Site icon IMLebanon

محاولة اغتيال الكاظمي رسالة إلى العواصم الأربع!

 

لم تأت نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة في مصلحة التنظيمات الموالية لإيران، وبالعكس تراجع الحجم التمثيلي لتلك التنظيمات بشكل ملحوظ، ما أثار غضبها وتهديدها باللجوء الى مختلف الوسائل لإلغاء تلك النتائج.

 

وازداد غضب الميليشيات المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي مع فوز مقتدى الصدر بالكتلة النيابية الأكبر في مجلس النواب الجديد وتشديده في تصريحاته الأولى بعد الفوز على اولوية الدولة وسيادتها على ارضها ورفض السلاح غير الشرعي وقيام علاقات ندّية مع دول الجوار، وفهمت ايران من كلامه انه يتوجه اليها بحديثه عن التدخلات الأجنبية، وفهم انصارها ان الصدر يقصدهم فثارت ثائرتهم ضده وضد مفوضية الانتخابات العراقية. الايرانيون بدأوا عبر وسائل اعلامهم التشكيك بإجراء الانتخابات من الاساس باعتبار ان المجلس السابق كان أكثر ولاءً وهو الذي اتخذ قراراً بإخراج القوات الأميركية من العراق، وذهب هؤلاء في تحليلاتهم الى اتهام رئيس الوزراء بالميول الأميركية…

 

وعلى المنوال نفسه نسجت الفصائل الموالية لإيران. لجأت في البداية الى الطعن بنتائج الانتخابات وطالبت بإعادة فرز الأصوات يدوياً. وعندما أكد الفرز اليدوي صحة النتائج، صعّدت الفصائل حملتها في الشارع وحاصرت مقرات الحكومة في المنطقة الخضراء واشتبكت مع قوى الأمن فسقط قتلى وجرحى…

 

المنطق الايراني في العراق شهدنا نماذج له في اماكن أخرى، اذ لا قيمة للإنتخابات اذا كانت نتائجها لا تلائم الأهداف الإيرانية، والأولوية في العراق كما في امكنة مشابهة للتحريض المذهبي، وايران تقولها صراحة: البيت الشيعي يجب توحيده، مع ان الضربة التي تلقتها جاءتها من هذا البيت تحديداً الذي ارهقه نظام الميليشيا والفساد.

 

بدت طهران مربكة ازاء محاولة الإغتيال التي تعرض لها الكاظمي، ورجلها في بغداد قيس الخزعلي سارع الى التشكيك بحصول المحاولة من الاساس متحدثاً عن انفجار داخل منزل الكاظمي، ربما بسبب قنبلة كان يلهو بها.

 

لم يقل الخزعلي ذلك تحديداً في تصريح نقلته وكالة ايرانية ثم حذفته، لكن رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني استبق كل التحقيقات وحسم ان ما جرى “فتنة من انتاج مراكز الفكر الأجنبي!”.

 

لاحقاً استنكرت ايران بلغة ديبلوماسية معتادة، لكن الرسالة وصلت الى الكاظمي والدولة العراقية، كما وصلت الى كل بقع النفوذ الايراني في العواصم العربية الأربع: من يزيح عن الخط سيكون عرضة للعقاب، وهذه المرة بما تيسّر من طائرات مسيّرة.