قد يكون من الصعب التكهن باليوم التالي على الساحة الجنوبية في ضوء العودة على الجبهة الجنوبية، إلى ما قبل رد “حزب الله” يوم الأحد الماضي، حيث ان المؤكد اليوم، وكما يرى النائب السابق في تيار “المستقبل” الدكتور محمد الحجار، ان “لبنان قد تجاوز إلى حد ما “قطوع” الحرب الموسعة يوم الأحد الماضي، حيث انه من الواضح وبنتيجة الرد الذي نفّذه حزب الله على العدو الإسرائيلي بعد اغتياله قائده والرد على الرد، أن كل الأطراف لا تريد الحرب الشاملة، ذلك أن الحزب ومن خلفه إيران، لا يريدان توسيع الحرب، كما أن العدو الإسرائيلي يدرك تماماً أن واشنطن ترفض توسيع الحرب وبنيامين نتنياهو لا يستطيع الذهاب إلى حرب شاملة من دون دعم أميركي”.
ووفق هذه المعطيات، وفي حديثٍ لـ “الديار”، يقول الدكتور الحجار، إنه ” أتى استهداف الحزب لمواقع إسرائيلية عسكرية وليس مدنية، مع العلم أن إصابة أي مدني كان من الممكن أن تأخذ الأمور باتجاهات أخرى، وكذلك فإن العدو في رده، تعمّد عدم استهداف المدنيين بشكل مباشر،الأمر الواضح لكل من يريد أن يرى أن :
١- الكل التزم بالخطوط الحمراء… صواريخ حزب الله استهدفت مواقع عسكرية للعدو الإسرائيلي، وقصف العدو استهدف منصات ومخازن صواريخ الحزب كما ادّعى.
٢- إسرائيل قالت بوقف ردِّها وكذلك الحزب قال في بيانه أن المرحلة الأولى من ردِّه انتهت..
٣- الكل لا يريد الحرب الشاملة…
أما في غزة فالعدو مستمر في حملة الإبادة للفلسطينيين وتدمير وقتل كل ما هو حي في فلسطين في ظل صمت عالمي مريب، رغم بعض التحركات الشعبية والتي لم تؤثر بشكل كبير في القرارات السياسية، حيث ان الدول الغربية وبأكثريتها ما تزال داعمة للعدو الإسرائيلي”.
ومن هنا، يؤكد الحجار أن “المرحلة المقبلة تتوقف على المشهد في غزة وما إذا كانت ستتوقف الحرب، وهذا الأمر ينتظر نتائج المفاوضات وجهد الوسطاء والتي لم تصل بعد إلى نتيجة إيجابية على الرغم من الضغط الدولي، لأن الرئيس جو بايدن يريد إنهاء الحرب قبل نهاية أيلول لخدمة معركة حزبه الرئاسية”.
وعن المرحلة المقبلة على الجبهة الجنوبية، يشير الحجار إلى أن “الحزب أعلن بشكل مباشر واضح أنه سيستمر في حرب الإسناد والمشاغلة التي أطلقها حتى يتوقف إطلاق النار في غزة، وهذا هو المشهد في الوقت الحالي على الجبهة الجنوبية، ولكن هل في إحدى اللحظات تتغير الإرادات والقرارات ويحصل حادث يجرّ المنطقة بأكملها إلى حرب شاملة؟ فإذن الأمر منوط بتطورات المرحلة المقبلة، أما اليوم فيمكنني القول أن لا توّسع للحرب في الأفق رغم أن العدو الإسرائيلي يقول إن جبهته الشمالية منفصلة عن غزة، بينما الحزب ربط جبهة الجنوب بجبهة غزة، ونتنياهو يقول إنه عندما ينتهي من غزة سيعود إلى لبنان… ولكن لا مؤشرات على تصعيد واسع إلا إذا طرأ أي تطور غير محسوب”.
أما على مستوى الساحة السياسية الداخلية والاستحقاق الرئاسي، فيكشف الدكتور الحجار أن “حزب الله قد أبلغ كل القوى السياسية بعدم مناقشته بأي ملف داخلي ما دامت الحرب مستمرة في غزة فهو الذي يملك القرار اليوم. علماً أنه إذا ما طال أمد الحرب، فإن هناك من يتوقع ألا ينتخب المجلس النيابي الحالي رئيساً للجمهورية… كل هذه المواضيع منوطة بالحزب… الحزب يراهن على أن إيران ستخرج منتصرة من هذه الحرب، والمحادثات والمفاوضات الأميركية ـ الإيرانية مستمرة في سلطنة عمان ولم تتوقف يوماً، وإيران تعوّل إيجابا عليها”.ولكن إذا أراد مجلس النواب انتخاب مرشح الحزب فستحصل فوراً الانتخابات الرئاسية وسيكون للجمهورية رئيس.
وحول وضع تيار “المستقبل” اليوم، يؤكد الدكتور الحجار أن “الوضع باقٍ على ما هو عليه، وهناك جهوزية في التيار في كل المناطق التي يوجد فيها حتى انه في حال لا سمح الله، اتسعت دائرة الحرب وحصل نزوح من الجنوب، فإن التيار يجهز مناطقه للقيام بواجباته الإنسانية والوطنية تجاه الأهل، كما أنه على الصعيد الاجتماعي ينشط التيار وفق القدر الذي يستطيعه وفق الإمكانات المتوافرة”.
أما على الصعيد السياسي، فيشير الحجار إلى أن “قرار تجميد العمل السياسي ما زال نافذاً”.
وعن احتمال زيارة رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري إلى بيروت قريباً، لا يستبعد الدكتور الحجار هذا الأمر معتبراً أنه “احتمال ممكن ولكن ما من قرار حالي بالعودة عن قرار تعليق العمل السياسي”.