منذ أيام، قرّر النائب في كتلة “الوفاء للمقاومة” ابراهيم الموسوي أن يرشق الحكومة السابقة بتغريدة، فيها الكثير من “الرمزية” و”التشفير”، وتحتاج إلى “كتّيب” لفكّ رموزها، خصوصاً أن الموسوي مخضرم في العمل الصحافي والإعلامي التابع لـ”حزب الله”. تغريدة “تحت خط المعركة المباشرة”، لكنها تحمل معاني تاريخية وسياسية مهمة، في الوقت نفسه تعبّر عن “ازدواجية” و”انفصام” عن الواقع.
كتب الموسوي في تغريدته “العميقة”: “عندما تولى المأمون الخلافة، وكان زمن نهاية انتشار الطاعون، جمع الناس وخطب فيهم: ألا ترون أنه مذ وليت عليكم ذهب عنكم الطاعون! فأجابوه: الله أرحم من أن يجمع علينا المأمون والطاعون! الشكر لله أن فيروس كورونا أتى الآن، وليس في الزمن السابق، وإلا لكان الساحق الماحق”.
بعيداً من اختيار الموسوي شخصية المأمون التي أراد أن يظهر “العداء” الواضح لها. أراد الموسوي أن يشكر الله على أن “كورونا” جاء في زمن الرئيس حسان دياب وليس الحكومة السابقة “وإلا لكان الساحق الماحق”.
لا شك أن فريقاً سياسياً واسعاً يواصل أداءه السياسي كـ”النعامة التي تضع رأسها في الرمال”، ومن أكثر المتمرسين في هذه السياسة “التيار الوطني الحر” الذي لم يصدّق أن “ثورة 17 تشرين” حصلت وأن الشعب يريد اسقاط العهد، لكن “حزب الله” يمارس هذه السياسة منذ العام 2005، ولم يدرك أن سياسته أوصلت لبنان إلى الخراب، فما بالكم بأن يجتمع “حزب الله” و”كورونا” معاً في لبنان؟ نسي “حزب الله”، أنه تسبب بتعطيل البلاد لسنوات، ومنها من أجل ايصال مرشحه إلى رئاسة الجمهورية، وأن مغامراته الإيرانية تسببت بضرب العلاقات اللبنانية – العربية ووضع لبنان في عزلة دولية، ولم يعد هناك بلد مستعد لمساعدتنا.
نسي، أن الدولة لا تستقيم بظل وجود دويلة خطفت قرار الحرب والسلم لاجل ارضاء “الولي الفقيه”، دويلة تؤمّن “المال النظيف” لأجندة لم تفد البلد يوماً بدولار واحد. ونسي أيضاً أن معابر التهريب غير الشرعية، البرية والبحرية والجوية، التي يحميها أضرّت بالاقتصاد اللبناني وصناعته المحلية. وان المشاركة في القتال إلى جانب النظام السوري جذبت الإرهاب إلى لبنان. كيف تستقيم دولة وهناك من يعتبر المتهمين بالقتل “قديسين”؟ فهل حق صغار المودعين أقل أهمية من حق أصحاب الدم؟
غريب أمر الموسوي، أن يرمي الحجارة على حكومة استقال رئيسها بسبب التعطيل الذي مارسه “حزب الله” وحلفاؤه وعلى رأسهم “الوطني الحر”، يرشق حكومة تمسّك بها أمينه العام في كل الخطابات المرتبطة بـ”17 تشرين”، حكومة كان فيها لـلحزب الأكثرية (19 وزيراً)… فما بالكم اليوم وباتت الحكومة كلها بادارته؟
لم تنجز حكومة دياب، لا تشكيلات قضائية ولا تعيينات ولا كهرباء ولم تخرج بخطة اقتصادية ووصل سعر الدولار معها إلى 3 آلاف، وأسعار السلع إلى ارتفاع، ودخلنا “جحيم” العزلة الدولية، وتلوح في الأفق ثورة جياع، فحتى المساعدات الغذائية التي تنجح جمعية كشفية في توزيعها، فشلت الحكومة في اتمامها…
عذراً سعادة نائب بعلبك… اننا نعيش “الساحق الماحق بأمه وأبيه”.