في نظرة سريعة ولكنها موضوعية يطرح السؤال ذاته: من يمثل ما يسمّى بوزير خارجية سوريا وليد المعلم؟
الجواب بكل بساطة أنّه يمثل نظاماً كان يسمّى في السابق دولة، إذ أنّ هذا النظام خسر 80٪ من مساحة سوريا، هذا أولاً.
ثانياً- هناك 12 مليون مواطن سوري مهجرين أي نصف سكان سوريا أصبحوا خارج سوريا.
ثالثاً- ليس هناك مدينة أو قرية كبيرة أو صغيرة إلاّ وهي مدمرة كلياً أو جزئياً.
رابعاً- لا توجد جامعة واحدة خارج دمشق… أما ماذا عن حلب وحمص وحماة ودرعا ودير الزور وغيرها؟ فكلها في خبر كان.
خامساً- المستشفيات ودوَر العبادة من جوامع خصوصاً جامع ابن الوليد في حمص وجوامع حلب وحماة وكنائس… هي أيضاً أصبحت في خبر كان جراء ما لحق بها من دمار!
سادساً- وأظن أنّ هذه النقطة هي الأهم، فالرئيس بشار الأسد لم يسمح له باصطحاب مرافق واحد معه عندما استدعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (القيصر الجديد) الى موسكو وأعلمه أنّه سيبقيه على الكرسي بعض الوقت ريثما يتفق مع الاميركيين على مستقبل سوريا وليس على مستقبله، لأنه لا مكان له في سوريا ضمن أي حل، وأنّ وجوده في سوريا موقت حتى الوصول الى الحل.
سابعاً- هناك سؤال بريء وهو أنّ «حزب الله» يدّعي أنّه ذهب الى سوريا لمحاربة الارهاب مع العِلم أنه لم تقع بينه وبين «داعش» معركة واحدة وأنه ينتصر في سوريا ناسياً مساعدة قاسم سليماني و»فيلق القدس» وناسياً أيضاً الميليشيات العراقية وحكومة نوري المالكي والمساعدات المالية والنفطية والعسكرية لسوريا… وبعد هذا وذاك لولا مجيء القوات الروسية الى سوريا لسقط نظام بشار الأسد ومعه «حزب الله» والميليشيات العراقية وإيران… ومع ذلك يقولون إنهم انتصروا؟
ثامناً- يقول وليد المعلم إنّ البحث في موضوع بشار الأسد وبقائه أو ذهابه خط أحمر! كلام جميل ولكن نسأل المعلم الذي يتحدث باسم بشار الأسد هل يجرؤ على أن يقول كلاماً آخر؟ والأهم أنّ المتبقي من النظام هيكل عظمي إذ لم يبقَ منه إلاّ بعض العلويين المغلوبين على أمرهم.
وإذا نظرنا الى الواقع الحالي للنظام لرأينا أنه موجود في قسم من مدينة دمشق طبعاً من دون ضواحيها، واللاذقية وطرطوس… هذه سوريا اليوم فهل وليد المعلم يعلم ذلك أم أنه لا يجرؤ على مواجهة هذه الحقيقة؟!.
أخيراً، إنّ كلام المعلم أنّ المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا لا يملك هو أو غيره الحق في الحديث عن الانتخابات الرئاسية في سوريا…
إنّ الرد على هذا الكلام للمعلم هو أنه كديبلوماسي عتيق يعلم ماذا تعني الأمم المتحدة، ويعلم أيضاً ماذا تعني كلمة الأمم المتحدة وقراراتها!.. ولا بد أن نذكّره بالقرار 1559 وكيف تعاملت معه الدولة (دولة بشار) وكيف رضخ للقرار وخطابه الشهير في 26 نيسان 2005.