IMLebanon

زين الدين لـ “الديار”: لتعميم مصالحة الجبل على كلّ لبنان تعاون درزي – مسيحي لتشكيل قوّة اقتصاديّة 

 

في 8 أيلول وتحت عنوان “الجبل بخير لبنان بخير”، يتوجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الشوف، لتلبية دعوة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، في سياق تكريس مصالحة الجبل، والإنطلاق منها باتجاه العمل نحو تحقيق مصالحة عامة ووطنية، وإنقاذ لبنان من أزمة الإنهيار في كل القطاعات والمؤسسات والمناطق. وقد عرض منسق الزيارة والمستشار الاعلامي لمشيخة العقل الشيخ عامر زين الدين لـ “الديار” أبعاد وأهداف الزيارة، التي تنطلق من مطرانية بيت الدين، يليه “لقاء الشوف الجامع” في المكتبة الوطنية، الذي سيجمع نواب المنطقة ونخباً وفاعليات ورؤساء البلديات في الجبل وسيتوج بغداء في المختارة يليه قداس في بيت الدين.

 

وإذا كان التوقيت بعد مرور أسبوعين على ذكرى مصالحة الجبل الذي في 22آب الماضي، ولكن الفترة الزمنية قصيرة بين 22 و8 أيلول، بحسب زين الدين الذي أوضح “أن الهدف من زيارة البطريرك الراعي، هو تجديد التاكيد وترسيخ هذه المصالحة والتطلع من خلالها إلى الأمان وإلى المستقبل”، مشيراً إلى ما كُتب في الدعوة وهو “ثمار المصالحة وآفاق المستقبل”، لأن “المصالحة قد أُنجزت في الجبل وصفحة المآسي طويت وكانت غيمة عابرة، والتركيز اليوم هو على كيفية تعزيز وانضاج ثمار هذه المصالحة النموذجية، التي تحققت والتي تعتبر الأولى من نوعها والفريدة منذ العام 1860 ولغاية العام 2001”.

 

وعليه، كرر أن مصالحة العام 2001 كانت الأهمّ، ولبنان كله اليوم بحاجة إلى تعميم هذا النموذج “كي يتصالح اللبنانيون ذاتياً ومع أنفسهم أولاً وثانياً مع شركائهم في الوطن لكي يستعيد البلد واقعه وتعود هيبة الدولة والمؤسسات، فلبنان بحاجة لهذا النموذج، الذي يذكّر بأن البلد لا يعيش إلاّ بالشراكة، ولا ينهض كدولة ومؤسسات إلاّ من خلال الشراكة”.

 

وعن انعكاس هذه الجولة على واقع الجبل، رأى أنها تأكيد على أن “لا أرض لنا غير هذه الأرض، وعلينا أن نتمسّك بها ونثبت أنفسنا فيها، ونحاول من خلال هذه اللقاءات المهمة، أن نعمل إذا صحّ التعبير، على تأمين الحد الأدنى من مقومات الصمود لكل العائلات الروحية في الجبل، وأن نحاول من خلال هذا التعاون والشراكة الدرزية- المسيحية، أن نشكّل قوة إقتصادية، وهي فكرة طُرحت في الإجتماعات التي حصلت بين البطريرك الراعي وشيخ العقل، وهي قوة إقتصادية تثبّت وتُبقي أبناء الجبل بأرضهم وتضع حداً لهجرة الشباب إلى الخارج، لأن الجبل على غرار كل المناطق اللبنانية، يفرغ من شبابه ومن الأدمغة، ولذلك البحث يتناول كيفبة الحفاظ على جيل الشباب بالقدر الممكن، في ظل الظروف الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية التي يمر بها لبنان”.

 

وبالتالي توقع أن تنجح هذه اللقاءات في “تعميم هذا النموذج على لبنان كله، وليس فقط في الجبل، لتحقيق مصالحة عامة، ويتمّ من خلالها انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتشكيل حكومة لأن المؤسسات تنهار والانهيار الآتي مخيف ويهدد كل لبنان”.

 

أمّا لجهة ما تحقق من ترجمة لمفاعيل المصالحة على الأرض، جزم بأن “مفاعيل المصالحة في الجبل تحققت، ولا نريد مواصلة الحديث بها، ولذلك فإننا نتطلع إلى ما بعد المصالحة، وإلى المستقبل وتثبيت العيش المشترك، فالمسيحيين لا يأتون الى الجبل والوضع الإقتصادي يدفع بالدروز أيضاً إلى مغادرة الجبل إلى المدينة بسبب الوضع الإقتصادي، فقد أصبح الهمّ مشتركاً بين الطرفين”.

 

وبالتالي، خلص زين الدين إلى أن التركيز، يتمحور حول “الإفادة من مفاعيل هذه المصالحة والعيش المشترك، في الحفاظ على الدولة وجعل مؤسساتها أكثر تماسكاً وأكثر قوة ليبقى الوطن، لأننا نفتش عن وطن ومؤسسات، وهذا همّنا من خلال ما نقوم به من حراك من أجل تعميم مناخ الشركة والمصالحة، ومن هنا فإن ما نستعد له، ليس لقاءً درزياً – مارونياً بل لقاءً عاماً إسلامياً – مسيحياً تشارك فيه كل مكونات الجبل”.