميد المتقاعد أمين حطيط، في حديث لـ«الجمهورية»، أنّ «قُدرات داعش الحاليّة لا تسمح له بتنفيذ أيّ ضربة ضدّ المنشآت الإيرانيّة، نوويّةً كانت أم عسكريّة أم مدنيّة».

وأضاف أنّ هذه الضربة، إذا نُفّذت، فسيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو مَن أمَر بتنفيذها بإسم «داعش»، مشدّداً على أنّ «التعاون بين إسرائيل وداعش وجبهة النُصرة وثيق، حيث إنّ الحركات الإرهابيّة هي صنيعة صهيو – أميركيّة، ونتنياهو لن يتوانى عَن استخدام إسم داعش لتنفيذ أيّ ضربة».

واعتبر أنّ «الخطّة الإسرائيليّة تقضي بإحراج الرئيس الأميركي باراك أوباما في المفاوضات النوويّة التي تُجريها دوَل مجموعة خمسة زائداً واحداً مع طهران، ودفع تلكَ المفاوضات إلى الانهيار».

وأشار حطيط إلى أنّ «وَضع داعش باتَ يتّخذ في الأسابيع الماضية خطّاً انحداريّاً، وبالتالي لا يُمكنه التفكير في تحدّي دولة إقليميّة عُظمى مثل إيران».

أمّا في ما يتعلّق بالضربات الإسرائيليّة الأخيرة التي استهدفت مواقع قرب دمشق، على رغم تهديد النظام السوري مراراً بالرَدّ على أيّ اعتداء إسرائيلي، فشدّد حطيط على أنّ «الضربات الإسرائيليّة التي شُنَّت الأحد الفائت ليست سوى عمل سياسي بلبوس عسكري، وبالتالي فإنّ الرَدّ عليها سيكون بلبوس عسكري أيضاً».

وأردف: «الرَدّ السوري على تلكَ الضربات لم يَعُد مستقلّاً، فسوريا عضو في محور المقاومة، وبالتالي فإنّ هذا المحور هو مَن سيرُدّ على كلّ الاعتداءات الإسرائيليّة في الوقت المناسب، وقد يأتي الرَدّ من إيران أو من حزب الله».

وعَمّا إذا كان رَدّ حزب الله على الاعتداءات الإسرائيليّة ضدّ سوريا قد يُقحِم لبنان في حرب هو في غنى عنها، أجاب أنّ «سياسة النأي بالنفس التي يُحكى عنها ليست سوى مزحة، فلا يُمكن فصل لبنان عن الوضع في المنطقة أو عَن أتون النار فيها».

هجوم جَوّي أو مِن الغوّاصات

من جهته، قال المحلّل العسكري، العميد المتقاعد نزار عبد القادر لـ«الجمهورية»، إنّ «داعش» لا يملك قاعدةً لوجستيّة أو عسكريّة تُتيح له استهداف منشآت إيران النوويّة. لكنّه لم يستبعد في المقابل أن يَشُنّ «داعش» ضربة ضدّ إيران من خلال خلايا إرهابيّة قد تتغلغل في الداخل الإيراني، أو أن يستهدف المصالح الإيرانيّة في لبنان أو أيّ بلد عربيّ آخَر.

وأشار إلى أنّ «إسرائيل، إذا ما فكّرت في استهداف المنشآت النوويّة الإيرانيّة، فلا يُمكنها التخفّي وراء ستار «داعش» أو غيره من التنظيمات الإرهابيّة، لأنّها ستستخدم غوّاصاتها لإطلاق صواريخ بعيدة المدى في اتّجاه إيران، أو ستضرب القواعد الإيرانيّة من الجَوّ، وبالتالي سينكشف أمرها لأنّ «داعش» لا يملك هذه الإمكانات العسكريّة».

أمّا عن رَدّ «محور المقاومة» على الضربات الإسرائيليّة التي استهدفت مواقع قرب دمشق الأحد الفائت، فأوضح عبد القادر أنْ «ليسَ من مصلحة إيران أو «حزب الله» فتح جبهة جديدة في المنطقة حاليّاً، بسبب انكشافهما الإقليمي»، مرجّحاً أن تكون الضربات قد استهدفت شحنة من الصواريخ الروسيّة التي وصلت إلى النظام السوري.

70 خطّة

وكان موقع «Europe Israel» الإخباري قد نشرَ تقريراً، قال إنّه استخباري، جاء فيه أنّ عضو «المجلس الحربي» في تنظيم «داعش» عبد الله أحمد مشهداني أعَدَّ نحو 70 خطّة مختلفة، بعضها غير قابل للتطبيق، لاستهداف مواقع إيرانيّة. ومن بين تلكَ الخطط، قد يكون «استهداف قادة عسكريّين إيرانيين في الميدان العراقي» هو الأكثر سهولةً بالنسبة إلى مشهداني.

غير أنّ قائد القوة البرّیة للجیش الایراني، العمید أحمد رضا بوردستان، شدّد الإثنين الفائت، على أنّ «القوّات الإیرانیّة ستستهدف «داعش» في عمق الإراضي العراقیّة، إذا حاولت الاقتراب من الحدود الإیرانیّة»، مؤكّداً «أنّنا نرصد التحرُّكات الإرهابيّة في العراق بدقّة ومستعدّون لكلّ السيناريوهات».