IMLebanon

علّوش يسأل عن موقف إيران: الحريري سيتعامل مع عون «الرئيس»

 

تمكن الرئيس سعد الحريري من اقتناص فرصته في تكليفه رئاسة الحكومة قبل أيام من استحقاق الانتخابات الاميركية، لكي يهندس على نار هادئة عملية التشكيل الحكومية التي يعلم تماما صعوبتها وتعلقها بالمدَيين الإقليمي والدولي.

 

هو توقيت موفق في عملية التكليف الحريري وفر مناخا من الارتياح في البلاد ولو الى حين، ذلك ان التشكيل هو المحك الاساسي لمسعاه في حكومة «إختصاصيين». كان واضحا أن زعيم «تيار المستقبل» قد انتزع بصعوبة تكليفه من براثن الخصوم وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون وخاصة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وهما وجها إليه تحذيرا بأن التشكيل يجب أن يراعي موازين القوى حاليا. أي بكلمات أخرى، لا تشكيل من دون سياسيين ولو كانوا بلبوس مختصين بغض النظر عن مشاركة باسيل شخصيا في الحكومة.

 

لكن قبل كل ذلك، سيكون على الحريري انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية الاميركية في الثالث من الشهر المقبل لتنسم مجرى الرياح الدولية أولا وطبيعة العلاقة أو أية تسوية على الخط الأميركي الإيراني.

 

وفي أوساط الحريري، ثمة تفاؤل حذر عكسته أمس الاول سريعاً تغريدة القيادي «المستقبلي» مصطفى علوش، الذي يقول لـ«اللواء» إنه أراد عبرها توجيه رسالة «تحفيز» لتوفير المناخ الايجابي للبلاد، لكن على القوى السياسية أن تتجاوب مع رئيس الحكومة المكلف في ظل ظروف مشابهة للتي تسلم خلالها أبوه رفيق الحريري زمام الامور خلالها في العام 1992 لإعادة إعمار بلد مدمر. إلا أن في جعبة علوش الكثير من الحذر مع تربص قوى مستعدة بالتسبب بدمار البلد على أن تقبل بما هو ايجابي «ولهذا علينا أن لا نُفرط في التفاؤل».

 

هي بالتأكيد ليست لعبة حصص فقط تلك التي غرقت البلاد بها، هي انعكاس لصراع خارج لبنان «والمشكلة تتمثل في الموقف الإيراني، والسؤال هو ماذا تريد إيران؟ هل ستترك الأمور الى حين اتضاح الصورة الاميركية؟

 

وهل ستفصل لبنان عن المنطقة؟».

 

من الواضح أن طريق الحريري لتأليف الحكومة سيكون مليئا بالأشواك. يؤكد الرجل أنه لن يتراجع. في الأصل هو لا يستطيع التراجع، فالبقاء خارج الحكم أضره وفعل في تراجع شعبيته. وهو اليوم مثل بالع الموسى في علاقة إضطرارية مع العهد يريدها بعيدا عن باسيل، لكن هل يستطيع؟

 

«القوات» لم تُقدم البديل

 

لا عودة الى التسوية الرئاسية. يجزم علوش. «التسوية جاءت لتمهيد الطريق لجبران، وهذا بات من الماضي. واذا أكمل العهد وباسيل في ما يقومان به، فإن ذلك سيكون كمن يطلق النار على قدمه، والبلد سيسير بوضوح نحو الخراب مع نهاية ولاية العهد».

 

«ستكون العلاقة مع الرئيس ميشال عون، وكما أعرف الحريري فإنه لن يذهب لافتعال النكايات وسيلجأ الى طريقة تفيد بحفظ المقامات معتبرا أن عون هو الرئيس وليس باسيل».

 

لكن هل من السليم أن يدخل الحريري عهده بعد كسر رأي الكتلتين المسيحيتين الكبريين؟

 

«الواقع أن السليم في الأمر هو أن ينجح الحريري والسليم هو أن نتمكن من تقديم البديل عما هو حاصل»، يسارع علوش الى الرد. ويتابع: «القوات اللبنانية» لم تطرح بديلا واقعيا كما ان كتلة باسيل تريد خيارا مثل (الرئيس) حسان دياب وهو خيار فاشل. بات الرهان اليوم هو على انقاذ البلد بعد ان أصبح السؤال هل سيبقى البلد أم لا؟! وقد أتى الحريري لإخراجه من هذا الواقع في الاشهر المقبلة.

 

.. وبعد ترقب مجرى الرياح الدولية، سيكون على الحريري الحفاظ على وعده في تطبيق المبادرة الفرنسية التي شكل قدومه محاولة إنقاذ لها.

 

حكومة مع «حزب الله» ما بتمشي

 

«تشكيل حكومة مع حزب الله ما بيمشي» يقول علوش. حتى على نمط وزراء مثل وزير الصحة حمد حسن. والسؤال الكبير هو ما إذا أراد الحزب إعطاء المجال للحلول وإفساح المجال للبلد لالتقاط الأنفاس. فهو يريد الخروج بمظهر المنتصر على المستوى الاعلامي عبر «كسر رأس الجميع مع البقاء في الحكومة، مع أن نفوذه لا يتعلق بوزارة أو نيابة».

 

لكن لما على الحزب وفريقه إعطاء الحريري ما لم يوفراه للرئيس المكلف السابق مصطفى أديب؟

 

يرد القيادي «المستقبلي» ساخراً: ليس عليهم ذلك، وليخرب البلد! «نريد أن ننقذ المبادرة الفرنسية، دعنا نختبر هذه الخرطوشة في ظل الموت المحقق». ويشدد على علم الحريري بأن توفيره فرصة جديدة للحزب ليكون داخل الحكومة سيعني أنه سيُعرض نفسه الى الفشل من جديد.

 

هو لا ينفي توافر إرهاصات إيجابية خارجية تشير إليها تصريحات أميركية تلفت الى نية بمساعدة لبنان، لكن هذا الأمر منوط بحكومة إختصاصيين تفتح إحتمال مساعدات مؤتمر «سيدر» ومن قبل السعودية والإمارات.

 

ويعكس علوش خشية في أوساط متعددة في البلاد من تمهيد الفراغ نحو فوضى قد تؤدي الى تفكك البلد، ما يعني أن المكونات اللبنانية لن تتمكن من العيش مع بعضها من جديد في ظل استمرار وجود السلاح بيد الحزب.

 

هو يخشى ويحذر من أن يؤدي هذا التفكك الى رسم حدود إقليمية جديدة ربطاً بما يحدث في سوريا. من هنا بات على الأفرقاء جميعا تحمل مسؤولياتهم لإراحة البلاد وتمكينها من الخروج من هذه الورطة، عبر مساعدة الحريري على النجاح ووقف الإنهيار في ما قد يكون الفرصة الأخيرة.