لم تكن الشعارات التي ردّدها «تحرّك 29 آب» عندما باغَت باعتصامه وزارة العمل مطابقةً لبيانِه الجامع الذي ينادي بمطالب وطنية وشعبية محِقّة. فردّدَ المعتصمون شعارات سياسية أحادية ندّدَت بفريق ضدّ آخر، فاستثنَت فريق الثامن من آذار من التوَرّط في ملفات الفساد حين ردّدَت «14 و14 عمِلتوا البلد دكّانة»، وشعارات أخرى مشابهة التقطَتها «الجمهورية» خلال التحرّك.
كان من المفترض أن يكون مشهد الثالث من أيلول تأهّباً لنزول العونيين اليوم إلى الشارع، وتحضيراً لصعود القواتيين إلى معراب غداً، إلّا أنّ الحراك الشعبي «المتنوّع» باغَت الجميعَ ليحتلّ شوارع العاصمة بيروت.
فلم يكتفِ المعتصمون بالتمركز أمام وزارة البيئة، بل اعتمدوا خطة الانتقال بين وزارة وأخرى، بَدءاً بوزارة البيئة مروراً بوزارة العمل وصولاً إلى قطعِ الطرُق أمام وزارة الداخلية، معتمِدين خطة المباغتة وتضليل القوى الأمنية.
وأمس برَز اعتصام نفّذَه «حراك 29 آب» أمام وزارة العمل من دون أن يعلنَ عنه مسبقاً، وقد حضَر وزير العمل سجعان قزي إلى مكتبه، حيث اطّلعَ مِن القوى الأمنية المولجة حماية الوزارة، على التدابير والإجراءات اللازمة لمنع أيّ اعتداء على مكاتبها.
وأعلنَ المعتصمون أنّهم اختاروا وزارة العمل لرمزيّتها في منطقة المشرّفية في ساحل المتن الجنوبي، مؤكّدين أن لا نيّة لديهم في احتلالها، بل مجرّد الاعتصام السِلمي للمطالبة بالقضايا الحياتية الطبيعية، ولتذكير الأقطاب الذين سيجتمعون في طاولة الحوار بالمطالب الحياتية للشعب، والتي تشَكّل اليوم أولويةً، وليس حوارهم واتّفاقهم على مصالحهم وعلى المحاصَصة»، مردّدين بأنّ حراكهم الكبير سيكون يوم انعقاد الحوار في 9 أيلول.
وتَرَكّزَت أبرز المطالب وفقَ بيان تلاه رامي سلّوم باسم «حراك 29 آب» على:
• الدعوة إلى استقالة وزير البيئة محمد المشنوق.
• محاسبة السلطة على سرقة المال العام.
• محاسبة كلّ مَن أعطى الأمر باستخدام العنف ضد المتظاهرين السِلميين.
• إعادة أموال الصندوق البلدي المستقل إلى البلديات لتلعب دورَها في معالجة النفايات وتنمية المناطق.
• إيجاد فرَص عمل للشباب عبر فتح باب التوظيف خارج المحاصصة الطائفية.
• دعم الزراعة والصناعة وإجراء انتخابات نيابية لاستعادة دور المؤسسات بما يخدم مصالح الشعب.
واختتم المعتصمون حراكهم أمام وزارة العمل بالدعوة إلى المشاركة في الاعتصام المركزي الكبير في 9 أيلول احتجاجاً على انعقاد طاولة الحوار.
ومن أبرز الشعارات التي التقطتها «الجمهورية» ورَدَّدها المعتصمون أمام الذين لم يتجاوز عددُهم الـ 40 شخصاً:
• «14و 14 عمِلتوا البلد دكّانة»
• «السيّد مش حرامي إنتو حراميّي …»
• «نتظاهر لتشتيت قوى الأمن»
• «لا استثناءات، سنغزو كلّ الوزارات»
• «عنصر المفاجأة سيكون شعارَنا»
تبقى الإشارة إلى أنّ عنصر المفاجأة كان ثلاثياً في الثالث من أيلول عندما انطلقَ مِن وزارة البيئة مروراً بوزارة العمل ليختمَها في وزارة الداخلية ويتركَ الساحة الشعبية مفتوحةً على احتمالات مبهَمة، في الوقت الذي قد يفاجئ التحرّك العونيّ الشارع أيضاً، إلّا أنّ وجهتَه وساحاته وحتى شعاراته لم تتوحَّد حتى الساعة على مطلب واحد.
وبعدما ارتبَط اسمُ ساحة النجمة بتحرّك «طِلعت ريحتكم» وساحة رياض الصلح بتحرّك «بَدنا نحاسب»، يتسابق أمام الوزارات وفي الشارع وعلى الساحات «تحرّك 29 آب»… فأين ستكون ساحة عون؟ وهل من مفاجآت جديدة في ساحة الشهداء اليوم؟