تمرّ المنطقة الشرق أوسطية في مرحلة بالغة الدقّة والخطورة، لا سيما على خطّ المعارك الحاصلة في غزة بين حركة “حماس” وبعض الفصائل الفلسطينية الأخرى من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وتتكثّف عمليات القصف الصاروخي والمدفعي بوتيرة متفاوتة، بحيث ليس بإمكان أي مسؤول مهما علا شأنه أن يجزم إلى أي مدى ستتطوّر هذه الحرب الضروس على غزة، وما هي التردّدات التي ستطال كل ساحات المنطقة المحيطة بفلسطين.
ورداً على سؤال حول المرحلة الخطيرة التي تمرّ بها المنطقة وتردداتها على لبنان، قال النائب السابق الدكتور مصطفى علّوش لـ “الديار” إنه “ممّا لا شك فيه أن الساحات اليوم مفتوحة على بعضها، وأن التردّد المباشر الذي يظهر حتى الآن، ما هو حاصل بملف أعمال الإستكشاف في البلوك رقم 9، إضافة إلى عملية تهجير نسبي قائمة اليوم في الجنوب، والإنسداد بكافة الآفاق بحيث أنه لا يقوم أحد بإعداد أي برنامج للإستثمار إن في العقارات أو السيارات أو في أي قطاع إنتاجي أو سياحي أو أي مجال إقتصادي، فكل هذه الأمور متوقفة في هذه المرحلة، بالإضافة إلى أن كل المعطيات تشي باحتمال اندلاع الحرب، وأن تتوسّع لتشمل لبنان بأكمله، ونسبة اندلاعها عالية، في حين أن الآخرين يعتبرون أنها مؤكدة، فكل هذه الأمور تؤكد أننا في قلب المعركة، على الرغم من عدم وصولها بعد بشكل واسع علينا”.
وعن قراءته لما أعلنه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن أنه إذا لم يتوقّف ما تقوم به إسرائيل في غزة ستتحرّك أكثر من ساحة، رأى علّوش، أن “هذا أتى كتهديد من الأماكن المواجهة لإسرائيل، وكل العالم يدرك أن إيران تسيطر على لبنان وسوريا والعراق واليمن، لكن في النهاية هل تريد إيران أن تنخرط بشكل مباشر من خلالهم، أم أنها ستكون جزءاً من المعركة”؟ أمّا الأمر الآخر، تابع علّوش، “أُرسلت رسائل واضحة من الولايات المتحدة الأميركية بأن أي توسيع للحرب سيكون هناك ردّ مباشر على المناطق التي قد تنطلق منها هذه الحرب، ولبنان هو للأسف المؤهل أن يكون في مقدمة الدول التي ستكون في الواجهة”.
وعن الحديث المتعاظم عن سيناريو إعادة رسم المنطقة الشرق أوسطية من جديد، رأى النائب السابق علّوش، أن ذلك صحيح، مذكّراً بأنه “منذ العام 2012 بعدما توسّعت الحرب في سوريا، أعلنت عن قناعة لدي بوجود مخطّط لإعادة رسم المنطقة بعد أن تكون قد أُنهِكَت، أي أن هذه العملية لن تحصل على البارد، إنما بعد تعب كل الأطراف بانتظار الفَرَج، وقبولها بأي حلٍّ مطروح، لذلك، نعم أنا أظن أن عملية إعادة الترسيم حقيقية، ولكن بعد نتيجة الحرب الحالية في غزة، وهنا، لدي مخاوف أنه بعد كل ما حصل، أو على الأقل إن جزءاً منه، كان مدبّراً للوصول إلى تهجير شعب غزة، وبالتالي، إعادة رسم حتى خريطة فلسطين بالإضافة إلى لبنان وسوريا والعراق”.
وحول ما إذا كانت مسألة إبقاء النازحين السوريين في لبنان بدعم غربي، هي من ضمن عملية الترسيم هذه، قال علّوش، “من المؤكد سيكونون جزءاً من هذه العملية، لكن السؤال، هل هم موجودون فيه، ليس مؤكداً أنهم كانوا موجودين فيه، إنما الأكيد أن النزوح الذي سينتج في النهاية، والمرشح أن يكون في فلسطين وغزة بالذات، هو الجزء الأساسي من هذه العملية، وعلينا أن ندرك أن إسرائيل تعاني من فكرة تزايد عدد السكان الفلسطينيين وعدم وجود حلول ناجعة لا بحلّ الدولتين، ولا حتى في الدولة الواحدة بالنسبة إليهم، فأنا أتصوّر أنه بالنسبة إليهم أنه ما مارسوه في الـ 47 والـ 48 والـ 67 قد يتكرّر في هذه المرحلة الحاضرة”.
وعن موضوع رئاسة الجمهورية، أكد النائب السابق علّوش أن “هذا الموضوع لم يعد مطروحاً على بساط البحث، فالحراك غير المجدي الحاصل أو الحلقة المفرغة الحاصلة لن تنتج الرئيس، لأن هناك معطيات كثيرة غير جاهزة لإنتاج أي رئيس”.