IMLebanon

ماذا في دلالات اغتيال موسوي؟ 

 

 

تستمر الحرب “الاسرائيلية” على قطاع غزة، وعند الحدود الشمالية مع جنوب لبنان، دون ان يحقق جيش العدو اي انتصار يبرد فيه النار المشتعلة في قلب نتنياهو الأعمى، الذي يصر على قتل المدنيين في غزة، وتدمير كل ما تبقى من حجر وبشر في القطاع، في ظل تصدع الجبهة الداخلية “الإسرائيلية”، وخلافات قياداتها المستمرة التي أيقنت عدم إمكانية تحقيق الهدف الأول من الحرب “القضاء على حماس”.

 

من هنا، يرى مصدر سياسي أن “اغتيال القائد العسكري الإيراني السيد رضي موسوي في سوريا، والذي اتخذ بقرار “اسرائيلي” وموافقة أميركية، يأتي في سياق المواجهة الكبرى التي يقوم بها محور المقاومة ضد العدو الاسرائيلي”، ويتابع المصدر أن “تدحرج الجبهة الشمالية في فلسطين المحتلة مع جنوب لبنان كان متوقعاً،  من خلال تكرار أو تطوير الاستهدافات “الإسرائيلية” للقرى اللبنانية، والدمار الذي تحدثه هذه الغارات” .

 

كما أشار إلى “ان رد المقاومة الإسلامية هو للجم هذه الاستهدافات ووضع خطوط واضحة، وكأحد قواعد التماثل بين الطرفين، أي بمعنى الاستهداف المدني، سيما ان هناك استهدافا للقرى الجنوبية بشكل متكرر، والعدو يحاول  توسيع بقعة الاستهدافات، ان كان في سوريا او في لبنان او حتى في الضفة، للخروج من أزمته في غزة، لكن محور المقاومة يدير الحرب بحرفية عالية”.

 

وتابع المصدر إلى أنه رغم “التطورات التي تحصل من خلال المقايضات العربية من دول التطبيع العربي، نرى أنه مع كل انتصار للمقاومة الفلسطينية تطفو على السطح بعض المواضيع العربية، المتمثلة بالمقايضات والصفقات وليس بالمفاوضات”، ويشير إلى “أن الغموض الذي يلف المقترح المصري أو ما يسمى – “بخطة حول غزة”،  وسط المفاوضات الفلسطينية المستمرة منذ الأسبوع الماضي في القاهرة، تؤكد أنها لن تثمر في ظل اصرار حركة حماس على قرارها بوقف نهائي لإطلاق النار ووقف الحرب على القطاع، وأما بالنسبة للقمة العربية في مصر والقمة العربية في السعودية، فهي لن تدعم الانتصارات الفلسطينية بل على العكس تماما، فهناك نوع من محاولة من قبل الدول المطبعة ومن بينها مصر، فرض شروطٍ  على المقاومة الفلسطينية للقبول بالمطالب “الإسرائيلية” ولكنها لن تجدي نفعاً، في ظل تحكم المقاومة حتى هذه اللحظة بالأرض والميدان.

 

ويتابع المصدر “ان الموقف السعودي في التوجه نحو التطبيع، كان ممرًا لطمس القضية الفلسطينية، وإن مسار التطبيع الذي شهدناه قبل طوفان الأقصى، تجسد بعد طوفان الأقصى في السكوت والخضوع والخذلان العربي للكيان، الذي أوضح للعرب وللمسلمين أنه لا يرتقي إلى مستوى حماية نفسه . وعليه بات مؤكداً  أن الصمت المخزي لبعض العرب لن يُرضِخَ غزة، ولن يخضع محور المقاومة، لا بل إن السكوت حوّل الحرب الابادية التي تشهدها غزة كشف حجم ذل بعض الدول وخيانتهم للقضية الفلسطينية، وما قبل طوفان الأقصى في السابع من تشرين الاول اكتوبر ليس كما بعده، ونحن امام صولات وجولات من المواجهات مع العدو الاسرائيلي حتى اجتثاثه من جذوره، وكل القرارات والشعارات التي تلحَفَ بها بعض العرب لا معنى لها، بل ستبقى وصمة عار عليهم”.

 

لقد أثبتت ما كان مثبتاً لدى دول محور المقاومة بعض الدول العربية والمجتمع الدولي أن كل ما يجري هو تحت إمرة الولايات المتحدة الأميركية، التي اسقطت أيضاً الأمم المتحدة ومنظماتها التي تدعي الإنسانية، عندما رضخت اليها ضاربةً عرض الحائط كل ما يجري من جرائم إنسانية في غزة، وكل ذلك من أجل حفظ ماء وجه العدو الملطخ بدماء الأبرياء في غزة والجنوب اللبناني.