IMLebanon

تسمية هزيلة لوطن يموت

يوم مضحكٌ مبكٍ، يوم هزيل لتسمية هزيلة لن تأتي بأكثر من حكومة هزيلة، للمرّة الثانية نشاهد نفس سيناريو الحكومة السابقة التي أطاح بها تفجير نووي على قياس بيروت المرفأ الذي دمّر نصف بيروت، الله يسترنا من الحكومة العتيدة فأيّ تفجير سيطيح بالبلاد من جديد خلال الوقت الذي ستضعيه حكومة «الاختصاصيين» كما وصفها السفير المجهول مصطفى أديب المتفاجىء أكثر من الشعب اللبناني باختياره لمنصب رئاسة حكومة أقنعة مستشارين أو مستشارين المستشارين وقد يكون هنا تعبير إختصاصيين  مجافٍ للحقيقة، إخصائيين أو مخصيين سيكون تعبيراً أدقّ عن عجزهم عن اتخاذ قرار أو القيام بمسؤوليّة من دون الرجوع لرؤوس الأفاعي التي تقف خلف تعيينهم في منصب وزير!

*    *     *

بعيداً عن المحنة الحكوميّة المتوقعة للبنان في اليوم الأول بعد المئة من عمره، وألعن من مسرحيّة تسمية رئيس حكومة على عيون الرئيسي الفرنسي «أيمانويل ماكرون» ليست صدفة أن يتكرّر الحديث ورغبة الجميع بـ»دولة مدنيّة»، فجأة كلّهم أصبحوا يريدون قيام دولة مدنيّة فيما عزف اليوم الرئيس نبيه برّي على «كمنجة» إلغاء الطائفيّة ـ وضمناً المقصد هنا الطائفيّة السياسية ـ  كلّنا نريد دولة مدنيّة، ولكن قبل الوصول إلى هذا المطلب «انبحّ» قلب اللبنانيين وهم يطالبون بإيجاد حلّ لسلاح حزب الله الذي لا يستطيع لبناني واحد أن يقول أنّه يثق به بسبب وعوده الكاذبة ـ مع أنّه يدّعي أنّ وعده صادق ـ سبق ووعد بصيف هادىء عام 2006 فدمّر لبنان في حرب تموز، وسبق ووعد في العام 2009 باستراتيجيّة ثم لم يخجل نائبة محمد رعد من القول بأّنّ الأمور لم تكن في صالحهم وكانوا مضطرين للموافقة عليها في اتفاق بعبدا، «فأيّ حمار» سيصدّق بعد حزب الله في وعوده المصيرية الكاذبة، خصوصاً أنّنا نعيش هذه الأيام بوضع شديد حالة اختطاف لبنان الوطن والشعب على ذمّة تحسين الشروط الإيرانيّة في انتظار مرور الانتخابات الأميركيّة علّها تحمل جو بايدن الشيطان الديمقراطي ليتحالف معه نائب المهدي المنتظر الإيراني!!

نعم، نريد دولة مدنية، ولكن بعد تسليم حزب الله سلاحه للجيش اللبناني، وليس تشكيل جيش رديف من ميليشيا حزب الله تتغلغل بين صفوف الجيش اللبناني لتتكرّر عندها تجربة «ميليشيا حاجز بربور» الذين ارتدوا بدلة قوى الأمن وهم ليسوا منها ويطلق عليهم «حرس المجلس»، بعد أن ينزع سلاح ميليشيا حزب الله وسواه من أحزاب المخابرات السورية وسرايا المقاومة وتنظيف لبنان من كل سلاح في كلّ مكان فلتقم عندها الدولة المدنيّة عندها، وغير ذلك يعني أن الحاج محمد سيصبح رئيس الجمهورية الإسلامية في لبنان!!

*    *     *

بسهولة شديدة قد تكون السيدة فيروز شرحت للرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون تعقيدات الوضع اللبناني والتي لم يتمكّن من حلّها الرئيس فاليري جيسكار ديستان ولا الرئيس فرانسوا ميتران ولا الرئيس جاك شيراك ولا الرئيس نيكولا ساركوزي ولا فرنسوا هولاند، حتى لا يصاب بخيبة أمل شديدة عندما يكتشف أنّه هو أيضاً التعقيدات اللبنانيّة والمحاور التي تتنازعها عاجز عن تغيير حرف منها!

وقد يكون ماكرون فهم بصعوبة ما قد تكون السيدة فيروز شرحته له بأّنه «الأهالي متفقين وإذا هني متفقين بتكونوا غلطانين وإذا انتو مشّ غلطانين بكونوا هني مش متفقين وإذا كانوا مش متفقين بكون أنا مش سبب المشكل»، هذه «الشربوكة» تختصر وضع لبنان!

ما الذي سيتبقّى من لبنان بعد مرور مئويته الأولى بعد إعادة ضمّ ما سلخ عنه من شماله وجنوبه وسهله وبيروته إلى جبله، سيتبقّى منه «لبنانات»، كُثير منّا يجد الحلّ اليوم بالفدراليّة، يشعر أن هناك فريق ملتحق بإيران يأخذنا رهينة لأجلها، لذا يفضّلون الفيدرالية على الاحتلال الإيراني.

سيبقى من لبنان الذي كان القليل وصوت فيروز، وتلك الأغنية التي جاءته في عزّ الأيام السوداء في «حرب السنتين» واختصرت ما جمعه إعلان دولة لبنان الكبير في دمعة وأغنية «بحبك يا لبنان».